مرتزقة العدوان بمدينة مأرب ينعشون السوق السوداء ويفاقمون معاناة النازحين
موقع أنصار الله – مأرب – 28 ربيع الأول 1443 هجرية
تشهد مدينة مأرب أزمة وقود خانقة، إثر توقف المحطات عن بيع البترول للمواطنين، لعدم تزويدها به من حقول صافر، حيث سجّل سعر اللتر في السوق السوداء أرقاما خيالية مما ضاعف معاناة المواطنين.
وأوضح مصدر محلي بالمحافظة ، أن سعر الدبة البترول 20 لترا في السوق السوداء يتراوح بين 25 ألفا و30 ألف ريال، وهو رقم قياسي في محافظة النفط والغاز.
وأشار إلى أن ميليشيات مرتزقة العدوان افتعلت أزمة الوقود بعد وقفها الإنتاج في حقول صافر بذريعة الصيانة، وتحويل مخزون الشركة السنوي، الذي عادة يغطي العجز، للسوق السوداء لبيعه وجني أرباح خيالية على حساب معاناة المواطنين في مديريتي المدينة والوادي.
وأكد المصدر أن موجة سخط شعبي واسعة عمّت المناطق المحتلة ضد فساد ونهب مرتزقة العدوان لثروات المحافظة، وبيعها في السوق السوداء، وحرمان المواطنين من الاستفادة منها.
وكانت تقارير صحفية ووثائق كشفت فسادا كبيرا ونهبا منظما لعائدات النفط والغاز المستخرجة من حقول صافر تقدّر بمليارات الدولارات سنويا، تذهب إلى جيوب نافذين وقيادات في حزب الإصلاح الموالي للعدوان.
كما تسبب الانهيار المتواصل للعملة غير القانونية، المطبوعة من قِبل المرتزقة، في ارتفاع جنوني لأسعار السلع والمواد الغذائية في المدينة، الأمر الذي ضاعف من معاناة المواطنين، حيث بلغ سعر الدولار الواحد مقابل العملة المحلية ألفاً و465 ريالا، وهو أعلى مستوى له.
وفي المقابل، تعيش المديريات المحررة في محافظة مأرب استقرارا أمنيا كبيرا، وكذا استقرار أسعار السلع والوقود، كغيرها من المناطق الحرة، بفضل السياسات التي اتخذتها اللجنة الاقتصادية العليا، وجهود السلطة المحلية في تطبيع الأوضاع، وتشغيل المشاريع الخدمية، وتوفير الوقود بالسعر الرسمي، الأمر الذي دفع المئات من الأسر النازحة إلى العودة إلى المديريات المحررة.
إلى ذلك منعت ميليشيات مرتزقة العدوان بمدينة مأرب عشرات الأسر النازحة من بعض المناطق التي تشهد معارك ومواجهات، من الدخول لمدينة مأرب.
وأفاد المركز الإعلامي لمحافظة مأرب عن مصادر محلية، أن النقاط الأمنية التابعة لمرتزقة العدوان في مداخل المدينة منعت عشرات الأسر من الدخول للمدينة خلال الأيام الماضية، وأجبرتها على التوجه إلى مناطق خالية من السكان في أطرافها وكذا مناطق في وادي عبيدة، دون توفير أدنى الخدمات لهم.
وأشارت المصادر إلى أن قيام مرتزقة العدوان بمنع النازحين من السكن في المدينة أو المبيت لدى أقاربهم وإجبارهم على التوجه إلى مناطق غير سكنية في الأطراف يهدف لاستخدامهم كدروع بشرية مع اقتراب الجيش واللجان الشعبية من المدينة واستغلال معاناتهم أمام الرأي العام المحلي والدولي.
وشكا العديد من النازحين من المعاملة السيئة التي تلقوها من ميليشيات مرتزقة العدوان والممارسات التعسفية ضدهم وحملات الاعتقالات والمداهمات المستمرة لمخيماتهم.