أسبابُ النصر ومَن يصنعُها
موقع أنصار الله || مقالات || أمل المطهر
عند الحديث عن القوة العسكرية للجيوش العسكرية وكيف يتم تصنيفُها من حَيثُ القوة، فَـإنَّه من المعتاد أن يتم ذلك عن طريق تقييم القوة البشرية والتي تعتمد على الكثرة العددية للجيش؛ كذلك قوته القتالية وتدريباته الشاقة.
كما أن القوة البرية التي تعتمد على المدرعات والدبابات والآليات، والمدفعية وجميع أنواع الأسلحة الثقيلة المتطورة.
والقوة الجوية والبحرية واللوجستية والاستخباراتية، كُـلّ هذه العوامل هي ما يتم تصنيف قوة الجيوش العسكرية على أَسَاسها والتي تكون في الغالب مُجَـرّدَ شكليات واستعراض لبث الرعب في النفوس (كحرب نفسية) ويقدمون أنفسهم بها قوى عالمية عظمى لا رادع لها.
لكن يبدو أن الأمور هنا لم تَجْــرِ كما أُريد لها!! فهناك سُنَنٌ ومعادلات إلهية ثابتة لا يمكن أن تتعداها أَو تتفوقَ عليها أية تصنيفات ومعطيات بشرية فها هو الإعلام الحربي اليمني يطل على العالم بين الفينة والأُخرى ليؤكّـد ذلك وليثبت للجميع أن قوة العدة والعتاد وكثرة العدد لا يمكن أن تصنع النصرَ مهما كان، وأن النصر له أسبابٌ حدّدها وصنعها خالقُ النصر.
ولدينا هنا المقاتلُ اليمني الذي عرض علينا أسبابَ القوة والنصر الحقيقي وليس الوهمي وهو يواجه ترساناتٍ من الأسلحة البرية والجوية والبشرية ويتغلب عليها بأبسط وأقل الإمْكَانيات، بل وينسفها ونرى بأم أعيننا الجنودَ السعوديّين يفرون مذعورين من أمام بندقيته الخفيفة وهم متحصنون بشتى أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة التي لا تجدي نفعاً أمام ثبات وقوة ذلك المقاتل اليمني!!
ما الذي يحدث هنا يا ترى؟! ما الذي جعل تلك القوة العظمى والتي ظل يتباهى بها العدوّ تزول وتنمحي أمام ذلك المقاتل الضعيف البنية، الشاحب الوجه، ماذا يحدث لنرى ذلك الجندي الذي تلقى التدريبات المتواصلة وتم الاعتناء به وبتغذيته ليكون جسدُه قوياً وليكونَ مخيفاً وقوياً عند المواجهة!!
وها هو يفر ويختار السقوطَ من أعلى المنحدر عوضاً عن أن يواجه المقاتل اليمني الذي لا يفوقه طولاً ولا حجماً ولا عدة وعتاداً!! تعالوا لنبحثَ ما هو ذلك الشيء الذي يصيبهم بالذعر!!، ماذا يحمل ذلك المقاتلُ النبيلُ في يده غيرَ بندقيته!!
يبدو أن الأمر هنا ليس متعلقاً بالقوة الخارجية أبداً؛ هناك قوة داخلية لا نستطيع أن نراها بأعيننا لكننا نلمسها في الواقع، فهي من تحَرّك اليد لترمي بدقة نحو الهدف، وهي من تدفع القدم نحو الطريق الصحيح، وهي من تصنع كُـلّ تلك المعجزات قوة نفسية داخلية تنعكس واقعاً كريماً ونصرًا مؤزرا، ففي داخل ذلك القلب الشجاع عقيدة قتالية لا يمكن لأقوى قوة في العالم أن تهزمها، سمو إيماني وثبات نفسي وقوة معنوية وروحية جهادية.
هذا هو ما يكمن في داخل المقاتل اليمني والذي جعله ينسفُ أُسطورة القوة العظمى للجيش السعوديّ وتصبح على كف العفريت اليمني الذي مزقها بيديه المُجَـرّدتين ونثرها رمادًا في سماء ملاحم بطولاته.
قوة إيمان، وقضية عادلة، وحقٌّ أبلجُ صنع منه مقاتلاً لا يُقهر وشجاعاً لا يضام لذلك ولا يتراجع، لذلك أصبحت تلك المعطيات لتصنيف القوة العسكرية غيرَ موثوق بها، فها هي القوة البشرية والبرية والجوية والبحرية تُهزم أمام قلة من المقاتلين الذي لا يحملون سوى بنادقهم للمواجهة!!
وهناك عوامل كثيرة أظهر لنا فيها المقاتل اليمني زيف تلك الافتراضيات والتصنيفات الأُسطورية منها عامل وجود قيادة قوية واعية.
فحينما تكون القيادةُ حكيمةً شجاعةً قويةً حرةً سيكتسب أفرادُ الجيش كُـلَّ صفاتها تلك تلقائياً، كما هي القيادة اليمنية التي جعلت من كُـلّ مقاتل يمني بمثابة جيش بأكمله في التكتيك والسرعة واللياقة والقوة والشجاعة، فحينما ترى قائدك حراً لا يباع ولا يخضع لغير خالقه ستكون أنت حراً أبياً وستقاتل وكلماته ونظرات شموخه مغروسة في نفسك تمنحك القوة وتدفعك إلى الأمام.
وعلى النقيض، نرى القيادة السعوديّة ونعرف كيف سيكون جيشها جيشَ ترفيه وعالم افتراضي واستعراضات قيادته خاضعة ذليلة عميلة، فمن أي منطلق سيكتسب الاعتزاز والقوة عند المواجهة؟، لا يمكن فهو لا يثق بقيادته ولا يعرف مَـا هِي القضية التي دفع به للقتال مِن أجلِها.
والحديثُ يطولُ حولَ أسباب وعوامل النصر اليمني الذي أصبح مقياساً للقوة ومضرباً للمثل بكيف تغلبت القوة النفسية والمعنوية على القوة العسكرية بعون الله وتوفيقه، والعاقبة للمتقين.