إلا الحماقة أعيت من يداويها

‏موقع أنصار الله || مقالات ||سند الصيادي

دشّـن الرئيسُ الأمريكي المنتخب جو بايدن حلبَه للنظام السعودي بالحديث عن كشف التقرير السري في مِلف مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وَهو المِلفُّ الذي لطالما اعتقد ابن سلمان أنه قد دفع لإدارةِ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ما يكفي لإخفاءِ الجريمة وَلإبقاءِ هذا المِلفِّ طَيَّ الكتمان.

التقرير بنسخته السرية المعلَنة حديثاً.. بدا معتدلاً في الحدة وَالمباشرة في الاتّهام، وَربما تم التفاوُضُ والدفعُ لإخراجه بهذه الصورة، حَيثُ أدان ابن سلمان وتورُّطَه في الجريمة على قاعدة سيطرتِه المطلقة على الأجهزة الاستخباراتية التي قامت بهذا الفعل، فيما تؤكّـدُ المعلوماتُ عن وجودِ تسجيلاتٍ صوتيةٍ لابن سلمان تزيدُ من تأكيد إشرافه المباشر على الجريمة، وَربما رأت إدارةُ بايدن إرجاءَها للمستقبل وَإبقاءَ المجال مفتوحاً للمزيد من الابتزاز.

والملحوظُ أن ما أنفقته المملكةُ وَما ستنفقُه للتغطية على مقتل خاشقجي وَحجمَ الابتزاز المستمر الذي تتعرَّضُ له نتيجة ذلك، يضاهي آلافَ المرات أضعافَ ما كان سيشكلُه عليها هذا الصحفي من خطر، فيما لو أبقته حيًّا، وَهو الذي ظل وفيًّا للبلاط الملكي طوال حياته وَإن أبدى اعتراضَه مؤخّراً على بعض التفاصيل التي كان من الممكن تلافيها أَو التناقُشُ معه حولها.

وَعلى شاكلة خاشقجي تأتي كُلفةُ حربها على اليمن شعباً وأرضاً، وَماذا كان سيحدُثُ فيما لو هي لم تُقْدِمْ على هذه الحرب، وَفيما لو سعت إلى احتواء المتغيُّرات الحادثة في اليمن بالقبول والتعاطي الإيجابي معها.

والخلاصة.. تفلح أمريكا في تضخيم المخاوف لهذا النظام وَتشجّع رغباتِ الحقد وَالانتقام المتأصِّلة فيه على الإقدام على الفعل دونَ تقديم الضمانات الكافية على احتواء تداعياته ونتائجه، ثم تبدأ واشنطن في جني ثمار هذا الحمق على كافة المستويات بلا رحمة أَو شفقة.

والمصيبةُ المستعصيةُ، أنه ورغم تكرّر هذه السيناريوهات وَحجم الخسائر الناتج عنها، لا يرعوي هذا النظامُ الأحمقُ عن تكرارها، ولا توجدُ لديه أيةُ مراجعة أَو استفادة يمكن أن توقفَ نزيفَ هذه المخطّطات مستقبلاً.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا