6 سنوات من الصمود في وجه حلف اليهود
موقع أنصار الله || مقالات || أحمد المتوكل
تتوالى المؤامراتُ على اليمن وشعبه على مر التاريخ لموقعه الجغرافي الهام، وتكشف الحقد الدفين لنظام آل سعود على الشعب اليمني، وأصبح الأخير في محط العناية الإلهية لعدالة قضيته وكبر مظلوميته وتمسكه بهدى الله.
كان اليمن على مر التاريخ وما زال محط أطماع الإمبراطوريات العظمى، لموقعه الجغرافي المطل على بحر العرب والبحر الأحمر، وإشرافه على مضيق باب المندب البوابة البحرية الجنوبية للدول العربية وأُورُوبا، ولثرواته الغنية والمتنوعة، وعرف الشعب اليمني بأطيب شعوب المنطقة، وأكثرهم بأسا وقوة، وأشجعهم قتالاً ومواجهة، فلم تغزه أية إمبراطورية إلا وكانت اليمن مقبرتهم الحتمية وسبباً رئيسياً لزوال تلك الامبراطوريات وتقهقرها، حينها اكتشفت قوى الشر أن الاحتلال بالوكالة أفضل خيار، وزرعت خونةً وعملاءَ يحقّقون مصالحها تحت عناوين وشعارات عديدة أوفر لها من الاحتلال المباشر وبأقل الخسائر.
قامت ثورة الـ21 من سبتمبر 2014م لإنقاذ اليمن بعد الانهيار المقصود والشبه كلي في مؤسّسات الدولة، وبعد أن ارتكبت القاعدة وداعش -أدوات أمريكا- الكثير من جرائم الاغتيالات والتفجيرات في جميع المحافظات اليمنية، وبعد أن استحكمت قبضةُ اللجان الثورية في تحقيق الأمن والأمان للشعب اليمني، حينها قدم الفارُّ عبدربه منصور هادي استقالته من رئاسة الجمهورية اليمنية؛ لأَنَّه لم يعد قادراً على تنفيذ الدور الذي أنيط به من قبل أمريكا، ولم يعد للقاعدة وداعش أية قدرة على تنفيذ الاغتيالات والتفجيرات.
حاولت القيادات السياسية مع الفارّ عبدربه لإقناعه على التراجع عن استقالته، لكنه أصر على الاستقالة، وترك الدولة في فراغ سياسي وأمني، وفر هارباً تاركاً البلد كله، حينها أعلن سفير السعودية لدى أمريكا عادل الجبير من داخل واشنطن عن بدء عاصفة الحزم!
لم يكن للمنتهية ولايته والمستقيل والفارّ عبدربه منصور هادي أيُّ علم بالتدخل العسكري في اليمن، وأبدى استغرابَه عندما تم إبلاغُه ببدء عاصفة الحزم وهو في طريقه إلى الغيضة!
بدأ تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي -الذي يتكون من أكثر من 17 دولة- أولى غاراته في 26 مارس 2015م على منزل أسرة يمنية في بني حوات وقتل ثلاثين فرداً، بينهم نساء وأطفال، وتمادوا في قصف منازل المواطنين والأسواق وصالات الأفراح والعزاء، والمدارس والجامعات والمعاهد والمستشفيات والمراكز والمرافق الحكومية، ومحطات ومولدات الكهرباء، وخزانات المياه، ومزارع المواطنين، واستهدفوا المطارات والطرقات والجسور، والمصانع والمخازن الغذائية، واستهدفوا أكثر من 1400 مسجد، بما فيها من مصلين، واستهدفوا دارَ المكفوفين، والصيادين وقواربهم بالقصف المباشر ومن تبقى يقومون باختطافه وتعذيبه، واستهدفوا الحمامات الطبيعية في بلاد الروس في العاصمة صنعاء، واستهدفوا المقابر والسدود والآثار، ومزارع الدواجن والأبقار وإسطبلات الخيول… إلخ، لم يتركوا شيئاً إلا واستهدفوه وقصفوه، ولم يتركوا جريمة إلا وارتكبوها!
حقد وإجرام وطغيان لا مبرّر له، وضد من؟!
ضد شعب من أنبل الشعوب وأطيبها!
ضد شعب وصفه النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بالإيمان والحكمة، وبأنهم أرقُّ قلوباً وألين أفئدةً!
ضد بلد يطلع منه نَفَسُ الرحمن، ومن قبل دولة معتدية يظهر منها قرن الشيطان!
لم يعرف عن الشعب اليمني أنه اعتدى على أية دولة، بل عُرف بأنه الشعب الوحيد الذي يحب السلام وينشده، بدليل استجابتِهم لدعوة الإسلام دون أية حرب، وذكر الله كيف أسلمت ملكةُ سبأ بمُجَـرّد وصول دعوة الإسلام إليها من نبي الله سليمان عليه السلام، كذلك استجابة أهل اليمن لدعوة الإسلام، عندما أرسل النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- الإمامَ علياً عليه السلام إليهم.
ظهر السيدُ القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- بعد يوم من عدوانهم يحذرهم من عواقب ما يرتكبونه من جرائمَ ومجازرَ بحق هذا الشعب العظيم، وينصحهم بأن يكفوا عن عدوانهم وأن لا يتمادوا أكثرَ، وأن يكتفوا بما ارتكبوه، ولكنهم أصروا على مواصلة عدوانهم وسفكهم لدماء الأطفال والنساء، وقاموا بفرض حصار بري وجوي وبحري غير مبرّر على اليمن، ونقلوا إدارةَ البنك المركزي إلى عدن وقطعوا مرتبات المواطنين، وأغرقوا اليمنَ بطباعة مليارات من العُملة اليمنية دون أي غطاء؛ بهَدفِ الوصول بالعُملة اليمنية إلى الانهيار التام، وقاموا كذلك بزرع الفتن والشائعات الباطلة، وتغذية الصراع والاقتتال بين أفراد الشعب اليمني الواحد تحت عدة عناوين.
أمريكا وإسرائيل وبريطانيا هم مهندسو العدوان على اليمن وقادته، والسعودية والإمارات هما منفذتا العدوان، وما تبقى من قاعدة وداعش وسودانيين وبلاك ووتر وضباط وجنود سعوديين وإماراتيين ليسوا إلا مُجَـرّد مرتزِقة وخونة تابعين للنظام السعودي والإماراتي.
كان العدوان الأمريكي السعودي يعتقد بأنه سوف يُخضِعُ اليمنيين في أسبوعين وفي أكثر تقدير شهرين، وها هو الشعب اليمني اليوم بفضل الله تعالى وكرمه وتأييده ونصره استطاع أن يصمد 6 سنوات ضد عدوان غاشم من قبل تحالف عالمي يقوده ثلاثي الشر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وتنفذه بقرة حلوب تسمى السعودية، وَماعز حلوب تسمى الإمارات.
الشعبُ اليمني اليوم يستقبلُ العامَ السابع للعدوان وهو متوكلٌ على الله وَواثق بنصره وتأييده لعبادة المؤمنين المجاهدين في سبيله، يستقبل العام السابع وكله عزة وكرامة وشموخ وتضحية، واستعداد كامل لبذل المزيد من المال والرجال لكل جبهات القتال، حتى وإن استمروا في عدوانهم إلى يوم القيامة، فلن يفرط الشعب اليمني بعزته وكرامته، ولن يفرّط بقضيته الأولى فلسطين الأبية، ومهما كَثُرَ المنبطحون والخونة، ومهما بلغ تكالُبُ الأعداء، سيبقى اليمنُ وشعبُه عنواناً للعزة والإباء.