العدوانُ وأعاصيرُ الهزيمة
موقع أنصار الله || مقالات || د. مهيوب الحسام
لم يكن العدوانُ الأنجلوصهيوأمريكي الأصيلُ بأدواته التنفيذية الأعرابية يدركُ وهو يعلنُ عدوانَه على الشعبِ اليمني العظيم من واشنطن ليلةَ 26 مارس 2015م ما سيحِلُّ به وَما سيترتَّبُ على عدوانه من مخاطرَ عليه وعلى مستقبله تُخرِجُهُ بهزيمة لم يكن بحاجة إليها، ولم يكن يدركُ أن تسميتَه لعدوانه بالعاصفة سوف تتحوَّلُ لأعاصير هزيمة تخرجه من هيمنته على المنطقة والعالم وتجعله عبرةً لشعوب العالم.
وبعد 7 سنوات من عدوانه وجرائمه غير المسبوقة في التاريخ بحق هذا الشعب قتلاً مباشراً بالصواريخ وبأفتك الأسلحة من قنابلَ عنقوديةٍ وفوسفورية ويورانيوم منضّب ومخصّب وبالحرب البيولوجية، وحصاراً وتجويعاً أصبح اليوم برغم كُـلّ ما يملك من ترسانة مهولة من أحدث وأفتك الأسلحة المتطورة وأحدث الجيوش والتكنولوجيا وإمبراطوريات المال والنفط ومرتزِقة من الداخل والخارج وأمام سكوت العالم وتواطؤه معه يعيشُ الهزيمةَ واقعاً، وأصبح يتخبط ما بين هزائمه الميدانية المنكرة وفراره التكتيكي والتموضعي أمام مجاهدي شعب ليس له سوى الله وبندقية فردية.
وأمام شعبٍ مؤمنٍ بالله ورسوله ورسالته وعدالة قضيته وبقيادة ثورية مؤمنة مجاهدة مدركة واعية بنهج إيماني رباني نبوي محمدي ومسيرة قرآنية، تبعثرت قوة العدوان وهوت تحت أقدام مجاهديه الذين بتوكلهم على الله وحدَه رسموا بأقدامهم الحافية ورصاصات بنادقهم الفردية -المصوبة من الأرض المسددة من السماء وأسلحتهم البسيطة في إمْكَاناتها المادية القوية بعظيم إيمانهم بالله وثقتهم بنصره- معادلاتِ النصر الأُسطوري الإعجازي الإلهي، سائرين بثبات وصبر وعزم وإيمان نحو نصرهم النهائي الناجز الموعود.
7 سنوات من عدوان إجرامي لم يوفر فيه العدوان سلاحاً ولا قوة ولا مالاً ولا تقنية إلا واستخدمها ضد هذا الشعب ولم تزِدْهُ قوتُه إلا ذُلًّا وهوانًا وهزائمَ ميدانيةً وقيميةً وأخلاقيةً وإنسانيةً، ويزداد هذا الشعب قوةً وعزيمةً وعزةً وكرامةً، وينتصر ميدانيًّا وأخلاقيًّا وقيميًّا وإنسانيًّا لم يستهدف مدنيًّا واحدًا في المناطق المحرّرة وفي عُمق العدوان، بينما العدوان يستهدفُ الأطفالَ والنساء والمدنيين الآمنين في منازلهم وفي أعراسهم وأسواقهم ومساجدهم وجامعاتهم والأطفال في مدارسهم وباصات نقلهم وجرائم تعذيب الأسرى في السجون وصلت حَــدَّ قتلهم وإعدامهم في الساحات وفي وَضَحِ النهار وعلى الملأ والتمثيل بالجثث ولم يسلم الأمواتُ من نبش قبورهم.