21 سبتمبر.. ثورةُ الشعب الصادقة

‏موقع أنصار الله || مقالات || هاشم أحمد وجيه الدين

مكون أنصار الله كان حاضراً في المشهد الثوري إبان ثورة الشباب في الـ 11 من فبراير 2011م، صامداً مناضلاً بوعي ثوري قرآني وبصيرة ثاقبة وقيادة ربانية حكيمة، وكان هذا المكون العريق هو الصخرة الصماء التي تحطمت عليها كُـلّ مؤامرات الدول العشر وأدواتها، حَيثُ رفض المبادرة الخليجية جملةً وتفصيلاً، ورفض كُـلّ التدخلات الخارجية الإقليمية والدولية في مسار الثورة وأعاد الاعتبار لمقاصد الثوار الحقيقية وعبّر عن تطلعات الشعب كُـلّ الشعب، وأصبح قِبلةً لكل الأحرار للصمود ومواصلة الثورة، وقدّم التضحيات الجسيمة من دماء قادته ومفكِّريه وعباقرته خلالَ مشوار تصحيح مسار ثورة 11 فبراير وقدم الكثير من التنازلات في إطار لملمة جميع المكونات اليمنية والأحزاب تحت مظلة اليمن الموحد من أقصاه إلى أقصاه.

شنوا عليه حروباً واستهدفوا قياداته بالقتل والاغتيالات والتفجيرات لإزاحته من المشهد، لكنه كان بقيادته الحكيمة ونهجه القرآني ووعي أنصاره وأقدام مجاهديه وتضحياتهم فوقَ كُـلّ المؤامرات والتحديات وحمل هَــمَّ الوطن وتطلعات الشعب في الحرية والكرامة والاستقلال بكفاءة واقتدار أذهل العالم وتعاظم حُبُّ اليمنيين الأحرار لهذا المكون الحر وتسابقوا للالتفاف حوله كمنقذ وسفينة نجاه للوطن والشعب حتى أشرق فجر الحرية والكرامة والعزة والاستقلال في الـ 21 من سبتمبر 2014م التي قضت على مراكز النفوذ وأدوات الخارج واستوعبت جميع فئات الشعب الحزبية والقبلية والسياسية تحت عنوان واحد هو الوطن يتسع لجميع أبنائه، ويجب أن تتشارك كُـلّ الأحزاب والمكونات اليمنية في رسم مستقبل الوطن بعيدًا عن التدخلات الخارجية أياً كانت.

الأهداف والتوجّـهات الوطنية البحتة التي دعت إليها ثورة الـ 21 من سبتمبر؛ باعتبَارها تطلعات الشعب اليمني بكل فئاته، أزعجت دول الهيمنة والاستكبار، وخروج اليمن من الوصاية الخارجية لم تتقبله دول الظلم والفساد فشنت عدوانها الظالم والجائر علي اليمن لوأد هذه الثورة والقضاء عليها في مهدها وإعادة أدواتها للتحكم في الوطن ونهب ثرواته وإبقائه تابعاً لها للتحكم في مصيره ونهب ثرواته وتركيعه وإذلاله، لكن قوى ثورة الـ 21 من سبتمبر اليمنية الخالصة وقيادتها الحكيمة تصدت لهذا العدوان العالمي بكل الوسائل واستنهضت أحرارَ اليمن للجهاد والدفاع عن الوطن والشعب وحقّقت الانتصارات التي أذهلت العالم الصديق والعدوّ وأطلقت مشروعها النهضوي المقاوم على لسان رئيسها الشهيد البطل صالح علي الصماد (يد تحمي ويد تبني) وحوّلته إلى واقع ملموس، حَيثُ حقّق الجيش واللجان الشعبيّة انتصاراتٍ مُذهلةً في ميادين العزة والكرامة على العدوان وأدواته.

وأهمُّ إنجاز لهذه الثورة المباركة هو تعزيزُ صمود الشعب اليمني لـ 7 سنوات أمام آلة القتل والدمار والحصار التي يشنها تحالف العدوان على البلد، لهذا نقول: إن ثورة الـ 21 من سبتمبر هي بحق ثورة الشعب اليمني بكل فئاته وهي نموذجٌ مشرِّفٌ للثورة الحقيقية الخالصة.

قد يعجبك ايضا