الشهيد القائد (ثقافة حق وبصيرة جهاد وتوعوية ثقافية)
موقع أنصار الله || مقالات ||مرتضى الجرموزي
من نور آل البيت بزغ نورُه واشتدَّ عُودُه ومن دُرر الهدى وعَبَقِ الكلمات عطّر سيرةَ حياته ومن نبع الصفاء وهدي القرآن صاغ حروفه الجهادية الصادعة بالحق مستلهماً بصيرته الإيمانية والجهادية ومن رُبَى صعدة ومرّانها الشامخ صار مجاهداً بعظمة القرآن لا يخاف في الله لومة لائم وفي وجه العدى ودعاة النفاق والانبطاح صرخ لله مكبرّاً هيهاتَ أن يُذلّ من ارتشف من رحيق القرآن ومن آياته اكتست روحُه وقلبُه وكل جوارحه علماً وعملاً صادعاً بأعلى صوته: الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، ولعنة الله على كُـلّ يهُود ونصارى ومن نافق معهم وسلك طريق خُسرانهم وحتمية النصر والانتصار للإسلام ومن صدق في صدق سريرته وجهره.
ذاك هو، ومَن لا يعرف من هو الشهيد القائد حسين بدر الدين رجل العلم والتقوى رجل الزهد والعفة والجهاد صاحب القول السديد وكلمة الفصل التي فصلت ما بين العبودية لله والانبطاح للطغاة والمستكبرين؟!.
قالها واثقاً بقوله وفصله الجد: إن كان عليكم ضغوطات من أمريكا من ترونها العصا الغليظة فَـإنَّا عليَّ ضغوطات من رب العالمين، واللهِ لا نخافُ إلا من الله وهو الذي يجب أن يخافَه الناس يرهبون من بطشه ويرغبون رحمته، ويأملون عفوه ويقدّرون عظمته، مَن لا يُذلّ من اعتمد عليه وركن بركنه العظيم وجبروته العظيم وهو من لا يسهو سِنةً أَو يغفلُ عن مخلوقاته طرفة عين يعلم خائنة الأعيُن وما تخفي الصدور.
شبل هاشمي قومي عربي جاهد الكفار وفضح الله به وعلى يديه ونور ملازم هدي القرآن المنافقين، فضحهم كشف زيفهم ودعوتهم الكاذبة إلى الله في الوقت الذين لا يجرؤ أن يقولَ كلمة حَقٍّ مهما كان حجمها في وجه الظلمة ودعاة الحقوق والحريات التي سخروا منهم وسخرّوهم لسنوات حُكمهم وتسلّطهم على الضعفاء والمساكين.
ومع بزوغ جديد فجر المسيرة القرآنية في جبال مرّان بمحافظة صعدة قالها السيد القائد لن نأتيَ بجديد ولكننا نشكو من الجديد الذي دجّن الأُمَّــة وخلق في روحيتها الضعف والهوان وزرع في قلبها الخوف والرهبة من الأنظمة التي تولّت اليهود والنصارى قولاً وعملاً وهي تسير سيرتهم وتخطوا خطاهم نحو التيه والضياع في مستنقعات الدنيا وحطامها الزائل.
ووحدَه السيد القائد الشهيد رضوان الله عليه بالبصيرة جاهد صادعاً بالحق، تحَرّك بالقرآن منهاجاً يسير عليه وفق الصراط الذي رسمه الله وبه أحيا ما جاء به رسول الله وأمات البدع وأعاد للأُمَّـة الإسلامية هيبتها وعزّتها مصححاً للثقافة المغلوطة والتدجين الأعمى الذي ظل جاثماً على ضهر هذه الأُمَّــة لعقود؛ بسَببِ تواطؤ الأنظمة وصمت الشعوب وخنوعها، تقبلها لواقع طاعة الظلمة وإن جلدوا الظهر وسلبوا الحق وإن كانوا فاسقين زناةً وسكارى وهي تفتي وتشد الأُمَّــة للطاعة والسمع وعدم تهييج الآخرين عليهم تحت أي عنوان.
لكن الشهيد القائد ما سكت عن الظلم والخنوع والتسلط والجور ووقف بحزم بمشروعه القرآني والتنويري الجهادي القائم على العدل والمساواة الداعي إلى الحريّة وفق منهج الله لا وفق ما يسعى إلى تعميمه الغرب صهاينة وأمريكان ومن لف لفهم من العرب المنبطحة على الشعوب وإذلالها وامتهانها وتمييعها عن الحق والقرآن وقوانين الله وتشريعاته التي تكفل عزة وسلامة وحرية وكرامة من يعمل بها.
الشهيد القائد ما سكت كذلك عن انبطاح النظام البائد الذي جعل من اليمن بؤرةً للإرهاب وحديقة خلفية لأمريكا ومرتعاً خصباً للوهَّـابية والجماعات التكفيرية الإرهابية اليد الأمريكية في الداخل اليمني.
ومع تحَرُّكه ونهضته الإيمانية، شعر السلطة الجائرة الخائنة والعميلة لصالح الأمريكان بالخطر، وهو ما لا يرغب به اليهود والنصارى، فأوعزوا إلى الهالك عفاش بوأد هذ المشروع ودفنه قبل ولادته.
تحَرّكت الجيوشُ والمرتزِقة يتقدمهم خطباء الاعوجاج وثقافة التدجين، متهمين الشهيد وأتباعه بالسحر والشعوذة والجنون والرفض والمجوسية، وتُهَمٍ أُخرى؛ بغرض تحريض وتهييج الشعب وتقبُّلِه بالحرب على صعدة التي عاشت أَيَّـاما كربلائية في حيدان ومران وجمعة فاضل ومناطق أُخرى، حرب ظالمة وحصارٌ خانق وعربدة أمريكية وسعودية عمياء في الأرض والقرار اليمني.
ومع ضراوة الحرب واشتداد المعارك، استشهد السيد حسين رضوان الله عليه، ومع مقتله ظن النظام العفاشي والأمريكان أنهم قد دفنوا السيد القائد ومشروعه الإيماني التوعوي الثقافي والجهادي، وما بقتلهم السيد حسين ومظلوميته إلا أنهم وقعوا في الفخ، ومع مرور الأيّام والسنين عاش الشهيد حياً عظيماً وعاش الشعب حراً أبياً وطردَ الأمريكان من صنعاء وكل اليمن ودُفن مشروعهم العفاشي وهزم الجمع وولوا الأدبار.
ومع مشروع الحسين القرآني وفي سبعة أعوام ومن قبلها ست حروب على صعدة وبعض مناطق اليمن، ها نحن اليوم وبنفس المشروع وفي ظل عَلَمِ الهدى القائد السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي يواجه اليمن حرب الدفاع المقدس ضد من فشلوا من إبادة نهج السيد القائد وبفضل الله نعيش العزة والصمود والثبات والجهاد العظيم وبإذن الله لن يتوقف المشروع ولن تتوقف المسيرة القرآنية في اليمن، بل إنها ستتجاوز الحدود وتبلغ المستحيل ويصل نورها إلى مشارق الأرض ومغاربها، وهو وعد الله بأن يمكِّنَ للذين آمنوا وهو جل في علاه لا يخلفُ وعدَه، ونحن على ثقة بالله كبيرة أن الغلبةَ لأنصاره ولجنوده وأوليائه.