أمريكا وعدوانها على اليمن.. ليس السلاح فقط
موقع أنصار الله || مقالات || أمين عبدالله الشريف
تعتبر السعوديّة أكبرَ مستورد للسلاح في العالم، وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مصدر للسلاح للسعوديّة، وبهذا الواقع فَـإنَّ العدوانَ على اليمن قد أظهر هاتين الحقيقتين جليًّا، لتكونَ أمريكا شريكاً أَسَاسيًّا ورئيسياً في العدوان على اليمن ليس على مستوى تزويد السعوديّة بالسلاح بل لعدد من الشواهد التالية.
أولاً: أُعلن العدوان على اليمن من العاصمة الأمريكية واشنطن وعلى لسان السفير السعوديّ في أمريكا عادل الجبير، وهذا يدل على أن الأوامر صدرت من واشنطن، وما السعوديّةُ إلا منفذ لأوامر واشنطن.
وحينها أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية دعمها الكامل للسعوديّة في حربها على اليمن، فقدمت السلاح والخبرات وشاركت ميدانيًّا في عدد من الجبهات أهمها جبهات الحدود، كما قدمت أمريكا الدعم الاستخباراتي وخصصت عدداً من الأقمار الصناعية العسكرية لحرب اليمن، كما قدمت الدعم الجوي المتمثل في الطائرات الحربية والدارون، وشاركت فعلياً في الطلعات الجوية والقصف على المدنيين الأبرياء ولم يتوقف الأمر إلى هذا الحد بل شاركت بقوات عسكرية لحماية الحدود السعوديّة كما تحدث بذلك ترامب في وقتها.
ثانياً: قدمت أمريكا الغطاءَ السياسي الكامل للعدوان على اليمن، ومن ذلك القرارات التي أصدرها مجلس الأمن والتي وضعت اليمن تحت البند السابع، كما قدمت الغطاءَ اللازمَ للدفاع عن السعوديّة في المنظمات الدولية ومنها مجلس حقوق الإنسان وذلك للتغطية على الجرائم الإنسانية التي ارتكبها العدوان بحق المدنيين والتي ترقى إلى جرائم حرب ضد الإنسانية، كما قدمت التسهيلات اللازمة لدعم السعوديّة سياسيًّا في المحافل الدولية وتصوير الحرب في اليمن على أنها حرب أهلية بين حكومة شرعية ومتمردين، كما قدمت أمريكا الدعم السياسي الكامل لحكومة الفارّ هادي، وكل ذلك يدل على أن أمريكا متزعمة للعدوان على اليمن وطرف رئيسي وفاعل فيه.
ثالثاً: مشاركة أمريكا مشاركة رئيسية في الحصار على اليمن ومن ذلك منع دخول المشتقات النفطية والمواد الغذائية إلى ميناء الحديدة، كما أن أمريكا تعتبر الفاعلَ الرئيسي في الحرب الاقتصادية على اليمن وانهيار العملة، وقد اتضح ذلك في تهديد السفير الأمريكي للوفد الوطني بأنه سوف يجعل العُملة اليمنية لا تساوي شيئاً أمام الدولار، كما أوضح ذلك رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام، ليس ذلك فحسب، بل تبنت أمريكا سياسة إعلامية داعمة للسعوديّة ووقفت إعلامياً إلى جانب العدوان وحاولت إسكات الوسائل الإعلامية التي توضح طبيعة الحرب في اليمن للرأي العام العالمي ومن ذلك حجب عدد من المواقع الإلكترونية لمحور المقاومة؛ بسَببِ موقف تلك الوسائل الإعلامية من الحرب في اليمن.
ومن هنا فَـإنَّ الحربَ الأمريكية على اليمن لا تقتصرُ على توريد السلاح إلى السعوديّة فقط، بل هي حرب شاملة توضح أن أمريكا شريكٌ أَسَاسيٌّ وفاعلٌ في العدوان وأنها من تتزعمه.