الوطنيون وأدعياء الوطنية
موقع أنصار الله || مقالات ||عبدالفتاح علي البنوس
الوطنية ليست عبارة عن شعارات ترفع ، ونياشين وأنواط نزين بها بدلاتنا المدنية والعسكرية ، ونشيد وطني نردده ونتغنى به ، الوطنية قيم ومبادئ وأسس وثوابت راسخة رسوخ الجبال الرواسي ، فالوطني هو من يرى في وطنه بيته الكبير وملاذه الآمن وحصنه المنيع الذي لا يمكن التفريط به ، وخيانته والتنكر له ، والتآمر عليه ، والإضرار به ، والتحالف ضده مهما كانت الأسباب والذرائع والمبررات ، وهو على استعداد تام للتضحية في سبيل الله للدفاع عنه والذود عن حماه عندما يتعرض للخطر وتداهمه المداهمات من هنا وهناك ، ويتصدر المشهد مستبسلا في نصرته وحماية مكتسباته والحفاظ على مقدراته والتصدي لكافة المؤامرات والمخططات الجهنمية التي تحاك ضده ، ولا يتردد في تلبية نداء الواجب الوطني المقدس ولا يتنصل عن القيام به مهما كانت الظروف .
وفي عصرنا الراهن ومن خلال ما يتعرض له الوطن الحبيب من حرب عالمية ظالمة وحصار عالمي جائر ، تجلت للجميع حقيقة الكثير من ( أدعياء الوطنية ) الذين ظلوا يحلبون الوطن حلبا ، وينهبون خيراته نهبا ، وينصبون أنفسهم أوصياء عليه نصبا ، ويقدمون أنفسهم على أنهم درعه الحصين ، وسده المنيع ، وصخرته الصلبة التي تتحطم عليها أحلام ومطامع الغزاة والمحتلين ، ومنحوا أنفسهم نياشين وأوسمة الشجاعة والبطولة والجمهورية والوحدة ، وبعد كل ذلك إذا بهم يتنكرون لهذا الوطن ويكشفون عن وجوههم القبيحة وحقيقتهم المخزية ووطنيتهم الزائفة ، وسرعان ما أعلنوا الولاء لآل سعود وآل نهيان ، ومنهم من أعلن البيعة للأمريكان وقدموا قرابين الولاء والطاعة للصهاينة ، على حساب وطنهم وأبناء شعبهم ، وهو ما جعلهم يتربعون على قائمة الدياثة والخيانة والعمالة على مستوى العالم ، وصاروا مضرب المثل في ذلك .
فعن أي وطن يتحدث هؤلاء الأوغاد ؟!!! وأي وطنية يتشدقون بها ؟!!! منتهى الوقاحة والخسة والنذالة وقلة الحياء ، باعوا الوطن والمواطن ، وتاجروا بكل شيئ من أجل متاع السلطة الزائفة ، وطمعا في المال المدنس ، الوطن عندهم مجرد سلعة تباع فقط ، الوطن بريئ منهم ، ولا يشرفه أن ينتمي إليه أمثالهم ، جوازاتهم وهوياتهم اليمنية لم تعد مستحقة لهم بعد كل الذي صنعوه بحق الوطن ومكتسباته وسيادته وأمنه واستقراره والشعب ومقدراته وثرواته واقتصاده ومعيشته ، لم يتركوا لنا أي مجال لكي نحتمل لهم أي مبرر أو عذر يبرر لهم بعض مواقفهم أو تصريحاتهم الإعلامية ، على اعتبار أن الخيانة غير مبررة مطلقا .
بالمختصر المفيد، معايير الوطنية ليست مبهمة أو غامضة ، بل على العكس من ذلك تماما ، فهي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ، والمواقف والتوجهات خير شاهد إثبات عليها ، ولا مجال للاجتهادات الخاطئة والتنظير السلبي الذي يتعامل مع المصطلح بسطحية تبعا وتماشيا مع المصالح والأهواء والرغبات ، شاهدوا أدعياء الوطنية الذين يتمثلون في الدنبوع وحكومة الفنادق والشاليهات والشقق المفروشة ومن تحالف معهم ودار في فلكهم ، وفي أي جبهة يصطفون ؟! وإلى جانب من يقاتلون ؟! وستعرفون بأن وطنيتهم لا تختلف كثيرا عن ( شرعية ) الدنبوع المزعومة ، ولا يمكن لعاقل لبيب لا يخضع عقله وتفكيره للأدلجة والتعبئة العقائدية والحزبية القول بخلاف ذلك ، فالوطنية سمة الشرفاء الغيارى على الأرض والعرض والشرف والسيادة والكرامة ، من يدافعون عن وطنهم و ينتصرون له ، ويبذلون من أجله الغالي والنفيس .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ، ووالدينا ووالديكم ، وعاشق النبي يصلي عليه وآله .