عن إعادة إعمار غزة
موقع أنصار الله || مقالات || بسام أبو شريف
أستغربُ هذا الاندفاعَ الأمريكي لإعادة إعمار غزة، وتوجّـهات بايدن للأمم المتحدة بالتعاون للإسراع بتأمين مساعدة سريعة تسبق التمويل الكامل، لكن بايدن حدّد التخوم، فقد استبعد حماس من هذا العمل عندما أعلن أنها تنظيم إرهابي، وأنه لا يعترف إلَّا بالرئيس محمود عباس، وهذا يعني إخضاعَ عملية إعادة البناء للولايات المتحدة، التي ستحرص على القيام بذلك عبر شركات هي أقربُ لجهاز مخابرات، يريدون بناءَ غزة من جديد تحت الأرض وفوق الأرض بما يتناسَبُ مع مصلحة إسرائيل، أَو على الأقل جعل استخدام أي مبنى أَو مكان من قبل المقاومة معروفاً ومراقباً، وفي الحد الأدنى يريدون أن يعرفوا مواقع كُـلّ مؤسّسة، وتركيبتها الخرسانية.
مصر تتبرع بـ500 مليون دولار لإعادة بناء غزة.. أهلاً ومرحباً.. من أين لك هذا؟
هل هو من فائض أرباح قناة السويس، أم من المنظمات الصهيونية التي تريدُ إحكامَ قبضة أجهزة التجسس على المقاومة؟؟.. أم هي من رفع الدعم عن الرغيف المصري، أَو ثمن اللقاح ضد كورونا؟؟
لقد وضع بايدن تحت تصرف مصر موازنة كبيرة كي تقود هي عملية التجسس الإسمنتية على المقاومة في غزة، ولذلك قد يزج بشركات تحمل أسماء عربية!!، لكن تغطية الاسم للشركة ليست محكمة، وأي شريك أجنبي قد يكون حصان طروادة وإخضاع عملية إعادة البناء (وليس البناء)، للإدارة والضبط والمراقبة من قبل فصائل المقاومة (عبر لجنة خَاصَّة ومتخصصة)، هي الخطوة الأولى، وسوف تحاول إسرائيل عرقلة، وتأخير إعادة البناء عبر وضع شروط “كإطلاق سراح الجنود المأسورين”، لكن هذا الكلام لجعل عملية إعادة البناء تخضع لتخطيطهم.
معركةُ إعادة إعمار غزة، هي معركةٌ كبيرةٌ قد تصبحُ بأهميّة معركة الدفاع عن النفس، ولذلك يجب إعطاؤها كُـلّ الاهتمام، وتشكيل هيئات خَاصَّة مبكراً للإشراف على العملية من الألف إلى الياء، ولا شك أن ضباطَ المقاومة المختصين بمكافحة الاختراقات والتجسس قادرون على تحديد الفواصل الرئيسية التي يجب مراقبتها بدقة، فعلى سبيل المثال هذه الكفاءات من المفترض أن تكون قادرة على كشف أية عمليات زرع سرية لكاميرات، أَو موصلات صوتية؛ لأَنَّ مثل هذه الزراعة ستكون صعبة الكشف إذَا لم تكشف منذ البداية، وهذا يعني أن التعليمات المجمعة في كتاب خاص لمنع زرع أجهزة تجسس في مباني السفارات يجب أن تصبح تعليمات لمراقبي عملية إعادة بناء المؤسّسات والأبراج.