ذعر الأعداء وصمود الأبطال

‏موقع أنصار الله || مقالات || أحمد يحيى الديلمي

aمنذ أن عاد العدوان السعودي الغاشم إلى ضرب المدن اليمنية وفي مقدمتها الأمانة صنعاء العاصمة التاريخية لليمن، يتساءل اليمنيون وغير اليمنيين بمرارة: ماذا تبقى لهذا العدوان من أهداف بعد أن أفلس البنك الذي يقتاد منه بكل ما زودته أمريكا وفرنسا وبريطاني بالمعلومات والدعم اللوجستي والعسكري المباشر ويتخذ من أي شيء ذريعة لمعاودة إفزاع الآمنين وإقلاق السكينة العامة، للأسف هذا العدو الصلف يكرر الجرائم ذاتها ويستهدف المواقع نفسها التي طالتها مئات الغارات العدوانية وهدمت القسط الأكبر منها وكأن حليمة عادت إلى عادتها القديمة – كما يقال – أو أنه لم يقتنع بما أحدثه من خراب ودمار لأن الغاية المبيتة تسعى إلى تدمير كل شيء في اليمن الإنسان والحجر وكل شيء يمت للحياة بصلة في اليمن.

وعلى هذا الأساس يستمر التصعيد والاستهداف المدمر، المشكلة أنه كلما أعلن المبعوث الأممي أو الأمريكي الرغبة في إحلال السلام عبر الحوار ينقلب المشهد رأسا على عقب، بما يوكد أن الأمم المتحدة تحولت إلى مظلة لحماية المعتدين وتقديم كل التسهيلات التي تشجعهم على العدوان، أحدهم قال إن معاودة هذه الضربات في أعيان مدنية آمنة ينعم أبناؤها بالسكينة ناتج عن الذعر الكبير الذي بات يسيطر على آل سعود كلما اخترق أجواءهم صاروخ ميمون أو طائرة مسيرة من الطرف اليمني المدافع عن أرضه وعرضه ..

ما لا يعلمه آل سعود وحلفاؤهم أننا في اليمن قد نسكت على الأرض لكننا لا نساوم على العرض والكرامة ولا نفرط في الأرض، ولكننا نعطي العرض أهمية أكبر نتيجة ارتباطه بالقيم والقدرات والأخلاق الذاتية.. فالإمام يحيى حميد الدين -رحمه الله- حينما حاول نجله الإمام أحمد التمسك بمواقعه بالقرب من الطائف، رد عليه الأب قائلا: (الأرض ولا العرض)، الأرض سنستعيدها في أي لحظة أما العرض فمن الصعب إعادته.. دعنا نتفاهم مع هؤلاء الأجلاف فالشعب اليمني أبي يرفض الضيم ويضحي بأغلى ما لديه من أجل العرض، وهكذا لا بد أن يدرك هذا النظام المتغطرس الذي ينفذ رغبات أسياده في أمريكا وبريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني أنه سيكون الخاسر في النهاية مهما تمادى في ألغي وأنفق الأموال الطائلة فلن يتمكن من هز شعرة واحدة في رأس أحد المجاهدين الأبطال الصامدين في جبهات العزة والكرامة.

الأمل أن يستفيد هذا النظام من تجارب الماضي وأن يعي بأن أمريكا أو بريطانيا أو فرنسا والصهاينة في النهاية لن يفيده أحد منهم وسيتحول هذا العدوان إلى أكبر وبال وكارثة عليه مهما مارس الكذب واشترى الضمائر وبالذات ضمائر الإعلاميين من يسربون له الأخبار الزائفة.. وهو الآن يتبختر ويمعن في الكذب فعندما يستهدف مسكنا من المساكن يقول إنه استهدف مخزنا سريا للحرس الثوري الإيراني أو ورشة لصناعة الطائرات المسيرة ، في النهاية يكتشف أنه استهدف حظيرة للأغنام كما حدث في حي النهضة، مؤخرا ، وكأن المعلومات الاستخباراتية التي قدمتها له أمريكا مجرد معلومة لتوريطه، أمريكا هذه السوسة الخبيثة التي تنخر في جسد العالم وتسلب الفقراء أموالهم بأساليب ووسائل أقل ما يقال عنها أنها شيطانية، وهكذا يعلن أن هذه الحظيرة مليئة بالصواريخ حتى تتم الجريمة ويكتشف العالم بأنها حظيرة أغنام حرم أصحابها من اللحم واللبن.

إنها لمأساة أعظم مأساة ، أن تصل الدول إلى هذا المستوى المتدني من السقوط الأخلاقي وتتمادى وسائل الإعلام التابعة للمعتدين في الاستغفال وتزييف الحقائق لتضليل الناس وحجب الحقيقة عنهم خاصة عندما يكون محور وسائل الإعلام هذه أمريكا التي تدعي أنها قبلة للديمقراطية والمسؤول الأول عن حماية حقوق الإنسان.. أليست مأساة فعلا تثير السخرية؟!

فمتى سيفوق العالم من هذه الغفلة بالذات الأمم المتحدة التي تعلن من جانب أن ضحايا الحرب في اليمن من المدنيين خاصة الأطفال والنساء وكبار السن تجاوز أربعمائة الف مغدور وشهيد ، ثم تبادر إلى مؤازرة المعتدي.. أي منظمة هذه وما الذي يعول عليها خاصة أنها تُتبع هذا الإعلان بخبر آخر يدين أعمال الحوثيين واستهدافهم للسعودية !! في حين أن هذا الاستهداف لا يتوجه إلى أي من الأعيان المدنية كما يدعي النظام السعودي بل إلى مواقع عسكرية ومطارات ومنشآت اقتصادية، وهي أقل رد على الجرائم البشعة التي يقترفها نظام آل سعود في اليمن .

هكذا أصبح العالم وهكذا تبدلت أخلاقه بحيث أصبح لا ينظر إلا إلى المصلحة الذاتية مهما أمعن في الدمار والخراب والقتل والتشريد ، المهم أن يحقق أغراضه الدنيئة ، ونواياه الخبيثة التي غالبا ما تكون مبيتة.. فهل آن الأوان كي يستفيق العالم من الغفلة قبل أن يحدث مالا يحمد عقباه وتشتعل الثورة العارمة التي إن شاء الله ستحرك الراكد في الحياة وتوقظ الناس من السبات ليعود إلى العالم السلام والأمن الحقيقي القائم على العدل والمساواة واحترام الحقوق والحريات، وكل هذه المبادئ لا شك ستجعل آل سعود في مقدمة من يتعرض للذل والخسران إن شاء الله.. والله من وراء القصد .

 

قد يعجبك ايضا