حراكٌ أممي على وَقْـــعِ الانتصارات

‏موقع أنصار الله || مقالات ||سند الصيادي

تفتح صنعاء أبوابها مجدّدًا أمام مارتن غريفيث بعد ما يقارب العام من القطيعة؛ نتيجة عدم إتيانه بأي جديد وَبعد أن تحولت زياراته إلى روتين وَبروتوكول يسبقُ ذهابَه لمجلس الأمن لطرح إحاطاته الإنشائية المستنسَخة.

غير أن زيارته الأخيرة حملت وَقْــعاً مختلفاً نسبياً، يتناغم مع وقع الانتصارات العسكرية التي تحقّقها صنعاء، إذ يقول إنه يحمل في جعبته هذه المرة خطة جديدة قال إنها تلبي شروط صنعاء، ولديها ضمانات للتنفيذ من قبل الأمريكيين.

وفي الوقت الذي ظلت تحاول الولايات المتحدة وَمعها الموقف الأممي، تحييدَ تحالف العدوان وَرسم قواعد التفاوض على مقاس المزاعم التي جاء بها في عدوانه وَإبقاء ذات التوصيفات المغلوطة التي تطمح المملكة وتحالفها وحلفاؤها في إبقاء الصراع مؤطراً فيها، فَـإنَّ صنعاء الصمود بقيادتها الثورية وَالسياسية ومكوناتها الحزبية تتمسك بموقف موحد وَثابت، هذا الموقف يرفض تجزِئة الحلول وتحويل الاستحقاقات الإنسانية للشعب اليمني إلى ورقة ابتزاز سياسي، كما يصر على وقف شامل للعدوان ورفع كامل للحصار قبيل البدء بأية عملية تفاوض سياسي لبلوغ السلام.

وَمع التزامها بهذه الثوابت، كانت صنعاء قد رسمت على طاولة المجتمع الدولي مساراً للحلول من خلال خطة تقوم على فصل المسارين الإنساني عن السياسي، يشملُ ذلك رفعَ الحظر عن مطار صنعاء والسماح بتدفق الغذاء والوقود دون قيود إلى ميناء الحديدة، والولوج إلى مفاوضات تفضي إلى وقف إطلاق النار ورفع شامل للحصار قبيل البدء بعملية سياسية شاملة تُنهِي الحرب.

وحتى تتبينَ ملامحُ التحَرّك الأممي وَتتضحَ نتائج الزيارة الأخيرة للمبعوث الأممي، فَـإنَّ قوةَ الموقف السياسي لصنعاء تتعزز اليوم وَبشكل أكبر من خلال النجاحات التي تفرضها ميدانيًّا المؤسّسة العسكرية، وَعلى وَقْعِ الانتصارات المتوالية تزداد ثقة الخطاب السياسي الوطني وَيزداد قلق قوى الهيمنة الدولية وتسارع تحَرّكاتها، بعد أن استنفدت كُـلّ وسائل الترغيب والترهيب لإيقاف العمليات العسكرية في مأرب وَما وراء الحدود، وَاصطدمت بإرادَة فولاذية ترى في عملياتها الداخلية حقاً وَطنياً مكتسباً وَفي عملياتها الخارجية رداً مشروعاً لا يمكن إسقاطُه طالما ظل العدوان بكافة أشكاله قائماً.

قد يعجبك ايضا