المقاومة الفلسطينية ومعطياتُ الصمود الأخير
موقع أنصار الله || مقالات ||الشيخ مصلح علي أبو شعر*
صمدت المقاومةُ الفلسطينية، على خلافِ ما راهن عليه العدوُّ الصهيوني وَالأنظمة الخليجية والعربية المتواطئة معه، وَفي الوقت الذي أصابتهم جميعاً بالرعب وَالحرج، لا تزالُ المكابراتُ ومحاولاتُ إخماد جَــذْوَةِ شُعلتها المتوقدة على أَشَدِّها.
على الجانب الصهيوني كشفت وحشية جرائمه في قطاع غزة عن حجم الرعب والإرباك الذي يسكنه؛ نتيجة هذا التطور النوعي في مسار المواجهة وَنوعية السلاح وَحدة الخطاب الذي باتت توجّـهه فصائل المقاومة، وَكلها تغيرات لم يسبق لهذا الكيان الغاصب أن شهدها من قبل، كما أنه حتى اللحظة لا يزال غير قادرٍ على استيعابها.
وَبصمودها الملحمي وَاستمرار تصدير مفاجآتها وَكشفها عن أنواع جديدة من الطيران الموجه وَبعد أَيَّـام من كسر قاعدة التفوق الاستخباراتي وَاختراق منظومة العدوّ وَكشف شخوص عملائه تكشف مقاومة فلسطين أنها دخلت مرحلة جديدة من الثبات والاستمرارية وَالتطوير.. وَبأنها اليوم تمضي وفق قاعدة صلبة تتجاوز الفعل وردة الفعل المرحلية.
لقد ثبت في هذه الحرب صدقُ مضامين كلام قادة محور المقاومة التي كنا نعتقد أنها مُجَـرّد عبارات مواساة أمام شرخ أحدثته موجة الإعلان عن التطبيع التي حدثت مؤخّراً من قبل أنظمة الخيانة المطبعة أصلاً مع هذا الكيان، لكنها كانت بشارة فعلاً وَلم تكن بادرة شؤم، على كافة المستويات، لعل أهم معطياتها حالة الفرز والتصفية المطلوبة وَالضرورية للتمترسات قبيلَ المواجهة وَقبلَ المجازفة بالانخراط مع أُولئك المدسوسين في أي عمل عسكري أَو سياسي بشأن القضية المركزية وَضد الكيان الغاصب.
وَبانكشاف شخوصهم وَخروجهم من بين صفوف المدافعين حقًّا عن القضية، تنفست المقاومة الفلسطينية أولى نسمات الحرية وَبشائر النصر، وَمن خلفها شعوب محور المقاومة التي تحَرّكت لتواكب الانتفاضة الفلسطينية وَتلهبها دعماً وَحماساً وَعزماً للمواصلة وَالاستمرارية.
وكان لشعبنا في ظل قيادته الثورية المباركة شرفُ الفَزْعَة وَسبقُ المبادرة في التعبير العملي عن وقوفه الكامل إلى جانب المقاومة، سواء على جانب الدعم المالي السخي الذي بادر به استجابة لتوجيهات القيادة، أَو على مستوى الحشود المليونية الغاضبة التي جابت صنعاء وَمعظم المحافظات المحرّرة.
* عضو مجلس الشورى