دلالاتُ فوز مُنتخبنا الوطني للناشئين
موقع أنصار الله || مقالات || مصطفى العنسي
ما أعظمَ الدلالات التي تحقّقت بفوز مُنتخبنا الوطنيّ للناشئين فقد عمّت الأفراحُ كُـلَّ أبناء اليمن وامتزجتْ أفراحُهم بالشكر للّه العظيم، فله الفضلُ في كُـلّ نصرٍ يتحقّق وله المنَّة والحمد أمام كُـلّ نجاحٍ وإنجاز.. هكذا عبّر مُنتخبنا الواثق بالله وهكذا رأينا تواضُعَ مُنتخبنا الذي يمثّل شعبَنا اليمنيّ بكلّ طوائفه ومكوّناته وانتماءاته.. رأينا كيف خرّوا لله سُجَّداً.. ورأينا كيف ذرفت أعينُهم دمعاً لتختلطَ فرحتُهم بالخشوع لله وتمتزج ابتسامتهم بدمعة الشكر لله.. إنَّهم نجومُ مُنتخبنا مَن أفرحوا شعبنا ووحّدوا لُحمتَه بهذا الفوز التأريخيّ المهيب.. لقد ارتسمت البسمةُ في وجوهنا جميعاً وعمّت الفرحة قلوبَنا لهذا الانتصار الرياضيّ وهذا النجاح العظيم.
لقد تحقّق بهذا الانتصار أهمُّ دلالةٍ على أنَّ الشعب اليمنيّ هم أرق قلوب وألين أفئدة كما وصفهم النبيّ (صلوات الله عليه وآله).
لقد عمّت الفرحةُ شعبَنا مِن جنوبه إلى شماله ومِن شرقه إلى غربه رغم الآلام والجراحات والمعانات التي يعيشُها شعبنا نتيجةَ العدوان الظالم والمُستمرّ.
ما أعظمَ أبناء شعبنا حين أجبروا غُصّة آلامهم بِأنْ تغادرَ مُحَيَّاهم ليرتسم بديلاً عنها فرحاً وابتهاجاً.. هكذا هو الشّعب اليمنيّ سابقًا ولاحقاً تُوحّدهم الانتصارات وتَجمعهم الأفراحُ والأتراح.. هذه مِن أعظم الدلالات التي يجب أنْ يعرفها الأعداء.
إنَّهم مهما عملوا من جُهدٍ ومهما بذلوا من مالٍ في سبيل تقسيم بلدنا وتفريق وحدته ونسيجه الاجتماعيّ فلن يُفلحوا أبداً.
شعبنا ما زال يعتزّ برصيده التاريخيّ وما زال يتمسّك بأخلاقه الدينيّة وقِيَمِه القرآنيّة ومبادئه الإسلاميّة التي يتوارثها جيلاً بعد جيلٍ والتي بذل في سبيلها كُـلّ غالٍ ونفيسٍ.. فقد فشل الأعداءُ بقدراتهم وإمْكَانيَّاتهم الكبيرة والمهولة في تركيعه وتجريده من قيمه وأخلاقه.
هَـا هو اليوم يعبّر عن أصالته وتميّزه عن غيره من الشّعوب في حضوره الكبير ومساندته المتفردة لِمُنتخبنا اليمنيّ في عقر دار من يقاتلنا..
وكان حضورُ شعبنا لتشجيع مُنتخبنا هنالك على مدرّجات ذلك الملعب مشرفاً بالشكل الذي أبهر الأعداء وقهرهم.
هكذا هم اليمنيّون لا تفرّقهم الانتماءات ولا السياسات وهكذا هم في كُـلّ ميدانٍ يهبّون هبة رجلٍ واحد أمام أعدائهم.
هم اليوم يقاتلون في جبهات القتال ويسطّرون الملاحم والبطولات فالجبهات تمتلئ بالرّجال الأنصار والأباة الأحرار.
وما انتصارُ مُنتخبنا في ميدان الرّياضة إلا بدايةً لانتصاراتٍ عظمى وكبّرى وتتويجاً للانتصار الأعظم والأكبر على العدوان، فجيشنا ولجاننا الشعبيّة لا يألون جُهداً في مقارعة الغزاة والمحتلّين والشّعب مِن خلفهم يرفدُهم بالمال والرّجال رغم الخناق والحصار.
يجبُ أنْ يأخذَ الأعداءُ الدرسَ والعبرة ويجب عليهم أن يتمعّنوا جيِّدًا.. إذَا كانت الدّنيا قامت ولم تقعد واهتزّت الأرضُ بما رحبت تحت أقدام شعبنا أمام انتصار كرويّ رياضيّ.. فماذا سيعملُ هذا الشعب في مواجهتكم أيّها الأعداء عسكريًّا واقتصاديًّا واجتماعيّاً وأمنيًّا وثقافيًّا وسياسيًّا ليصلَ بكم إلى الهزيمة والخُسران ويَصل هو إلى التحرّر والانتصار.
لكم أن تُقارنوا بين هذا وذاك، ولكم أن تعترفوا وتُذعنوا للّه الواحد القهّار فأنتم أمامَ شعبٍ لا يُقهر.