حسينُ العصر
موقع أنصار الله || مقالات || هاشم الأهنومي
نستقبلُ ذكرى الكربلائي من جديدٍ لنستلهمَ ونستمدَّ منه التضحيةَ والفداء والشجاعة وقبل تلك الصفات النبيلة الهُــوِيَّة الإيمانية، هو المؤسّس لمسيرة الحق في زمن سكت فيه الرؤساء والزعماء وتكالب عليه الأعداء.
تحَرّك السيد/ حسين بدر الدين الحوثي «رضوان الله عليه» من نقطة الصفر برفقة القرآن وقلة من الرجال المؤمنين، لإعلاء كلمة الحق ونصرة المستضعفين اليمانيين، وحفاظاً على المشروع القرآني، كانت نظرته حسينية عميقة الفهم طويلة المدى، ولنا مثال على ذلك (حينما كان عضواً بمجلس النواب) كان له الموقف البارز والناقد والصريح تجاه أمريكا ومواقفها ومؤامراتها تجاه اليمن.
الرجل المعارض للسلطة التابعة للأمريكيين وليست دولة يمانية وضع لها اسم بلا مسمى في تلك المرحلة، تحَرّك تاركاً منصبَه ليخرج أُمَّـة من جهلها إلى طريق الخير فتجاوز تلك الحروب بشتى أنواعها مراهناً على الله.
أمريكا أتت، الدول المعتدية أتت، النظام السابق الفاسد، الحشود المليونية المتعسكرة هجمت بكل قواها، لكن الله مع الصابرين.
يا ترى لماذا أتوا؟!..
أتوا لإسكاتِ ذلك الصوت الصادع بالموت لأمريكا، أتوا ليغيّروا منهجَ ذلك المحمدي، لكن وعودَ الله وقوةَ الله فوقَ تلك المؤامرة الصهيونية، حوصر فناضل ودعا الناس إلى كتاب الله وأبلغهم بتلك المؤامرة فعورض، لم يكتفِ بذلك فقط، بل أسس منهجاً قرآنياً..
أسّسه لهذا العصر الذي ظهرت فيه أسرار لم تعرفها الأُمَّــة، فقد كانت أُمَّـة قاصرة، وباتت اليوم تقرأ وتنظر إلى الأحداث بعين ذلك الشهيد القائد.
ما موقف السلطة آنذاك؟
تحَرّكت السلطة بكل جحافلها لمحاربة ذلك المشروع في جميع محافظات الجمهورية، فسفكت سيولاً من الدماء وسُجن الكثير في غياهب النظام الظالم وعانى الكثير؛ حباً في أمريكا وأتباعها، حَيثُ غررت السلطات بالكثير من المجندين ودفعت كُـلّ عائدات الدولة؛ مِن أجلِ إسكات ذلك الصوت إرضاء لأمريكا.
ذكرى استشهاد الشهيد القائد هي ذكرى لجميع اليمانيين، لنأخذ منها الدروسَ والعبر، فمن روحية هذا الكربلائي ومواقفه نستذكرُ عاشوراءَ التضحية والفداء ونقف في حضرة الإمام الحسين عليه السلام، وبهذه الدماء الزكية تتحقّق لشعبنا اليمني الحرية والاستقلال.