سيناريو “نهاية إسرائيل” يعود إلى قائمة الرعب الصهيونية
بعد قصف صنعاء للعُمق الإماراتي
|| صحافة ||
محللون عرب: أمام الإمارات الذهاب سريعاً إلى النسخة 2 من قرار انسحاب قواتها في 2019 من اليمن
وسائل إعلام إسرائيلية : إسرائيل تستعد لسيناريوهاتٍ مُماثلةٍ لقصف صنعاء لأبو ظبي واقترحت المُساعدة بالتحقيق
الاحتلال يُجري تجربة على صواريخ “أرو” المُضادّة للصواريخ الباليستية
سفير إسرائيل بواشنطن: الصواريخ الإيرانيّة الدقيقة ستتسبب بأضرارٍ هائلةٍ وستزرع الدمار الشامِل وأربعة آلاف صاروخٍ يوميًا
القصف بالصّواريخ والمُسيّرات للعُمق الإماراتي وإن كان مُتوقّعًا بالنسبة للشعب اليمني يُشكّل تطوّرًا خطيرًا، غيّر كُل قواعد الاشتِباك ونقل الحرب اليمنيّة إلى مرحلةٍ جديدة من الصّعب توقّع تطوّراتها وفق ما يقوله محللون للشأن العسكري والسياسي اليمني.
فإذا كانت دولة الاحتِلال الإسرائيلي التي تَبعُد عن صنعاء حواليّ 1600 كيلومتر، وهي نفس المسافة التي تبعدها (أيّ صنعاء) عن أبو ظبي، باتت تشعر بالرّعب والقلق، لأنّها قد تكون الوجهة القادمة للمُسيّرات والصّواريخ الباليستيّة اليمنية، فكيف سيكون حال دول التحالف العربي في هذه الحرب، والإمارات خاصَّةً؟ يتساءل محلل سياسي عربي.
هذا القصف غير المسبوق للعُمْق الإماراتي إمّا سيُؤدّي إلى التّسريع بإيجاد حل لإنهاء الحرب اليمنيّة، أو تصعيدها، وتوسيع دائرتها، ودُخول أطراف إقليميّة أُخرى فيها، وخاصَّةً دول وأذرع محور المُقاومة، على غِرار ما حدث في سوريا، وفي جميع الأحوال فإنّ مُفاجآت العام الجديد بدأت في الظّهور أسرع ممّا تصور المهتمون بشؤون المنطقة.
الإمارات.. والاستدارة إلى الخلف
وفقا للمعطيات الحالية سيكون من الحكمة بالنسبة للإمارات إعادة الاستدارة الى الخلف والذهاب الى النسخة 2 من قرارها عام 2019 بسحب قوّاتها بشَكلٍ مُتدرّج من اليمن بعد تعاظم خسائرها البشريّة التي يُقدّرها البعض بمقتل أكثر من 150 جُنديًّا، وإصابة المِئات، وكان من أبرز المُصابين نجل الشيخ حمدان بن زايد وزير الخارجيّة الأسبق، ومُحافظ المنطقة الشماليّة، وزوج ابنة الشيخ محمد بن زايد، وليّ عهد أبو ظبي والحاكم الفِعلي للإمارات، وكانت إصابته خطيرة ومُعقّدة.
بدون الحكمة ستلقى الإمارات صنوف التنكيل اليمني بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة التي لن تظل طريقها الى مراكز نهضة وقوة الإمارات الاقتصادية المجدولة في قوائم حسابات القوات المسلحة اليمنية بدقة للرد عند الطلب.
إسرائيل.. رعب مضاعف
أما بالنسبة لدولة الكيان الإسرائيلي فهي من النوع الذي يفهم رسائل اليمنيين جيدا وتعمل بالمثل الذي يقول : إياك أعني واسمعي يا جارة، فعقب الهجوم اليمني المزلل الذي طال الإمارات تحدثت مصادر أمنيّة وسياسيّة وُصفت بأنّها رفيعة المُستوى في كيان الاحتلال، لمراسل الشؤون السياسيّة في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة، إيتمار آيخنر، كشف من خلالها النقاب عن أنّ إسرائيل تنظر بقلق إلى هجوم الطائرات المسيّرة على أبو ظبي الذي نُسب إلى “القوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية” ، لافتًا إلى أنّهم يستعدون في دولة الاحتلال لسيناريوهات هجوم مماثلة تستهدف أهدافًا إسرائيلية من جانب مَنْ أسماهم وكلاء إيران، أيْ حزب الله اللبنانيّ وحركة حماس في قطاع غزّة.
