قبائلَ العبدية.. أثلجتم صدورَنا
موقع أنصار الله || مقالات || منصور البكالي
في مشهدٍ يمنيٍّ وطنيٍّ أصيل تجسّدت فيه كُـلُّ معاني الحكمة اليمانية واللُّحمة الوطنية التي عُرف بها الشعبُ اليمني وقبائلُه الوفية، من حضر فيه لاستقبال إخوته وأبناء وطنه مشايخ ووجهاء وأحرار قبائل مديرية العبدية كان له شرفُ الحضور، ومن استُقبل فيه من أبناء العبدية وغيرهم من أبناء مأرب كان له شرف العودة إلى حضن الوطن وجادة الصوب والالتحاق برَكْب سفينة النجاة وربانها حفيد رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، بل وفتحت أمامه أبوابَ العظمة والاعتزاز والقوة بانضمامه إلى صفوف جنود الله المستمدين منه قوتهم وعزيمتهم ومعنوياتهم وثباتهم ونصرهم، ومددهم وسلاحهم، وبصيرتهم ووعيهم.
وأنت أمام هذا المشهد العظيم لا تملِكُ القدرةَ على أن تحبِسَ دموعَك فرحاً من عظيمِ ما تشاهدُه، ومن أثره في انشراح صدرك وهيجان مشاعرك الغامرة بالسرور، فرحة لا توصف ولم يسبق لك أن عشتَ أجواءَها وتذوَّقتَ سعادتَها لا في يوم عُرسك ولا يوم عودتك إلى أهلك بعد رحلة جهادية أَو سفر غُربة، ولا حتى وأنت في صالة الانتظار لخروجِ أحد والدَيك أَو فلذات أكبادك من غرفة عمليات مركَّزة كللت بالنجاح.
فرحةٌ سَعُدَ بها كُـلُّ أبناء الشعب اليمني في المناطق الحرة واستبشر بها كُـلُّ وطني غيور مكبل ومنزوع الحرية في المحافظات المحتلّة، كما كان لها أثرُها البالغُ كمداً وانهزاماً في نفوس الغزاة والمحتلّين وقيادات مرتزِقتهم في فنادق دول العدوان الأمريكي السعوديّ.
مَن تابع مواقع التواصل الاجتماعي لاحظ تلك الفرحةَ على صفحات السياسيين والعلماء والإعلاميين والناشطين المثقفين والشعراء، من خلال كتاباتهم وتغريدَاتهم وحالاتهم وبروفيلاتهم وصورهم، أما من نزل واختلط بالمواطنين في الأسواق ومجالس القات والجوامع والمزارع وفي الطرقات واستمع إلى حديثهم فيلمس وصفهم المليء بالمشاعر.
إنها مؤشراتُ وبوادرُ الفرحة الكبرى بتحرير ما بقي من محافظة مأرب وتحرير اليمن كُـلّ اليمن من سقطرى إلى جيزان ونجران وعسير وباب المندب، ما لم تمتد على المدى المتوسط والبعيد لتحرير الحرمين الشريفين من دنس وتجبر واستبداد آل سعود وتحرير أرض فلسطين وكل شعوب الأُمَّــة من الاحتلال والهيمنة الصهيوأمريكية.
ولكم يا قبائلَ العبدية: لقد سحقتم ما تبقى من معنويات العدوان وَمرتزِقته وأدواته المرتقَبِ منها أن تحذو حذوَكم وتقتفيَ أثرَكم لتتشرَّفَ أمامَ الأجيال القادمة، بعد غَيٍّ وقعت فيه بضع سنين تحت سيطرة قوى الضلال والعقائد الباطلة والثقافات المغلوطة أدوات المستعمرين.