مع السلام الحقيقي العادل
موقع أنصار الله || مقالات || عبدالفتاح علي البنوس
كان الأستاذ محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى واضحا وصريحا في كلمته البالستية الموجهة التي ألقاها بعد عصر أمس الأول أمام المشاركين في المسيرة الجماهيرية الكبرى التي شهدتها العاصمة صنعاء للتنديد بحصار التحالف الأمريكي السعودي للشعب اليمني واستمرار احتجاز السفن المحملة بالمشتقات النفطية ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة في مخالفة صريحة لاتفاق السويد ذات الصلة وانتهاك صارخ للقانون الإنساني الذي يجرم بالفطرة الحصار وسياسة التجويع التي تستهدف الإنسان وتهدد الحياة بشكل تام.
حيث وضع أبو أحمد النقاط على الحروف وبارك للشعب اليمني هذا الخروج المشرف للتنديد بالحصار الأمريكي السعودي، معتبرا ذلك رسالة وفاء للوطن وتضحيات الشهداء، ورسالة تأكيد على مواصلة الصمود والثبات والمواجهة دفاعا عن قضيته العادلة والمشروعة التي لا مجال للمساومة بها أو المزايدة عليها، وخاطب قوى العدوان والأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل الأطراف المشاركة في العدوان على بلادنا والمتورطة في حصار أبناء شعبنا، باللغة التي تفهمها وتعيها جيدا، حيث دعا الكيان السعودي المعتدي الذي يبرر عدوانه الإجرامي على بلادنا بالدفاع عنا، ويقول بأنه يقتلنا من أجل مصلحتنا، إلى أن يدافع عن نفسه هناك في جبهات الحدود، وليس في مارب.
ودعا الإماراتيين إلى إظهار قوتهم ورجولتهم إن كانت لديهم رجولة للقتال هناك في ( طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى ) الجزر التي يدعون أنها محتلة من قبل إيران، دون الحاجة إلى وأد أنفسهم في اليمن وإقحام أنفسهم في اليمن، وفيما يتعلق بالدعوات الأمريكية للسلام أشار إلى ذلك بقوله ( إن أراد بايدن السلام فعليه أن يسحب خبراءه الذين يقودون المعركة في مارب ) مؤكدا على أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ومبعوثه إلى اليمن لا يحملان خطة للسلام، مشيرا إلى أن اليمنيين دعاة سلام ومحبة وهم بحاجة إلى سلام حقيقي وعادل بعيدا عن سياسة الفرض والإلزام غير المقبولة، وبدون ذلك فلا مناص عن الحرب حتى يكتب الله النصر والتمكين.
ودعا البريطانيين إلى أن ( يوقفوا تسليح الطائرات التي تستهدف أبناءنا في مأرب ومختلف الجبهات ) وأبدى استغرابه من الموقف السلبي لمجلس الأمن الدولي الذي ظل صامتا على ما يقوم به العدوان والمرتزقة في مارب، وعندما دقت ساعة الصفر ووصل الحال بالمرتزقة هناك إلى اختطاف النساء وانتهاك الأعراض، خرج من دائرة الصمت ناطقا بالكفر متذرعا بذرائع وحجج كاذبة وشعارات إنسانية زائفة تهدف لدغدغة العواطف واستجلاب المزيد من المكاسب والمنافع تحت يافطة جمع المساعدات الإنسانية، التي ظلت وما تزال غاية وهدفا للأمم المتحدة وهيئاتها ومنظماتها تجني من ورائها الأرباح والمكاسب المادية، علاوة على ما تقدمه لها السعودية من أموال مقابل هذه المواقف التي تظهر من خلالها انحيازها الفاضح لها وتحالفها وعدوانها وحصارها على بلادنا وشعبنا.
بالمختصر المفيد: كنا وما نزال وسنظل دعاة للسلام، ولم يكن خيار الحرب خيارنا، ولكنها فرضت علينا ولا سبيل غير المواجهة بعد أن ألزمنا الجميع الحجة ومددنا أيدينا للسلام، السلام الحقيقي الملموس الأثر، السلام العادل الدائم، ولا يمكن بأي دعوات للسلام لا تحقق ذلك، لأنها ستكون استسلاما لا سلاما، وهذا ما لن نقبله على أنفسنا ووطننا وشعبنا وكل التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب والوطن، وعلى الأعداء أن يعوا ويدركوا ذلك جيدا، مللنا من التنظيرات الكاذبة والشعارات الجوفاء والمظاهر الخادعة الزائفة، لا سلام في ظل العدوان والحصار، لا سلام في ظل مشاركة دعاة السلام المزعوم في تأجيج الحرب وإطالة أمدها وتشديد الحصار، لا خيار غير الحرب حتى تتوفر الإرادة الصادقة والنوايا الحسنة للسلام، والتي من شأنها العمل على تهيئة بيئة وأرضية حاضنة للسلام الحقيقي العادل.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم.. وعاشق النبي يصلي عليه وآله.