السيد القائد هو الحَـلُّ والمخرج

‏موقع أنصار الله || مقالات || مصطفى العنسي

ونحن نرى الأحداثَ تتسارَعُ، والحقائقُ تتكشَّفُ، والحق يضيعُ ويتلاشى، والباطل يسودُ ويحكُمُ، والفساد ينتشرُ، نتذكر قول الله: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون).

ثم نأتي لنقيِّمَ واقعَنا على أَسَاسِ القرآن الذي يفرضُ علينا أن يكونَ لنا كمؤمنين موقفٌ مما يحدث ويحصل..؛ لأَنَّه كما قال الشهيد القائد: (إن الفساد ينتشر، إن الحق يضيع، إن الباطل يحكم ليس فقط بجهود أهل الباطل وحدهم، بل بقعود أهل الحق، وأعتقد أن هذا نفسَه قد يمثل نسبةَ سبعين في المِئة من النتائج السيئة).

يجب أن نعرفَ أن تغييرَ الواقع الذي نعيشه وتعيشُه الأُمَّــة مرهونٌ بالتغيير لما في أنفسنا (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأنفسهِمْ وَإذَا أراد اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَال).

التجاهُلُ واللامبالاة تجاه ما يحصل من الانحراف والفساد هو الذي يجعل دائرةَ الباطل والفساد تنتشر وتتسع حتى تصل إلى مستوى (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون).

يصبح الظلمُ هو السائدَ، والجور والفجور هو الحاكم لحياة الناس.. ولكن بفضل الله وبحكمته أنه لم يتركنا همَلاً لنواجهَ ما يحدث بدون أن يهديَنا للحل، بل هو في سُنته القائمة في الحياة (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِير).

يصطفى في كُـلّ زمان علَماً من أعلامه ينيرُ به الحقَ وينصُرُ به كتابَه ويُظهِرُ به دينَه ويجسد فيه عظمته وحكمته وعلمه وبيانه.. وهنا تبرز لنا أهميّة الاتِّباع والاهتداء والاقتدَاء بكتاب الله وقرينه حتى لا نعيش في اقعنا الذل والانحطاط والفرقة والشتات وحتى لا نرضى الضيم والهوان والامتهان.. وحتى لا نقبل الظلمَ والفساد والطغيان في حياتنا وساحتنا، بل نكون أُمَّـةً قائمةً بالقسط، نعيش الأمن والإيمان والتلاحم والتوحد والتكاتف.. ونقدم شهادةً على عظمة دين الله وعظمة كتابه وعظمة هديه وهداته..

إننا في زمن يتغربل فيه الناسُ بفضل اكتمال المشروع المتمثل في (القيادة – المنهج – الأمة)، وهذا بفضل الله يمثل عاملَ فرز وعاملَ تمييز مهماً، كما يقول الشهيد القائد (إننا في عالمٍ ربما هو آخرِ الزمان كما يقال، ربما -والله أعلم- هو ذلك الزمن الذي يَتَغَرْبَل فيه الناس فيكونون فقط صفين فقط: مؤمنون صريحون -منافقون صريحون.. والأحداث هي كفيلة بأن تغربل الناس، وأن تكشف الحقائق).

لأنها سُنة الله في الحياة (وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ) (وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ).

بعد التبين والتبليغ والتوضيح الذي يقدمُه أعلامُ الهدى تأتي حالةُ الغربلة وتتبعها حالةُ العقوبة والمؤاخذة والاستبدال.. فقد تكونُ العقوبة جماعيةً وهو أن يضربَ اللهُ الإصرَ ويعُمَّ به الجميعَ أمام التفريط والتقصير وعدم الالتزام والتطبيق لكل ما يقدمه أعلام الهدى من نور الله وتوجيهاته وتعليماته.. أَو قد تكونَ العقوبةُ بحالة الاستبدال التي تكون إما على مستوى أفراد أَو جماعات أَو مجتمعات أَو أمم.. فعندما يكون التفريط جماعياً تكون العقوبة جماعية وعندما يكون فردياً تكون العقوبة فردية..

ما يهمنا هو أن نستجيبَ لكل ما نسمع من علَم زماننا السيد القائد فهو سيدنا وقائدنا ومولانا وحجّـة الله علينا، من اصطفاه الله لنا وللأُمَّـة جميعاً ليهدينا ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة..

ليكن تعاملنا معه قائم على أَسَاس السمع والطاعة والالتزام والتطبيق بل والمبادرة والمسارعة في تطبيق ما يضعه من أسس وموجهات وما يرسمه من خطط وبرامج عملية.. نحول كُـلّ كلمة تخرج من فمه إلى واقع نعيشه.. ونبني واقعنا على أَسَاس توجيهاته، فو الله لن نهتدي ولن ننتصر ولن نحظى بفرج الله وتأييده ومعيته إلا بقدر تولينا لنجيبه ووليه وبقدر استجابتنا له وتفاعلنا معه فهو يمثل الحل وبيده الفرج لنا ولكل الأُمَّــة (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إذَا دُعُوا إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولئك هُمُ الْمُفْلِحُونَ).

وإن لم نستجب للسيد القائد فالله هو من سيؤدبنا؛ لأَنَّ السيد هو قرين القرآن والقرآن وراءه الله الذي نزله (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ).

 

قد يعجبك ايضا