“فجر الصحراء” أكّـدت زوالَ الوَصاية
موقع أنصار الله || مقالات || منير الشامي
لا شيء يثير جنون مملكة الإجرام أكثر من رؤيتها لتلاشي هيمنتها على اليمن وتبخر وصايتها وانقشاع ضباب تحكمها في القرار اليمني، فحتى انكسار عنجهيتها وتمزيق كبريائها بعمليات توازن الردع الهجومية التي تجلَّى فيها بأسُ الأسلحة اليمنية ونجح بضرب منشآتها العسكرية والاقتصادية في عمق أراضيها، وذوبان قوتها المفرطة بعتادها وعديدها تحت أقدام أبطالنا الحفاة وتمريغهم أنف حلفها اللعين في وحل الهزيمة والتنكيل طوال سنوات، فلم تفقد توازنها كما يحدث لها تجاه استشعار تلاشي هيمنتها على اليمن رغم فداحة المصيبة وعظمة الفضيحة من خزي الهزيمة وعار الانكسار الذي لحق بها؛ لأَنَّها تحاول أن تظهر نفسها متماسكة قدر ما تستطيع أمام نتائجَ عكسيةٍ وكارثية عليها وعلى سياسة استكبارها لم تكن تتوقعها إطلاقاً.
ولعل من يتأمل حالة التخبط الهيستيري الذي عاشته مملكة الإجرام في الفترة القليلة الماضية يتيقن أن سبب دخولها هذه الحالة هي عملية فجر الصحراء؛ كونها أسفرت عن تطهير منطقة يمنية ظلت محظورة بكل ما يجري فيها عن اليمنيين لعقود طويلة من الزمن.
والدليل على ذلك هو تزامن تصعيد قصفها الإجرامي على العاصمة وبقية المحافظات مع بداية تحَرّك قواتنا لتطهير “اليتمة”، ولعل الحقائق التي بدأت تتكشف عما كان يجري في هذه المنطقة تفسر هيستيرية نظام الرياض وجنونه؛ بسَببِ فقد هيمنته كما أن الأيّام القادمة قد تكشف عمليات إجرامية لنظام الرياض في استنزاف ثروات من هذه المنطقة وما جاورها.
ما ورد في بيان المجرم تركي المالكي الذي أعلن نظام الرياض عن موعده مسبقًا على غير العادة كان ترجمةً لحالة التخبط والهستيريا الذي يعيشها، فالإعلان عنه مسبقًا جعل الكثيرَ من أتباع ومؤيدي نظام الرياض يتوقعون أنه سيكشف عن معلومات خطيرة فعلاً وغيرَ متوقعة، ولذلك كان نصيبهم كَبيراً من الخيبة والخزي بعد سماع ذلك البيان الهزلي والمضحك، فلم يكشفْ عن شيء جديد، بل إنه عَرَّى مملكة الإجرام وتحالفها اللعين وفضح ضعف وهشاشة جهاز مخابراتها الفاشل التي قرّرت بث مقاطعَ هزلية مفبركة خدعت بها وبإقرار من ناطقه الرسمي بتعابير شكوى واستجداء أقرب إلى البكاء منه إلى الإنجاز، إضافة إلى ذلك فَـإنَّ ما تضمنه تلك المشاهدُ من وجود صلة لحزب الله بالقوى الوطنية المدافعة عن الوطن يعكس غباء وحماقة نظام الرياض لزيف المشاهد ولكون أنصار الله جزءاً من محور المقاومة، وهذا أمرٌ معلَنٌ من بداية الأحداث بلسان السيد عبدالملك وبلسان السيد حسن يحفظهما الله ويرعاهما، ونحن لا ننكر ذلك شعباً وقيادةً بل هو محل فخر واعتزاز لنا جميعاً.