الرجل الذي لا ينام

موقع أنصار الله || مقالات ||منصور البكالي

بهذه الصفة تصف الاستخبارات الأمريكية الصهيونية الشهيد الجنرال قاسم سليماني، ومن هو قاسم سليماني الذي أقض مضاجع قوى الاستكبار العالمي وأجهزتها الاستخباراتية؟

الجميع في هذا العالم يعرف الشهيد سليماني من عمله الجهادي في سبيل الله الذي لم يقتصر على دولته إيران فحسب، بل تعداه إلى مشاركاته الريادية في دعم ومساندة حركة المقاومة بفلسطين المحتلّة وتزويدهما بالخبرات الصناعية العسكرية، وكذا الدور في التصدي لأدوات أمريكا وإسرائيل “القاعدة وداعش” في الجمهورية العربية السورية وفي العراق الشقيقة، ولما كان لأدواره من أثر بالغ في هزيمة محور الشر الامبريالي في المنطقة برمتها.

فالرجل الذي لا ينامُ قبل استشهاده أهّل وبنى جيوشاً من الرجال الذين لا ينامون أَيْـضاً في فلسطين ولبنان والعراق وسوريا، قبل أن يعرفَه زملاؤه وأقرانه وإخوانه من المجاهدين العظماء في الشعب الإيراني.

ومن أراد اليوم أن يكون في خانة الرجال الذين لا ينامون؛ مِن أجلِ الله وفي سبيل الله، وفي خندق رجال الله ما عليه سوى معرفة عدوه الذي يقتُلُ الأطفال والنساء والكبار والصغار، ويحتل الشعوبَ وينهب ثرواتها ويصادر حرياتها وينتهك كراماتها، عليه أن يلتحقَ بمحور المقاومة في هذا العالم، وعليه أن لا يسمح لضميره ولعزمة ولإرادته ولرجولته بالنوم مطلقاً.

فكيف ينام من تحتل مقدساته ويغيَّر ويزيَّف دينه؟ وكيف ينام من يُسفك دم أبناء أمته؟ وكيف ينام من يقتل ويحاصر شعبه أَو أي شعب في هذا العالم؟

بل كيف ينام من يشاهد مذابح تُرتكب بحق شعوب الأُمَّــة في سوريا والعراق واليمن؟ وكيف ينام من دُمّـر منزله أَو منزل جاره بغارات طيران قوى الشر العالمي واستشهد تحت أسقفها الأطفال والنساء والشيوخ؟

وبالله عليكم كيف له أن ينام أَو أن يغمض جفن عينه وهو في اليمن المعتدى عليه وَالمحاصر براً وجواً وبحراً منذ سبعة أعوام؟ وكيف ينام من هو فلسطين المحتلّة؟ وكيف ينام من هو في سوريا المدمّـرة؟ وكيف ينام من هو في العراق الجريحة والممزقة؟ وكيف ينام كُـلّ عربي مسلم يشهد بأن لا معبود سوى الله، ويعرف أنه ينتمي لخير أُمَّـة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، بالله عليكم كيف سينام هؤلاء!

لا ولم ولن ينام من هو رجل بكل معاني الرجولة في زمن تتواجد فيه أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وقوى الشر والبغي والعدوان والاستعباد للبشرية في هذا العالم، بل لا يمكن للنوم نفسه أن يجد إليه سبيلاً، إلا بعد استشهاده وفوزه بفضل الله، وهناك عند ربه سينامُ قريرَ العين.

فنم أيها الشهيد العظيم سليماني، واخلدوا يا كُـلَّ شهداء محور المقاومة في نومكم بعد أن طال سهرُكم وإرهاقكم وجهدُكم في سبيل الله، ونذرتم حياتكم ومماتكم ونومكم وسهركم له، فنم قريرَ العين وليسهر أعداؤك وأعداء امتك أعداء الله، بل أنه زمن قل فيه الرجال الذين لا ينامون مِن أجلِ الله.

قد يعجبك ايضا