انعكاسُ سياسة الأعداء وحقيقةُ صراعنا معهم
موقع أنصار الله || مقالات ||مصطفى العنسي
لو تطلَّعنا اليومَ إلى سياسة الأعداء لعرفنا أنهم يمتلكون من الثغراتِ والفجواتِ والقُصُورِ والانحرافِ ما يهيِّئُهم للسقوط ويصل بهم إلى الانهيار.
وينحدر بهم إلى الضياع والخسران، فنهايتُهم اليوم بدأت تلوحُ في الأفق؛ لأَنَّهم ليسوا خارجَ نطاق وحدود قيوميةِ الله الحي القيوم الذي أحاط بكل شيء عِلماً، وليسوا حالةً استثنائيةً لا يخضعون لسنن الله في أرضه ومملكته، بل هم تحتَ قهر القاهرِ المَلِكِ القدوس، من أمره نافذٌ وقاهرٌ لا يعجزونه ولا يضرونه..
لذلك فصراعُنا معهم هو على الحق ومن أجل الحق وفي سبيل الحق، هم من بدأونا بالحرب، وهم من ارتكبوا جريمتهم بحق الأُمَّــة، بسفكهم الدماء الطاهرة للشهيد القائد وكل الشهداء العظماء.
منذ مطلع القرن الثالث وحتى اليوم وهم يشنون الحروبَ ويسفكون الدماء ويحاصرون ويطغون ويظلمون.. لا لشيء وإنما لأَنَّنا أُمَّـة تثقفت بثقافة الشهيد القائد الذي تحَرّك على أَسَاس القرآن وثقفنا كشعبٍ يمني بثقافة القرآن ورسّخ فينا هُـوِيَّتَنا الإيمانية، وأعادنا كشعبٍ يمني إلى مكانتِنا وأصالتنا التاريخية كشعب الأنصار والإيمان.. نستمدُّ سياستَنا من ثقافتنا ونستمدُّ ثقافتَنا من القرآن عبر قنوات الهداية وقرناء القرآن، ونجعل منهما محورَ ارتكازنا وأَسَاس قوتنا وثباتنا في مواجهة أعدائنا.
إننا اليومَ بفضل القيادة والمنهج نمتلكُ مقوماتِ النهوض التي تمكّننا من بناء حضارة وإحداث نهضة تنموية صناعية وزراعية وعسكرية وأمنية واقتصادية حتى تحتل اليمن مكانتها اللائقة بها كما كانت سابقًا أُمَّ الحضارات وأعتقها على أَسَاس الهُـوِيَّة الإيمانية بضوابطها وأسسها القرآنية وهذا هو ما يخيف الأعداء ويزعجهم ويجعلهم يتعاملون معنا على أَسَاس الخلط والتزييف لكل المقاييس والمعايير والمفاهيم والمسميات وهذا بحدِّ ذاته يمثل عاملَ عجز وضعفٍ وتراجع لهم..
اليوم أعداؤنا يطلبون منا بأن نستسلمَ ونتقبل ضرباتهم وحربهم وحصارهم وتدميرهم وأن نسلم رقابنا لهم ليقتلونا بالتفاف واضح وخداع زائف في الوقت الذي عجزوا عن إخضاعنا عسكريًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا وأمنيًّا ولم يتمكّنوا من فرض وصايتهم علينا في كُـلّ المجالات..
يأتي اليومَ المبعوثُ الأمريكي لمساومتنا بأن نقبَلَ ما عجزوا عن تحقيقه بعدوانهم وحصارهم ومن دون مقابل.. إنها أم العجائب في زمن كله عجائب وغرائب.
هل صبرنا وصمودنا كشعبٍ يمني طيلة ستة أعوام من الحرب والتدمير، قدمنا فيها قوافل من خِيرة أبناء شعبنا وفلذات أكبادنا ودمّـرت فيها منازلنا ومساجدنا ومدارسنا وموانئنا ومطاراتنا ومستشفياتنا ومؤسّساتنا وبنانا التحتية وَشركاتنا ومصانعنا وسرقت خيراتنا ومواردنا وضرب اقتصادنا واستهدفونا في كُـلّ مناحي حياتنا وسبل معيشتنا وحاصرونا حتى الموت، ويأتي بعد ذلك مبعوثُهم ليقدم مقترحاً للحل طُبِخَ في أمريكا قبل عام ثم أعادوا صياغته ليقدموه مرة أُخرى كمبدأ للحل وإنهاء لأزمة الحرب كما يدعون.
هل ينتظرون منا أن نقبلَ ونوافقَ على هزيمتنا والسماح لهم بالسيطرة علينا مجانا؟ بعد أن دفعنا كلفة تحرّرنا من تبعيتهم واستعبادهم وضحينا بكل شيء ولم يعد لدينا ما نخسره؟!.
إنها من المهزلة والسخرية والاستهتار بشعبنا اليمني الذي هزمهم وأرعبهم بصموده الأُسطوري وبتصنيعه العسكري وتطويره أسلحة الردع الاستراتيجية والتقليدية في ظل عدوانهم وحصارهم الخانق.
فماذا يمتلكون بعدُ من أوراق ضغط جديدة علينا؟!
وماذا بقي لديهم من الأهداف التي لم يستهدفوها بعدوانهم ولم تطالها طائراتهم؟
ما هو خطبهم؟ وما سبب تخبطهم؟
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرض فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَو آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ).
إنهم مصابون بداء السكر والمجون وهستيريا الكفر والطغيان والإجرام كما قال الله عن أمثالهم (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُون).