21 سبتمبر مدرسة ثورية

‏موقع أنصار الله || مقالات || د. مهيوب الحسام

إن ثورةً يحاربُها الصهيوأمريكي والغربُ الإمبريالي كُلُّه وكياناتُه الرَّجعية العربية والأعرابية ويحاربها اليسارُ واليمينُ لَهي ثورةُ حق وقيم وأخلاق وحرية واستقلال وإباء وشرف وشموخ وعزة وكرامة، وارتباطها بالحق وبالهُــوِيَّة الإيمانية وبالوطنية وبالشعب يجعل منها من أعظم ثورات العالم وبصبرها وصمودها وثباتها وإبداعاتها في ابتكار القوة، وانتصارها على أعتى قوى الطاغوت وأقوى إمبراطوريات الشر والإجرام في العالم يجعل منها ثورة ملهمة ومدرسة للشعوب المستضعفة في العالم.

ثورة الـ21 من سبتمبر 2014م كشفت للشعب اليمني كم كان غارقاً في وُحُول الوصاية والاستعباد وَالقهر والإذلال وكم كان مرتهنًا للخارج، بل ولأقبح ما في الخارج ارتهن لأسوأ نظام أعرابي في المنطقة وهو مذلول ومرتهن بدوره للصهيوأمريكي، وكشفت لشعوب الأُمَّــة المستضعفة وللشعوب الحرة في العالم كيف يمكنها مواجهة طواغيت الأرض إذَا امتلكت الإرادَة والإيمان والعزيمة والقرار، وكيف تستطيع هزيمة أعدائها ونيل الحرية والاستقلال واستعادة قرارها.

وَالأيّام أثبتت أن ثورة 21 سبتمبر وفي ظل عدوان أممي عليها وعلى شعبها منذ انطلاقها بالقتل المباشر وبالحصار والتجويع للعام السابع بأنها أعظم ثورة في تاريخ اليمن بأعظم قيادة واعية مدركة مؤمنة مجاهدة استثنائية تاريخية في تاريخ اليمن كله.

كل مؤامرات العدوان وجرائمه ومخطّطاته الإجرامية ومشاريعه الشيطانية والأحداث والوقائع التي مرت على الشعب اليمني وثورته وقيادته وكيف تم مواجهتها وإدارة المواجهة من الصبر وقدرة التحمل لإقامة الحجّـة إلى الرد إلى الردع إلى الهجوم وتحقيق الانتصارات العسكرية والقيمية والأخلاقية يؤكّـد ذلك ما يلي:

1) أن ثورة 21 سبتمبر كشفت للشعب مقدارَ انحراف سلطته ونظامه –آنذاك- عن المهام الموكلة إليه ومقدار خيانته لأماناته الوطنية ومسؤولياته ومدى ارتهانه وتبعيته لأعداء الشعب.

2) كشفت الأقنعةَ عن كثير من المنافقين الخونة للشعب العملاء لأعدائه وكشفت وجه أقبح نظام حكم اليمن.

3) أعادت للإنسان اليمني قِيَمَه وأخلاقَه في هُــوِيَّته الإيمانية وروحه الجهادية التي فيها عزته وكرامته وشموخه وإبائه وانتصاراته، ما أعاد إليه وعياً مفقوداً وحرية مسلوبة.

4) امتلكت ثلاثةَ مرتكزات أَساسية قلما امتلكتها ثورة قبلها تضمن لها نجاحاً متفوقاً وديمومةً وانتشاراً وطنياً وعلى مستوى الأُمَّــة والعالم، وهي منهج ومشروع وقيادة وشعب وأمة تستوعبه وتستجيب له وهذا ما أرعب أعداءها، وهو ما ميز هذه الثورة عن غيرها.

5) ارتبطت بالله خالق السماوات والأرض والبشر واستمدت منه قوتَها، ومستعينةً به بنت قوة ومن نقطة الصفر في مواجهة أعداء الله وأعدائها وأعداء شعبها وأمتها، وابتكرت وأبدعت في صناعاتها العسكرية التي خاضت بها الرد والردع وسطرت بحملتها المجاهدين وإيمانهم وعقيدتهم انتصارات شبه إعجازية.

6) بصمودها وثباتها وانتصاراتها أسقطت كُـلَّ المؤامرات والمخطّطات والمشاريع الاستعمارية على اليمن والأمة.

7) كشفت للأُمَّـة وللعالم كله الوجهَ الحقيقي القبيح لما يسمى بالنظام الدولي المجرم وعرته وفضحت زيف قيمه والقيم الغربية عُمُـومًا.

8) بعناصر قوتها واجهت تحالفَ عدوان من 32 دولة من أقوى دول العالم سلاحاً وجيوشاً واقتصاداً ونفطاً ومالاً ونفوذاً وانتصرت بعون الله وتحولت من ثورة لشعب إلى مدرسة ثورية متكاملة لكل شعوب أمتها ولكل الشعوب الحرة والمستضعفة في العالم.

 

قد يعجبك ايضا