معادلة السلام في اليمن
موقع أنصار الله || مقالات || عبدالفتاح البنوس
يتشدق الأمريكي بالحرص على تحقيق السلام في اليمن وهو عدو السلام اللدود، ويدعي السعودي بأنه ينشد السلام في اليمن ويرى في تدمير اليمن واحتلاله وقتل أبناء شعبه السبيل الذي يوصله إلى ذلك، وعلى شاكلتهما يرى المجتمع الدولي أن العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي على بلادنا وشعبنا يدعمان خيار السلام في اليمن ولا يجد هذا المجتمع المرتزق المنافقحرجاً في تقديم الشكر والعرفان للسعودية والإمارات ومن خلفهما أمريكا على ما تسميه دعم جهود إحلال السلام والإغاثة في اليمن .
أعداء السلام في اليمن خاصة والمنطقة عامة الملطخة أياديهم بدماء اليمنيين رجالا ونساء وأطفالا ؛ يتحدثون عن السلام ويطلقون مبادرات هي في الحقيقة مؤامرات مغلفة بغطاء السلام ، يبحثون عن المكاسب والمغانم والتي لن تتحقق إلا في ظل العدوان والحصار ، في الوقت الذي يتم فيه تجاهل دعوات ومبادرات السلام الحقيقية الصادقة الحريصة على تحقيق وإحلال السلام العادل ، السلام الذي يحفظ لليمن سيادته وأمنه واستقراره واستقلاله ، ويحفظ لليمنيين حقوقهم وثرواتهم ، وينتصر لمظلوميتهم ، ويصون ويحافظ على تضحيات الشهداء الذين قدموا أرواحهم الطاهرة في سبيل الله دفاعا عن الأرض والعرض والشرف والعزة والسيادة والكرامة .
اليوم معادلة السلام الوحيدة المقبولة والمعقولة القابلة للتنفيذ على أرض الواقع بالنسبة لأبناء شعبنا تتمثل في معطيات ثلاث تمثل اللب في تحقيق السلام في اليمن، الأول يتمثل في إيقاف العدوان وإنهاء الحصار دون قيد أو شرط وأي حديث عن دعوات أو مبادرات للسلام لا تتضمن هذا البند عبارة عن ملهاة ومضيعة للوقت ومناورات تهدف إلى منح العدوان والمرتزقة فرصة لالتقاط الأنفاس وترتيب صفوفهم بعد تضييق الخناق عليهم وتعرضهم لهزائم وانتكاسات مخزية ومذلة ، فلا سلام تحت قصف الطيران ونيران المدافع والصواريخ ، لا سلام في ظل الخروقات والانتهاكات المسكوت عنها دوليا .
الثاني: يتمثل في خروج القوات الأجنبية بمختلف جنسياتها من الأراضي اليمنية ، فالسلام في اليمن شأن داخلي يمتلك اليمنيون القدرة على تحقيقه دون الحاجة إلى أي تدخلات خارجية على الإطلاق ، وبقاء القوات الأجنبية في اليمن يعيق أي فرص لتحقيق السلام في اليمن ، لأن مهمة هذه القوات تصب في جانب إثارة الفتن والصراعات والأزمات لتمكينهم من الحصول على المكاسب والغنائم التي جاءوا من أجلها تحت يافطة دعم الشرعية المزعومة وإحلال السلام المزعوم في اليمن .
الثالث: دفع التعويضات والعمل على جبر الضرر الذي طال اليمن واليمنيين جراء العدوان الغاشم والحصار الجائر ، فالخسائر البشرية التي لا تقدر بثمن ، والخسائر التي لحقت بالاقتصاد الوطني تستوجب على قوى العدوان دفع التعويضات لمعالجتها بصورة عاجلة ، ولا يمكن القبول بأي مبادرات أو حلول ومعالجات لا تشمل تلكم المطالب الرئيسية الغير قابلة للنقاش والأخذ والرد .
بالمختصر المفيد، لا سلام في اليمن في ظل العدوان والحصار والاحتلال والتداعيات والآثار والأضرار الكارثية الناجمة عنها ، العدوان ومرتزقته يخسرون يوميا ويتكبدون الخسائر الواحدة تلو الأخرى ، من يريد السلام في اليمن عليه أن يبدأ بتهيئة الأرضية والمناخ المساعد على ذلك بإيقاف العدوان وإنهاء الحصار وخروج القوات الأجنبية الغازية من الأراضي اليمنية ودفع التعويضات المشروعة لضحايا العدوان والحصار وإعادة إعمار ما دمره العدوان خلال سبع سنوات من الوحشية والإجرام .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم ، وعاشق النبي يصلي عليه وآله .