الجهادُ على الطريقة الإسرائيلية
موقع أنصار الله || مقالات || مرتضى الجرموزي
ما بينَ فترة وأُخرى تجدُ القومَ غارقين في متاهاتِ أحلامهم الخبيثة، يحاولون من خلالها إذكاءَ النعرات الطائفية والقَبَلية.
وما بين هذه وتلك يختلقون المشاكلَ، يروّجون لأفكارهم الضالة والهدّامة بأنهم على الصراط السويّ وأنهم الوطن والدين والهُــوِيَّة وأنهم الجمهورية والديمقراطية والثورة وأن الوطن بدونهم لا شيء.
رأيناهم -قادةً وأفراداً علماء ومتعلمين أكاديميين ووزراء مدنيين وعسكريين ومشايخ دين وقبيلة جميعهم- باعوا ومن لم يبع فهو راضٍ عن بيع أخيه صاحبه جاره وزميله في العمل في الحزب أَو في الارتزاق سابقهم وتابعهم.
صياماً قياماً لا يفترون حمداً وشكراً لأسياد فتات ارتزاقهم في نجد الشيطان أَو في إمارات الخير الصهيونية جميعهم يسبّحون ليلهم ونهارهم تمجيِّدًا لولاة نعمتهم وقادة عبثية حربهم.
أدوات رخيصة كيفما وجهتهم السياسة السعوديّة والإماراتية والتديّن الوهَّـابي توجّـهوا وبلا ضمير وطني وأخلاقي وبدون وازع ديني أضحوا مرتزِقةً بدرجة امتيَاز، يسابقون بعضهم للفوز برضا البيت الأبيض وهو كبيرهم الذي علمهم السحر.
إن الذين ارتزقوا سواءٌ عليهم أنصحتهم أم لم تنصحهم لا يتقبلون النصح ولا يصدقونك بنفاقهم يميلون حسب هوى من يُطعمهم الفتات والقذارة.
ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة، فكان أن باعوا أنفسهم بثمن بخسٍ دراهم معدودة وفي سوق النخاسة والارتزاق تاجروا مع الشيطان وزبانيته في الخليج دينهم مقابل دنيا من فتات لا تُسمن ولا تغني من جوع.
ففي متاهات الارتزاق تتسكع نفوس أراد لها الله العزة بالدين والعروبة فأبت إلَّا أن تكون خبيثة ذليلة هانت صاحبها واستصغرته وحطَّت من قدره عند عوام البشرية الصديق منهم والعدو.
وللإنسان أن يضع نفسه حَيثُ يريد، إمّا في القمة أَو في القاع والأفضل له أن يحسن الاختيار ويجعلها في القمة بشموخ وافتخار.
وإن تحدّث أحدُهم عن الخير والكرم السعوديّ والخليجي وحرصهم على اليمن الأرض والإنسان، فبالله عليكم هل تنتظرون خيراً من الغزاة؟!.
شرٌّ مطلق وشرار البشرية يضمرونه ويبدون منه حسب الحاجة والمصلحة، قولهم نفاق وصمتهم نفاق أَيْـضاً وحتى نظرتهم وابتسامتهم نفاق ويرون كُـلّ البشرية أعداءهم حتى وإن كانوا في صفهم محرضين مرجفين ومثبطين فهم لا يثقون بهم ولا يمكنونهم من شيء ما لم يكُن فيه ومقتضى أسباب ذلك حاجة لهم.
تلك هي وأكثر أساليب الغزاة مهما كانت مسمياتهم وجنسياتهم فهم سواءٌ وفي خانة المعتدين سواءٌ أكانوا يهوداً ونصارى أَو يهوداً ومشركين محسوبين على العروبة والدين والذي قد يبدو أنهم قد مردوا على النفاق.
ما يعانيه اليمنيون قاطبة شرقهم وغربهم شمالهم وجنوبهم من قبل تحالف العدوان ما كان ليكون لولا تواطؤا قطعان المرتزِقة بكافة انتماءاتهم الحزبية والمناطقية والطائفية وماهية مسئولياتهم.
فهم من جعل تحالف العدوان يستفحل بشر أعماله الخبيثة التي لم ترتقِ للمستوى الحيواني وهو يمعن ويسرف في القتل والتدمير حتى إنه وبأساليبه القذرة يعمل على تهجير الأهالي وسكان بعض المناطق التي تراها إسرائيل ويرها الأمريكان مواقع ذات استراتيجية هامة وسيطرة كاملة على جغرافيا واسعة.
فمثلاً ممارسات العدوّ وعلى رأسه الأدوات (السعوديّة والإمارات) في محافظات الجنوب لا سِـيَّـما المهرة وعدن وجزيرتي سقطرى وميون، قتلٌ بطرق وأساليب الخبث الأمريكي الداعشي تفجيرات واغتيالات طالت شخصيات وطنية وأُخرى مرتزِقة وفي سقطرى وميون تغيير الهُــوِيَّة اليمنية العربية الأصيلة احتلال واستحداث وإنشاءات وزيارات سياحية لبعثات إسرائيلية وإنشاء قواعد عسكرية في الجزر والمحافظات كما حصل في سقطرى وميون والمهرة وما المخاء والخوخة ببعيدتين عن النوايا والخبث الإماراتي عن طريق أحذيتهم هناك عفافيش وغيرهم ممن جندوا أنفسهم كمرتزِقة.
وما تلك الخدمات والجهاد إلَّا في سبيل الحب والولاء للكيان الصهيوني والأمريكي وجهاد على الطريقة الإسرائيلية وفي سبيل من يسعون في إفساد المجتمعات وتمييعها بثقافة الخسة والاعوجاج اليهودي الوهَّـابي والذي أستفحلَ بشرّهما كَثيراً بحق الشعوب العربية والإسلامية الرافضة للهيمنة والاستكبار..