عيدُ العمال
موقع أنصار الله || مقالات ||محمد صالح حاتم
يحتفل العالم في الأول من مايو من كُـلّ عام بعيد العمال العالمي، كمناسبة عالمية يتم فيها تكريم العمال المبرزين تقديرا لجهودهم، وَتحفيزاً للمطالب بحقوقهم، وهو أقل ما يمكن أن يقدم لهذه الشريحة الهامه في المجتمع والتي بسواعدها عمرت الكرة الأرضية، ونهضة البشرية، وتطورت الشعوب والدول.
وفي اليمن وللعام السابع على التوالي يعيش عمال اليمن حالة صعبة، حالة من الحرمان وضياع الحقوق والتي أبرزها الراتب الذي يعد من الحقوق التي كفلتها القوانين والتشريعات والمواثيق الدولية، فبسبب الحرب والعدوان التي شنها التحالف السعوديّ الإماراتي بدعم مباشر ومشاركة من قبل أمريكا والكيان الصهيوني وبريطانيا، والذي تسبب هذا العدوان والحصار في توقف عجلة الحياة في اليمن، وحرمان مئات الآلاف من الموظفين من مرتباتهم، وَملايين العمال فقدوا أعمالهم، وَتعرض الآلاف من عمال اليمن للقتل ودمّـرت منازلهم وفقدوا أفراد أسرهم، وأصبح آلاف العمال اليمنيين معاقين؛ بسَببِ قصف طيران العدوّ.
فكيف يحتفل العالم بعيد العمال العالمي وعمال اليمن لهم أكثر من ست سنوات وهم يتعرضون للقتل والدمار، ست سنوات وهم محرومون من حقوقهم؟
فأين الاتّفاقيات الدولية، وأين قوانين واتّفاقيات منظمة العمل الدولية التي تطالب بحماية العمال، وتؤكّـد على نيل حقوقهم وأبسط هذه الحقوق هو الراتب؟!.
ولا ننسى العمال الفلسطينيين المحرومين من حقوقهم؛ بسَببِ الاحتلال الصهيوني، الذي يصادر حقوق العمال، ويحرمهم من أبسط مستحقاتهم، ويعرضهم للإهانة والتعذيب، ولنا وقفة مع العمالة الوافدة التي تشتغل في دول الخليج وهم بالملايين من عدة دول عربية وغير عربية آسيوية وإفريقية محرومون من حقوقهم وأبسط هذه الحقوق حرية العمل والتنقل والمغادرة، فنظام الكفيل لا يزال معمولاً به في دول الخليج وهو مخالف ومناف للقوانين والاتّفاقيات الدولية الخَاصَّة بالعمال، وكذلك هناك حالة من الاضطهاد والتعذيب التي يتعرض لها العمال الأجانب العاملين في دول الخليج، والتي تستغل ظروفهم المعيشية الصعبة التي يعانونها في بلدانهم الفقيرة، فأين منظمة العمل الدولية مما يعانيه هؤلاء العمال، وأين المنظمات المدافعة عن الحقوق والحريات مما تتعرض له العمالة الوافدة في دول الخليج؟.
وفي الختام يبقى العمال هم أَسَاس البناء وعمود التنمية، وهم من تقوم على أكتافهم الدول وتنهض الشعوب وترتقي الأمم، وبسواعدهم وعقولهم تطور العالم وتقدمت التكنولوجيا وغيرت وجه الكرة الأرضية.