فجرُ الصحراء.. أكبرُ من عملية تحرير جغرافيا

‏موقع أنصار الله || مقالات ||د. مهيوب الحسام

ليست مديرية اليتمة ولا محافظة الجوف لوحدها، بل إن كُـلّ المحافظات اليمنية كانت مستباحةً طوال أَيَّـام العهد الوصائي ونظامه من قبل عدوان اليوم سواء أصيله الإنجلوصهيوأمريكي أَو أدواته التنفيذية وعلى رأسها نظام كيان العدوان السعوديّ وإن تميزت محافظةُ الجوف ومديرية اليتمة تحديداً بالاستباحة الكلية ومصادرة حرية أبنائها وممنوع تواصلها جغرافياً وديموغرافياً مع أبناء الشعب اليمني وممنوع السيطرة أَو بسط السيادة اليمنية عليها طوال60 عاماً تقريبًا وليس ذلك فحسب.

لقد ذهب العدوان السعوديّ ومعه نظام الوصاية على اليمن إلى منع أبناء اليتمة من حفر آبار مياه الشرب فيها وممنوعٌ عليهم وعلى أبناء أغلب مديريات الجوف تداول العُملة الوطنية اليمنية أَو التعامل بها وممنوع على الشعب اليمني استكشاف ثرواته في الجوف وعملية استخراجها، بل إن نظام العدوان السعوديّ قد ذهب بعيدًا ليسمي إحدى المناطق اليمنية المحتلّة سابقًا باسم الجوف ليكون لاحقاً كُـلّ ما يسمى بالجوف تحت نفوذه وسيطرته المباشرة.

كل ذلك وأكثر كان يحدُثُ دون ممانعة ودون اعتراض من قبل النظام الوصائي، حَيثُ إنه لم يكن النظام الوصائي بشقيه سواء قيادة السلطة بقيادة عفاش أو سلطة القيادة “قيادته” من الأحزاب التي كانت تسمي نفسَها معارضةً وهي “معارضة للشعب وليس لقيادة السلطة” بقيادة جماعة الإخواوهَّـابية ومشتركها من يسار اليسار الاشتراكي الأممي ويسار الوسط القومي سوى عملاء صغار ومندوبين لوصي الوصي السعودي الذي نصّبهم حكاماً على الشعب بأمره لا حكاماً للشعب فكان هَمّه إخضاع الشعب وتعبيده لسلطته الخانعة الخاضعة لسيده الوصي عدو الشعب.

لذا لم تكن عملية فجر الصحراء تحريراً للأرض في مديرية اليتمة فحسب، بل هي عمليةُ حرية وسيادة وخطوة هامة لها وزنها في بسط السيادة على كُـلّ الأراضي اليمنية المحتلّة واستعادة القرار الوطني الشامل على اليمن كُـلّ اليمن والعدوان بأصيله وأدواته ووكلائه يعلم ويدركُ أهميّةَ هذه العملية وقيمتها بالنسبة للشعب اليمني العظيم وأهميتها وخطورتها عليه وعلى مستقبله في اليمن ومستقبل بقائه واحتلاله للأراضي اليمنية ويظهر ذلك من ردة فعله جراء هزيمته في هذه البقعة الغالية من الأراضي اليمنية وما يقوم به من قصف وغارات هستيرية على المدنيين في العاصمة صنعاء وفي غيرها من المدن والمناطق والمحافظات الحرة.

إن فجر الصحراء بدأ من اليتمة محافظة الجوف ليشرق بعون الله حرية وسيادة واستقلالاً على اليمن كلها وعزة وكرامة وانتصاراً نهائيًّا ناجزاً لكل أبناء الشعب اليمني العظيم وستمتد إشعاعاته لتضيءَ لأبناء شعب الجزيرة العربية كله دروب الحرية والعزة والكرامة ولتكون اليمنُ منارة هدى ومشعلَ حرية ونوراً لكل شعوب أمتها وليمثل الشعب اليمني مدرسة لكل الشعوب الحرة.

وستبقى مديرية اليتمة وكل مديريات محافظة الجوف ومأرب وغيرها من المحافظات والموانئ والجزر اليمنية التي تم احتلالها ويتم تحريرُها تباعاً شاهدة على الخزي والعار لنظام الوصاية واللعنة الأبدية بوجهه التي ستلاحقه للأبد.

 

قد يعجبك ايضا