السخرية المحزنة للعرب العارية

‏موقع أنصار الله || مقالات || بقلم/عبدالكريم مطهر مفضل

أظهر العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني مدى حماقة دول الخليج والتيارات المتأسلمة التابعة لها وعلى رأسها الحركة السلفية وجماعة الإخوان المسلمين، كما أظهرت الحملة الإعلامية الشعواء التي شنتها وسائل إعلام الدول الخليجية ووسائل إعلام “حركة الإخوان” ضد إشادة حركة حماس بدعم محور المقاومة وقاحتهم الكبيرة.

هل يحق لدول الخليج التي تحولت من العرب العاربة إلى العرب العارية، والتي طبعت مع كيان العدو الصهيوني وقدمت الغالي والنفيس من أجل تنفيذ “صفقة العار الترامبية”، فيما لم تقدم حتى رصاصة واحدة لدعم المقاومة الفلسطينية بل حتى أنها لم تتجرأ على تقديم إدانة للعدوان الصهيوني وجرائمه أن تغتاض من إشادة المقاومة الفلسطينية لدور إيران ومحور المقاومة.

وهل يحق للإصلاحيين والسلفيين في اليمن الذين منعوا أقامة المظاهرات المنددة بالعدوان الصهيوني الغاشم على الشعب الفلسطيني في مناطق سيطرتهم والذين لم يجمعوا حتى ريال واحد لفلسطين ولم يقدموا حتى رصاصة واحدة أن ينتقدوا تكريم حماس للحوثي الذي تبرع بجنبيته الخاصة والذين جمعوا لفلسطين المليارات وأدانوا العدوان الصهيوني وتوعدوا الكيان الصهيوني بالقصف، بل وقدموا لأسيادهم من بنو سعود صفقة تبادل أسراهم مقابل إطلاق سراح ممثل حركة حماس المعتقل في الرياض.

أنا أتحدى أي مسؤول في حكومة الدنبوع أو أي قيادي وشيخ في حزب الإصلاح بما فيهم القاطنين في معاقل الإخوانج في تركيا وقطر وعلى رأسهم الأنسي والزنداني وصعتر والحزمي ومن على شاكلتهم أن يعلن فقط عن أدانته أو حتى يعبر عن حزنه أو دهشته من اعتقال ومحاكمة السعودية لممثل حماس.

أن لم يفعلوا ولن يفعلوا حينها أنصحك أخي المغرر به والمخدوع بهم بأن لا تلتفت لشيوخ السلفية والإخوان ولقادة الشرعية ودعاة الكرامة الزائفة، لأنه في الأصل لا توجد كرامة لمسؤول أوشيخ مذهب أو قبيلة يقبع تحت عباءة وسروال حكام العرب العارية، خاصة أن قادة الشرعية المزعومة وحماة الصحابة وآمهات المؤمنين، ينعمون براحة وطمأنينة ونحن في جوع ولهيب، فلننعم نحن بالكرامة، وليذهب الحكام إلى الجحيم، فصراخنا من هدم البيوت والمساجد والمستشفيات والمصانع والطرقات واحتلال المدن والجزر والموانئ وسحق آبنائنا ونهب ثرواتنا وهتك أعراضنا، لم ولن يصب عروشهم بأي اهتزازات.

هل كان يؤمن المغرر بهم والسذج من الحركات المتأسلمة (الإخوان والسلفية) أن الحل سيأتي من دويلة الشر وجار السوء التي زرعتها الماسونية في قلب الأمة الإسلامية ومكنتها من السيطرة على أطهر مقدسات المسلمين.

حفيد مؤسس الوهابية وحفيد أبن سعود نزعوا عن مملكة الشر قناع الطهارة والدين المزعوم وأظهروا للعلن الوجه القبيح للسعودية التي تحولت من أرض الحرمين إلى خنجر الغدر في ظهر العرب والإسلام، ليستبدلوا المسجد الحرام بالمرقص الحلال وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى هيئة الترفية، وتفننوا في قتل أطفال اليمن والعراق وسوريا وليبيا وساندوا أعداء الإسلام في قتل أطفال مسلمي أفغانستان والصومال وفلسطين ولبنان والعراق وليبيا.

