الوحدةُ اليمنية في عيدها الواحد والثلاثين
موقع أنصار الله || مقالات ||محمد صالح حاتم
نحتفلُ بالذكرى الواحدة والثلاثين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة التي تم إعلانُ قيامها ورفع علَمها في مدينة عدن ثغر اليمن الباسم في يوم الثاني والعشرون من مايو 1990م.
ففي هذا اليوم تم إعادةُ الروح إلى الجسد، وتوحد الوطن اليمني، تحت راية واحدة، وعاصمة واحدة هي صنعاء.
على الرغم من أن توقيتَ إعلان قيام الوحدة اليمنية جاء في فترة تمزق وتفرق وتشتت الدول العظمى، ومنها الاتّحاد السوفييتي، ورغم معارضة الكثير من الدول على إعلان الوحدة اليمنية، وعلى رأسها السعودية والإمارات التي سعت بشتى الوسائل وكل الطرق والسبل لإفشالها، ولكن مساعيَها باءت بالفشل والخيبة؛ بسَببِ تمسك أبناء اليمن بوَحدتهم؛ لأَنَّها هي الحقيقة وما غيرها هو الباطل والزيف، فاليمن على مر العصور والأزمان كانت دولة واحدة وإن وُجدت دويلات نشأت هنا أَو هناك وحكمت بعضها جزء من الأرض اليمنية، ولكن في الأخير تتوحد اليمن تحت دولة واحدة، ولم يوجد على الأرض اليمنية دولتان وبينهما حدود سياسية إلا مع نهاية الدولة العثمانية التي كانت تحكم الوطن العربي ومنها اليمن، فكانت خسارتها وهزيمتها في الحرب العالمية الأولى وتسليمها لدول الوطن العربي للاحتلال البريطاني والإيطالي والفرنسي، فاحتلال بريطانيا لجنوب اليمن وإيجاد الحدود السياسية المصطنعة مع المملكة المتوكلية التي كانت تحكم شمال اليمن كانت ضمن مخطّط اتّفاقية سايكس بيكو التي قسمت ومزقت الوطن العربي إلى دويلات وممالك وجمهوريات صغيرة، وأوجدت الحدود السياسية، فكانت الوحدة اليمنية هي أول تمرد على اتّفاقية سايكس بيكو، والتي كسرت الحدود السياسية المصطنعة، ولذلك تآمر عليها أعداؤها من الخارج وعملاؤهم من الداخل، الذين سعوا لتنفيذ مخطّطات أسيادهم للنيل من الوحدة اليمنية.
وما تشهدُه اليمنُ من حرب وعدوان وحصار منذ سبع سنوات بقيادة السعودية والإمارات وأسيادهم أمريكا وإسرائيل، يعد القضاء على الوحدة اليمنية أحد أهداف ومشاريع تحالف العدوان، وهو ما بتنا نسمعه ونشاهده على أرض الواقع من خلال قيام عدة حكومات وعدة جيوش، وعدة عملات على الأرض اليمنية بدعم وتوجيه وإشراف من دول تحالف العدوان، فالإمارات تدعم المجلس الانتقالي الجنوبي الذي ينادي باستعادة دولة الجنوب العربي التي لم تكن موجودةً من قبلُ، والحراك الجنوبي، ومجلس حضرموت الجامع، وحراس الجمهورية في الساحل الغربي، وحكومة الإصلاح التي تحكم في مأرب، وكلها بدعم وتوجيه وإشراف وتمويل من دول تحالف العدوان وغيرها، والهدف هو القضاء على الوحدة اليمنية والعودة إلى ما قبل ٢٢ مايو ١٩٩٠م- وليس هذا وحسب بل والعودة بجنوب اليمن إلى ما قبل عام ١٩٦٧م- المشيخات والسلطنات.
فالوحدة اليمنية بعد واحد وثلاثين عاماً من إعادتها لا زلنا نسمعُ من يقولُ بحكم ذاتي، واستعادة دولة الجنوب العربي، وحكم فيدرالي من إقليمين، والبعض من ستة أقاليم، وكلها مخطّطات ومشاريع خارجية تسعى لتمزيق الجسد اليمني الواحد.
فما ذنب الوحدة اليمنية؟ ولماذا تحشر الوحدة اليمنية في الخلافات والخصومات السياسية فيما بين الأحزاب والمكونات السياسية والجماعات اليمنية؟ لماذا كُـلّ من فقد مصلحته وخسر منصبه يهدّد بالانفصال والعودة إلى قبل ٢٢ مايو؟
ما دخل الوحدة اليمنية إذَا كان لك مطالب سياسية أَو شخصية؟
فلنختلف ولنتخاصم ولكن علينا أن نحل خلافاتنا ومشاكلنا تحت سقف الوحدة اليمنية.
لأن قوتنا وعزتنا ومكانتنا واستقلالنا ونيل حريتنا بالوحدة اليمنية، وما دونها سنبقى ضعفاءَ أقزاماً لا قيمة ولا مكانة لنا، ولا احترام لنا ولا قوة لنا ولا عزة لنا إلا بالوحدة.
فالوحدة اليمنية هي خيار وقدر ومصير شعبنا وهي خط أحمر، والوحدة اليمنية هي ملك للشعب اليمني كاملاً من صعدة شمالا ً إلى عدن جنوباً ومن المهرة شرقاً إلى الحديدة غرباً، وليست مِلكاً لحزب أَو مكون سياسي أَو جماعة أَو حركة، والحفاظ عليها واجب على كُـلّ يمني حر وشريف.
وعاش اليمن حراً أبياً والخزي والعار للخونة والعملاء.