فلسفةُ دعوة السيد القائد للإنفاق لفلسطين
موقع أنصار الله || مقالات || أمين المتوكل
أيها الإخوة.. بالله عليكم كم تمنينا أن نكونَ بجانب المجاهدين في أرض فلسطين لقتال الصهاينة.
منذ عام 2000 رغم أن عُمري آنذاك لم يتعدَّ الحادية عشرة إلا أنني أنا وزملائي في المدرسة نخططُ ونوزعُ الأدوارَ والمهام إذَا ذهبنا إلى فلسطين ماذا ستكون أدوارُنا ومن منا يستطيع استخدام السلاح.
هل تتذكرون استشهادَ الطفل محمد الدرة في حُضن والده وتلك الهبات الشعبيّة التي استشاطت غضباً على تلك الجريمة وامتلأت الساحات اليمنية والعربية والعالمية حزناً وغضباً؟!.
أُمنياتٌ كالجبال حملتها العقودُ والسنون كانت تقف بداخل أربعة جدران قامت ببنائها أمريكا.. وقوام تلك الجدران هم حكام العرب والمسلمين ممن كانوا يسمونهم ولاة الأمر.
الغضب اليمني آنذاك الذي تغنى به الفنان عاصي الحلاني في أنشودة (جايين) كان وضعُه كوضع سائلة صنعاء التي تحملُ مياه الأمطار الغزيرة وتتجه به إلى ضواحي صنعاء دون الاستفادة من تلك الأمطار.
اغضب كما ما شئت وأطلق صوتك كيفما شئت، فستبقى أنت أيها اليمني تدور حول غضبك وأمانيك..؛ لأَنَّ القائم عليك ممن نصبته أمريكا سيكون مسموحاً له أن يغضب معك على استحياء ولكن غير مسموح له أن يؤسس لتحَرّك فيه نصرة لفلسطين.
نعم غير مسموح له.. ولذلك قال الرئيس المصري حسني مبارك لعلي عبدالله صالح (تعالَ مصر وأنا حديك قطعة أرض) ساخراً منه؛ لأَنَّه يعرف أن الشعارات هي أقصى ما يمكن أن يرفعه حكام العرب.. أما إيجاد واقع فهذا لا يمكن؛ لأَنَّ الأمريكي سيغضب من بيته الأبيض وهو الذي نصبهم وحافظ على عروشهم ومتى يشاء سينتزعهم عبر سفرائه في تلك الدول.
اليوم الوضعُ صار غيرَ الوضع، هنالك شعارٌ وواقعٌ، والواقع امتثل للعيان جهاراً نهاراً ولم يبق على حالته شعاراً.
الآن هنالك قيادة في اليمن درّبت فرقاً خَاصَّة تحاكي المواقعَ الإسرائيلية وحيثيات الحرب مع العدوّ الإسرائيلي، وجاهزون في أي وقت لإرسال تلك الفرق إلى هناك متى ما اقتضى التنسيق مع الإخوة في فلسطين.
هذهِ القيادة تمتلك صواريخَ يمكن لها أن تطيرَ في الأجواء محلقة لتفاجئَ الكيان الصهيوني بوصولها إليهم كما صرح بذلك السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي في خطاب المولد النبوي الشريف 1441هـ.
هذهِ القيادة طرحت عرضاً للمقاومة الإسلامية في لبنان بأنها على أتمِّ الاستعداد بإرسال مقاتلين ليكونوا جنباً إلى جنب مع إخوتهم من أبناء المقاومة في حزب الله.
هذهِ القيادة يشهد لصدقها العدوُّ قبل الصديق..
إذن.. هذا الزمن تستطيع أن تطلقَ أمانيك التي أنهكها الزمن وجارت عليها أسواط الخيبة اللاهبة.
الأمر لم يعد كما مضى؛ لأَنَّ هنالك قيادةً تمنيناها دائماً.. قيادة تجعل من الأُمنية للوصول إلى أرض فلسطين ممكنه إن تسهلت الأمور.
اليوم وفي هذهِ الحرب كيف نستطيع أن نترجم أمانينا، لا سِـيَّـما وغزة الآن ينتصر سيفها على السيف بعد أن كان ينتصر دمها على السيف.
بناء على ما تم ذكره.. وإلى حين يأذن الله في القريب العاجل أن نكون جنباً إلى جنب مع إخواننا المجاهدين في فلسطين فَـإنَّ المجال لتكون شخصاً فعالاً لنصرة الشعب الفلسطيني المجاهد ما زال قائماً ومتاحاً وتستطيع أن تشاركهم انتصاراهم.
أجمل ما في الأمر أن هذه المشاركة متاحةً للجميع.. للشاب والشابة والصغير والكبير.. وكذلك الشيخ المسن والمرأة العجوز الذين حملوا تلك الأماني لتحرير فلسطين أكثر منا طوال العقود الماضية.. المجال أمامهم مفتوح وفعال.
هذهِ المشاركة دعا إليها السيدُ القائد وهي حملةُ إنفاق إلى إخواننا المجاهدين في فلسطين.. ومن يعرف هذا القائد سيعرف جدية الدعوة ويؤمن أنه إذَا استجاب لها بأنه فعلاً سيكون إنفاقه في محله ويعرف حرصه الكبير أن تكون هذه الحملة في محلها الذي سيعطي أطيب النتائج وليس فقط النتائج الطيبة.
والأجملُ من ذلك كيفية الإنفاق..، حَيثُ أنه لم يتخذ وسيلة واحدة كتلك الوسائل التقليدية.. بل تستطيع وأنت في بيتك وعلى فراشك أن ترسل رسالة نصية قصيرة إلى الرقم 1140 لتتبرع بمِئة ريال يمني.. ولك الحرية أن تضاعفها أكثر؛ لأَنَّ الله سيضاعفها بـ سبعمِئة ضعف من عنده كأقل مضاعفة لما تنفق في سبيله.