هل كان أولئك السذج يأملون الخلاص من الهيمنة الصهيونية الأمريكية وتحرير المقدسات في فلسطين المحتلة قضية الأمة الأولى على يد نظام السيسي الذي لم يعد يعنيه الإسلام والقومية العربية ولو كان كذلك لما اوصل مصر وشعب مصر إلى هذه الدرجة من التغييب والتهميش والبعد عن محيطه العربي والاقليمي ولما عمل خلال سنوات حكمه على تقهقر مصر إلى الوراء وهي التي كانت رائدة في محيطها العربي والإقليمي في كل المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والصناعية وحتى على مستوى الفن والسينما التي تراجعت كثيراً.

نظام السيسي جرد مصر من الألقاب التي كانت تطلق عليها بانها أرض الكنانة وأم الدنيا وحامية حمى العرب حتى سارت اليوم عاجزة حتى أن تدافع عن وجودها المصيري من خطر سد النهضة الإثيوبي الذي لا يهدد فقط مصالح مصر الاقتصادية بل يهدد بقاء وحياة مصر برمتها.

وهل كانوا ينتظرون أن يأتي الحل من إمارات البغاء العالمية البلد العربي الذي كنا نراه النموذج ؟! ففي إمارة دبي مثلاً يوجد جيش جرار من القوادين يعملون على قدم وفخذ وساق من أجل تأسيس تجارة اللحم الأبيض الناعم للجنس والفجور على أرض الخير والحبور، جلبوا العار للعرب باليورو والدولار ولم يكترثوا بالأخلاق البدوية والفضيلة والتعليم الإسلامية!

لقد حول عيال زايد “صحراء المرموم” إلى أكبر وكر للدعارة والفسوق وأوجدوا أزمة نساء خانقة في بلدان شرق آسيا وبلدان الاتحاد السوفيتي السابق ومن ثم عبثوا بشرف العربيات الماجدات في مملكة المغرب العربي التي جعل منها حكام “الغلاليين” أكبر ملهى لدعارة ملوك نجد والحجاز (فهد وعبدالله والزير سلمان)، فعبثوا في بلاد من أحرق السفن وقال قولته الشهيرة “العدو من أمامكم والبحر من وراءكم!!

دعونا نسترجع ذاكرتنا للماضي ونتذكر ذلك الزعيم العربي الخليفة العباسي الثامن الذي سحب جيوش العرب والمسلمين من أسوار سور الصين العظيم ليدك حصون قيصر الروم في منطقة العاموربة بتركيا لنصرة استغاثة امرأة عربية أسيرة هتفت “وامعتصماه”، وقبله ببضع سنين نتذكر ذلك القائد العربي (حنظلة بن ثعلبة) الذي قاد قومه بني وائل وبني شيبان عنزة من أجل نصرة كرامة ( هند بنت ملك الحيرة المنذر بن النعمان ) امرأة عربية مسيحية أهينت في بلاط كسري بعد أن فشلت محاولاته في اغتصابها، وواجه في معركة ذي قار جيوش كسرى الثاني محققاً أول نصر عربي في مواجهة جيوش أقوى إمبراطوريات ذلك العصر الفرس والروم.

تلك العرب هلكت، وابتلت الأعراب اليوم بزعماء وملوك “العرب العارية” الذين رضوا وهم بكامل قواهم العقلية أن يكونوا عبيدا وقوادين في أحضان ترامب المجنون وخليفته بايدن المهووس، لكن رحمة الله بعباده أنتجت لنا قادة مخلصون يقودون فيه المؤمنين لمقاومة أعداء الإسلام في كل بقعة من بقاع أرض الإسلام وعلى رأسهم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والسيد حسن نصرالله.

ومن محاسن الصدف أن السعودية والإمارات وكافة دول العدوان على اليمن وأبطالها الحفاة أنـتجت لنا النوع الثالث من العرب الذين تمنى أي عربي حر وشريف أن يموت قبل أن يرى (العرب العارية) ليس من الثياب فقط بل عارية من الحمية والغيرة العربية والقيم والمبادئ الدينية والإخلاقية، أؤلئك الذين حولوا بادية الإعراب إلى نوادي حمراء، ولهذا فأن العدوان على اليمن هي حرب بين الشرف والرذيلة.

لذا لا تستغربوا من وقاحة وتطاول العرب العارية على حركات المقاومة الفلسطينية فلن يهدأ لهم سروال حتى يحشدوا نواديهم الحمراء لنصرة الصحابة وآمهات المؤمنين من المجوس ومواجهة التمدد الإيراني في بلاد العرب والمسلمين، من خلال تدمير منازلهم ومدنهم وتجويع شعوبهم كما حصل في اليمن وقتل أطفال المسلمين وهتك أعراضهم كما حصل في بعض مدن سوريا والعراق ؟!!

قد يعجبك ايضا