معادلةُ البأس اليماني
موقع أنصار الله || مقالات || سند الصيادي
يواصلُ رجالُ الجيش واللجان بَـــذْلَ التضحيات وَالجهود، وَاجتراحَ المعجزات في ميادين المعركة الكبرى؛ لاستعادة الأرض والإنسان وَالقرار وَالسيادة، متسلحين باللهِ، وَفي ضمائرهم الوطنُ وَأهدافُ وَمبادئُ ثورته السبتمبرية المباركة، تَحُــفُّ عزائمَهم وَإصرارَهم عنايةُ الله وَقداسةُ المشروع، يتقنون الزحفَ وقهرَ الظروف، وَخلفَ صفوفهم شعبٌ بكافة أطيافه ومكوناته، شعبٌ استلهموا منه التحَرُّكَ مرتين، مرةً بمظلوميته وَمعاناته التي أمدتهم بالدوافع لهذا التحَرّك، وَمرةً بالدعم وَالمساندة المُستمرّة التي يرفدُهم بها هذا الشعب في محطات المسير.
ومَن تحَرّكوا من روح الشعب وَاستمدوا منه مؤونةَ التحَرّك، فَـإنَّ قَدَرَهم النصرُ، وَلا خوفَ عليهم وَلا هم يحزنون، إنما الحزن وَالخزي وَالعارُ سيظل ملاحقاً لكل من اعتدى وَطغى وَتكبَّر، وَقدراً لمن باع شعبَه وَأرضه وَتنصَّلَ عن دينه وَهُــوِيَّته بدراهمَ بخسٍئ، وَبات يتخبط في مستنقع هزائمه المتلاحقة بعد أن فقد الثمن وَخسر البضاعة.
بالأمس، استكمل رجالُ الجيش واللجان تحريرَ مساحاتٍ واسعة من الأرض، ومِن ذروةِ أحد جبالها الشامخة باتوا يطلون على مشارفِ جغرافيا جديدة من وطنهم المسلوب، والعزمُ نفسُ العزم إن لم يكن مضاعفاً، وعلى النقيض من ذلك تتهاوى صفوفُ وعزائمُ الجمع وَتزداد الضغائنُ وَاللوائمُ بينهم وَشتاتُ القلوب بعد أن كنا نحسبُهم جميعاً.
وعلى مدى السبع السنوات، كان هذا هو العنوانَ العريضَ الذي يعتلي كُـلَّ التفاصيل، وَالشواهدُ لا تزالُ تتواردُ لكل ذي لُبٍّ، وَمَن كان يظُنُّ أن النصرَ تركيبةٌ كيمائيةٌ يمكن أن يحصلَ عليه بتوافر عناصره المادية من فارق سلاح وَكثرة عتاد وَعدد وَفي بيئة من مواقفَ دولية مساندة، فَـإنَّ عليه أن يقرأَ عناصرَ معادلة النصر اليمنية التي تجاوزت كُـلَّ تلك المعطيات وَأبطلت مفعولَها وَمفاعيلَها، ويعيدُ ضبطَ رهاناته وَآماله على قِيَمٍ عليا دون استمراره في مكابرةٍ غيرِ محمودة العواقب، وَقبل أن يحترقَ بزخم البأسِ اليماني المتوهِّج بنهج الله وَيرمى به في جحيم النوائب.