التجنيسُ الإماراتي أبعدُ من تطبيع وأخطر
موقع أنصار الله || مقالات || د. مهيوب الحسام
إن ما تقومُ به الإماراتُ وتمارسُه واقعاً مع كيان العدوّ الإسرائيلي ليس تطبيعاً ولا تحالفاً ولا شراكةً، بل هو فوق التوطين والإبدال والإحلال، فتجنيس 5000 يهودي بظرف ثلاثة أشهر بصل إلى حَــدّ المؤاخاة بين اليهود وأعراب الإمارات ولم يبق شيءٌ سوى التوريث الذي ربما تأخر إعلانه؛ بغيةَ تنفيذ المراحل الممهدة له فقط.
كان لدينا فيما مضى عربٌ وأعرابٌ يهودٌ بدءاً بكثير من حكام العرب وجل حكام الأعراب ممن ينتمون إلى اليهود في أصلهم ومن الموالين لليهود والذين أتوا في غفلة من الشعوب وتعوّدنا على ذلك دون معرفة كافية بهم أَو إدراك نتيجة لما فعله الاستعمار الصهيوغربي في شعوب الأُمَّــة، حيث صنع لها كَثيراً من حكامها ممن حملوا ورفعوا رايات الثورات على الاستعمار نفسه وبثوب العروبة والدين والتحرّر والتحرير والاستقلال الوطني الكاذب.
أما اليوم فقد تطورت الأمور إلى أبعد من ذلك لدى أنظمة التطبيع التي تمكّنت وبمساعدة المستعمر من تدجين كثير من أبناء الشعوب التي تحكمها لتذهب بالتطبيع بعيدًا حتى عن مفهوم التطبيع نفسه فاليوم وبعد أكثر من أربعين عاماً من كامب ديفيد أول اتّفاقية تطبيع عربي علني لم يعد لدينا عربٌ وأعرابٌ يهودٌ، بل وبفضل هذا التحَرّك التجنيسي للإمارات وغيرها يصبح لدينا يهودٌ عربٌ وأعرابٌ باسم مواطنين حَـاليًّا وحكامٍ لاحقاً.
إن مسألة تجنيس اليهود بالجنسية العربية وحملهم للهوية العربية أمر خطير وخطوة بالغة الخطورة لمحاولة تنفيذ مخطط ومشروع صهيواستعماري مدروس ولها ما بعدها، فأُولئك اليهود المعتدون على الشعب الفلسطيني والمهجِّرون لشعبه والمحتلّون للأرض الفلسطينية وللمقدسات العربية والإسلامية لم يعودوا محتلّين مستعمرين بل صاروا اليوم عرباً وجزءاً من الأُمَّــة العربية ولا يجوز نعتهم بالمحتلّين، وبالنتيجة فقد أصبحوا عرباً يعيشون على أراضٍ عربية، وهذا من حقهم.
إن المسألةَ الأخطرَ ليس التجنيس بحد ذاته، وبحسب تسريب أنباء متواترة بأن اليهود الذين يتم تجنيسهم من قبل الإمارات أغلبهم يهودٌ من أصول يمنية ويتم تجنيسهم بجوازات وهُويات يمنية يتم صرفها من قبل حكومة الفنادق وبالاتّفاق مع الانتقالي والقابعين في فنادق دبي وأبو ظبي ولندن من أحمد عفاش والبركاني والصوفي وياسين وغيرهم وبموافقة جماعة الإخواوهَّـابية وعلى رأسهم حزب الإصلاح ومشتركه لتتم زراعتُهم وتوطينهم في الأراضي والجزر اليمنية المحتلّة.
هذا مخطّط العدوان الأنجلوصهيوأمريكي الأصيل والذي تنفذه أدواتُه الأعرابية السعوإماراتية لخدمة كيان العدوّ الصهيوني، بحيث أنه في حال طال مقام دول العدوان والاحتلال فسيكون لدينا مواطنون يهود يمنيون عرب قام الاحتلال بزرعهم في اليمن ليكونوا عيونه ويده وأن أية اتّفاقية مستقبلية لخروج المحتلّ لا بد أن تشمل قبول هؤلاء كمواطنين يمنيين بل وحمايتهم وإطلاق يدهم وتأمين حريتهم.
إنه المخطّط الذي اتفق عليه كيانُ العدوّ الإسرائيلي مع عفاش الرجيم برعاية أمريكية بقبول تجنيس أكثر من 60 ألف يهودي بالجنسية اليمنية ويسعون الآن لتنفيذه عبر مرتزِقتهم في غفلةٍ من الشعب اليمني، في تلك المناطق والجزر اليمنية المحتلّة، خُصُوصاً وأن المناطق اليمنية المحتلّة ذات مساحة واسعة وفيها كتل سكانية قليلة ومتباعدة، هم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.