6سنوات من الصمود والتحدي (3 – 7)

‏موقع أنصار الله || مقالات ||عبدالفتاح علي البنوس

بعد ست سنوات من العدوان الغاشم والحصار الجائر، ومع نهاية العام السادس والدخول في العام السابع من الطبيعي أن يكون هنالك جرد لحسابات الربح والخسارة التي حصل عليها وتعرض لها كل طرف، في سياق المراجعة والتقييم لأحداث عام كامل، وسنحاول في مقال اليوم تسليط الضوء على حسابات الربح التي تكاد تكون محصورة على القوى الوطنية المناهضة للعدوان وكذا الدول الاستعمارية الكبرى وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا والكيان الإسرائيلي والدول الأوروبية المصدرة للأسلحة، والتي تعاملت مع الكيان السعودي على أنه بقرة حلوب..

بالحسابات المالية التي تتكلم عنها الأرقام، فإن الولايات المتحدة الأمريكية هي الأكثر ربحية في هذا الجانب، فما حصلت عليه من عائدات مبيعات الأسلحة التي تبيعها للسعودية والإمارات، وما حصلت عليه من أموال من البقرة الحلوب تحت يافطة الدعم والإسناد والحماية من الخطر الإيراني المزعوم، مبالغ طائلة دخلت الخزانة الأمريكية وأسهمت في دعم الاقتصاد الأمريكي دفعها الزهايمري سلمان ونجله المهفوف لمولاهم ترامب ليمنحهم رضاه، جعلت من أمريكا الرابح الأكبر من وراء الحرب والحصار على بلادنا وشعبنا..

وفي السياق نفسه فإن القوى الوطنية الممثلة للإرادة الشعبية المتمثلة في المجلس السياسي الأعلى حققت هي الأخرى أرباحا معنوية كبيرة، في مقدمتها الصمود الأسطوري والثبات في المواجهة على مدى ست سنوات متواصلة، حيث صقلت الحرب أبطال الجيش واللجان الشعبية وجعلت منهم بقوة الله وتأييده قوة ضاربة في المنطقة، وصار للجمهورية اليمنية جيش يمني الولاء والانتماء، يذود عن الحمى، يدافع عن الأرض والعرض والشرف والكرامة، هذا الجيش المغوار المتسلح كل فرد فيه بروح الإيمان والثقة بالله والاعتماد والتوكل عليه شكَّل نقطة التحول في معادلة الصراع، ودفع بالعدو السعودي والإماراتي إلى الاستعانة بالمرتزقة بعد أن أصاب جنودهم الذعر من قوة وبأس أبطال الجيش واللجان الشعبية .

القوة البشرية رافقتها قوة ضاربة ومزلزلة أخرى تتمثل في وحدة التصنيع الحربي التابعة للقوات المسلحة اليمنية، هذه الوحدة التي كان لها الفضل -بعد الله- في دحر قوى العدوان وتمريغ أنوفهم في الوحل وكسر شوكتهم وغطرستهم وغرورهم، والتي نجحت في تأديب الغزاة وردعهم والتنكيل بهم، والانتصار لتضحيات الشهداء وأنين الجرحى ومعاناة الأسرى، تطور نوعي استراتيجي في القدرات العسكرية اليمنية أربك حسابات الأعداء وأصابهم في مقتل، ودفعهم إلى مراجعة حساباتهم بعد أن ظلوا طيلة السنوات الماضية يقللون من قدرات وإمكانيات القوات المسلحة اليمنية ، ليتفاجأ السعودي والإماراتي بالقدرات العسكرية الخارقة التي وصلت إليها قواتنا المسلحة والتي لم يكن يتخيل أن تصل لها يوما ما ، في ظل الظروف الطبيعية المستقرة، فكيف بالظروف الراهنة في ظل العدوان والحصار؟!!!

صواريخ بالستية ذكية متنوعة دقيقة الإصابة ومتعددة المديات، طائرات مسيَّرة متنوعة قادرة على التحليق لمسافات طويلة وقادرة على حمل القنابل والصواريخ المدمرة، صواريخ وألغام بحرية متطورة، قانصات محلية الصنع بالغة الدقة في إصابة الأهداف، أسلحة ومعدات عسكرية متنوعة، ذخائر محلية الصنع، كل ذلك تحقق بفضل الله وتأييده في ظل العدوان والحصار، وهذا هو الإنجاز الكبير، والربح الأكبر الذي حصده أبناء اليمن الميمون خلال ست سنوات من العدوان والحصار..

ومن المكاسب اليمنية أيضا وضع الخطوات الأولى على طريق الاكتفاء الذاتي وتعزيز قدراتنا المحلية في المجالات الزراعية والصناعية والإبداعية، من خلال تشجيع الإنتاج الزراعي، ودعم قطاع المنشآت الصغيرة والأصغر، وتبني المبادرات الذاتية التي تمثل رافدا من روافد الاكتفاء الذاتي، كل ذلك شكل نقلة نوعية في مسار العملية الاقتصادية التي تمثل هدفا محوريا رئيسيا من أهداف الرؤية الوطنية لبناء الدولة المدنية الحديثة، ومن المكاسب أيضا تعزيز روح الهوية الإيمانية، والتحرر من رواسب الثقافات المغلوطة والعقائد المستوردة، علاوة على ترسيخ مبادئ الاستقلال والتحرر من الوصاية والتبعية للخارج، وكلها مكاسب ثمينة للشعب والوطن، مكاسب ظفرنا بها في ظل ظروف صعبة ومعقدة، وهو الأمر الصادم للأعداء، المرعب لهم، الذي سيدفع بهم إلى رفع الراية البيضاء وإعلان الاستسلام عما قريب بفضل الله وتأييده وعونه وتوفيقه..

قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم ،وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا