هل نحن أحكمُ من رسول الله؟!
موقع أنصار الله || مقالات ||نبيل بن جبل
مع ذكرى معركةِ يوم الفرقان: (غزوة بدر الكبرى) نتذكَّرُ جهادَ الرسول الأكرم وتضحياتِه، وكيف تحَرَّكَ لمواجهة قوى الطاغوت والكفر ولم يستسلم أَو يخنع أَو يتركهم، وللأسف هناك الكثير من المسلمين اليوم لم يعد يتذكرون هذه النقطة الهامة في حياة الرسول، وأصبحت عندهم ثقافات دخيلة ومخالفة لرسول الله، ومنها السكوتُ أمام الظالمين وتركُ جهاد أعداء الأُمَّــة التي تحتل أراضينا وتنهبُ ثرواتها وتنتهكُ أعراضنا ومقدساتنا، وينظُرُ للأحداث بأنه ليس المعنيَّ، ويريدُ أن يصلي ويصوم فقط ويظن أنّه سيدخل بذلك الجنة وهذه مفاهيمُ غيرُ صحيحة.
لسنا أرفعَ شأناً من رسول الله محمد (صلى الله عليه وَآله) ولا أحكم منه ولا أرشد منه عندما يتحَرّك للجهاد ونحن نقعد ونظن أننا حكماءُ أكثرَ منه، لا واللهِ، فنحن أمته واللهُ أمرنا بالاقتدَاء به، وَهو الذي شهر سيفَه في وجه الباطل وخرج لمواجهة الطاغوت وَأسّس دولةَ الإسلام وبنى بُنيانَ هذه الأُمَّــة بالعمل والحركة والنشاط والجهاد والإيمان، وما أحوجنا اليوم في الصراع مع أعداء الإسلام لنتأسى برسول الله، فالجهاد في سبيلِ الله شرطٌ أَسَاسي لدخول الجنة والفوز برضوان الله.. الصلاة والصوم والحج والعمرة وبقية الفروع الدينية كلها ليست إلا لخلق مسلم واعٍ، ولن يكتملَ فيه الدينُ ومكارم الأخلاق إلا بمبدأ الجهاد في سبيل الله، أي أن كُـلَّ هذه الطقوس هي إرساءٌ لهذا المبدأ العظيم الذي ترتبط به عزتنا وكرامتنا وتبنى على أعتابه حضارتنا، به نصونُ الأرض والعرض والدين والوطن، ونبني حضارة على أرقى مستوى..
يجب أن لا نفرط في هذا المبدأ العظيم وَننظر إليه هذه النظرة القرآنية أنّه الشرط الأَسَاسي لدخول الجنة: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)، أي لا يكون في حسبانكم أنكم ستدخلون الجنةَ بأدائكم للصلاة والصيام وغيرها من الطقوس دون الجهاد والعمل بمقتضاه، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة العدل والقسط ومواجهة الطغاة الظالمين والمستكبرين في الأرض.
ويجب التفريقُ بين الأوامر الإلهية التي يقوم عليها صرّح الدين ويكمل بها بنيانه العظيم وكيف تكون مبينةً ومفصلة وحاوية وَواعية وتكون شاملةً للفروع والأصول وبين التركيز على بعض الطقوس الدينية وترك الأَهَـمِّ الذي به نجاتُنا في الحياة الفانية والباقية، والنتيجة عند التقدير والتقويم عند وضع المبادئ وتوطيد أُسُسِ الإيمان نتذكّرُ كُـلَّ العناصر كبيرَها وصغيرَها؛ لكي لا يكونَ الأَسَاسُ واهياً ولا البناء ناقصاً، وعند التدبر الواعي لآيات القرآن ستكونُ النتيجة: أن الجهاد أَهَـمُّ مسؤولية ركّز عليها كَثيراً، وقال الإمام علي (عليه السلام): “الجهادُ ذروة سنام الإسلام”، وبه يعتز المؤمن ويشرب روح الدين وأسس العقيدة على أكمل وجه، وبدونه يكون الدين ناقصاً.
الجهادُ هو الحل والمخرجُ الذي أرشد اللهُ إليه، ولا يمكن أن نكونَ أُمَّـةً قوية ومستقلة إلا إذَا تحَرّكنا وجاهدنا في سبيل الله في مواجهة الطواغيت، والحمد لله الشعب اليمني يخوض معركةَ الحق ضد الباطل ويقدم التضحيات، وينبغي أن يستمر فهو الأملُ لهذه الأُمَّــة؛ لإنقاذها وتحريرها من قبضة الظلم.