وبحسب المصادر التي اعتمد عليها الصحافيّ آيخنر، فإنّ إسرائيل اقترحت على الإماراتيين المساعدة في التحقيق بالحادثة، وهي تحاول الاستفادة من الحادثة لاستخلاص العبر لإحباط هجماتٍ مشابهةٍ ضدّها في المستقبل، على حدّ قول المصادر الرفيعة في تل أبيب.
الكلفة الصهيونية الباهظة
في سياق متصل، نقلت رأي اليوم اللندنية أعلان وزارة الأمن الإسرائيليّة مساء أول من أمس الثلاثاء أنّها أجرت “تجربة إطلاق مخطّط لها مسبقًا للنسخة الجديدة من نظام “أرو” المضاد للصواريخ الباليستية، وأنّه تمّ اختبار النسخة الأكثر تطورًا من منظومة (Arrow 3منظومة حيتس 3)، بنجاح لأول مرة في شباط (فبراير) من العام 2018، بعد شهور من التأخير والمشكلات الفنية”، على حدّ إعلان الوزارة، الذي اقتبسته جميع وسائل الإعلام العبريّة على مختلف مشاربها.
وبحسب موقع (WALLA)، الإخباريّ-العبريّ، فقد تمّ تطوير منظومة “أرو” في إطار برنامج إسرائيلي- أمريكي مشترك، مصمّم لإسقاط الصواريخ الباليستية العابرة للقارات خارج الغلاف الجوي، والقضاء على المقذوفات ورؤوسها الحربية النووية أو البيولوجية أو الكيميائية أو التقليدية القريبة من مواقع إطلاقها.
ووفقا للمؤسسة الأمنيّة في كيان الاحتلال، كما نقل الموقع الإسرائيليّ، فإن منظومة “حيتس”، ومعناها بالعربيّة سهم، هي عنصر أساسي في الجهاز الدفاعي المتعدّد الطبقات، إلى جانب القبة الحديدية والعصا السحرية، على حدّ قولها.
علاوة على ما ذُكِر آنفًا، جاء في بيان المؤسسة العسكريّة الإسرائيليّة أنّ “نجاح التجربة يشكل ركيزة أساسية مهمة في القدرة العملياتية لإسرائيل للدفاع عن نفسها، ضد التهديدات الموجودة والمستقبلية على الساحة وفي دوائر التهديد المختلفة”، على حد زعمه.
وكان سفير تل أبيب السابِق بواشنطن، مايكل أورن، قد كشف النقاب عمّا أسماه “سيناريو نهاية إسرائيل”، حيثُ أكّد أنّ 4 آلاف صاروخ إيرانيّ دقيق ستدُكّ يوميًا الدولة العبريّة، مُشدّدًّا في ذات الوقت على انهيار منظومات الدفاع وشلل الكيان وعزله كليًّا عن العالم وإخلاء مئات الآلاف من المُستوطنين الإسرائيليين في محاولةٍ لحمايتهم.
رعب آخر من الصواريخ الايرانية الدقيقة
أكّد السفير، الذي تناولته صحيفة (هآرتس) العبريّة، أنّ الصواريخ الإيرانيّة الدقيقة جدًا، والتي ستسقط في عمق الكيان ستتسبب بأضرارٍ هائلةٍ وستزرع الدمار الشامِل في إسرائيل، ذلك لأنّ الصواريخ الإيرانيّة الدقيقة قادرةٌ على التغلّب على منظومة الدفاع المُسّماة إسرائيليًا (كيلاع دافيد)، والتي يبلغ سعر الصاروخ الاعتراضيّ الواحِد الذي تُطلِقه لإسقاط الصواريخ الإيرانيّة مبلغ مليون دولارٍ، على حدّ قول سفير تل أبيب السابِق في واشنطن.
صحيفة الثورة