التواطؤ الدولي إزاء الجرائم بحق الإنسانية في اليمن

 

موقع أنصار الله | تقارير| 28 جمادى الأخرة 1443هـ

رداً على تصعيد العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي نفذت القوات المسلحة بعونٍ من الله عملية إعصار اليمن الأولى والثانية، التي استهدفت الأولى عدداً من المواقع والمنشآت الإماراتية الهامة والحساسة بدويلة الامارات، واستهدفت الثانية مناطق حساسة في كيان العدو الاماراتي والسعودي، بحسب ما أعلنه العميد يحيى سريع الذي أكد بالقول: “لن تتردد في توسيع بنك الأهداف ليشمل مواقع ومنشآت أكثر أهمية خلال الفترة المقبلة”، معلنا “دولة الإمارات غير آمنة طالما استمر تصعيدها العدواني ضد اليمن”.

وهذا ترجمة عملية بأن القوات المسلحة اليمنية لن تتأخر كثيرًا عن تنفيذ ما وعدت به من استهداف للعمق الاماراتي، وأن الاستهداف النوعي داخل عمق دول العدوان سوف يستمر ويتصاعد، ما دام العدوان مستمرًا في حصاره ومسلسله الاجرامي من القتل والتدمير بحق اليمن وشعبه.

وهذا ما أكد عليه رئيس الوفد الوطني اليمني المفاوض محمد عبد السلام: “أنه طالما استمر العدوان علينا فنحن مستمرون في الرد وهذا موقف دفاعي ومشروع، مضيفًا أنه في حال قررت الإمارات ألا تُستهدف فعليها ألا تَستهدف الآخرين، وعندما يتوقف العدو عن الاعتداء على بلدنا عندها فقط يتوقف ردنا”.

 

قامت الدنيا ولم تقعد:

قامت الدنيا ولم تقعد، بعد نجاح عملية إعصار اليمن الأولى والثانية، وانهالت الادانات من كل صوب، فمنهم من قال إن تلك الهجمات “المشروعة” هي “محظورة” حسب زعمه بموجب القانون الإنساني الدولي”، ومنهم من توعد بتقديم المساعدات والدعم لدويلة الامارات وهذا حال كيان العدو الإسرائيلي الذي ظهر عليه الخوف والقلق البالغ من تلك الهجمات التي استهدفت أداته المطيعة، فيما أعرب مستشار الأمن القومي الأمريكي “جيك سوليفان” عن إدانته الشديدة للهجوم، وقال إن واشنطن ستتعاون مع الإماراتيين ومع شركائها الدوليين، وظهر ذلك التعاون سريعاً عندما دخلت القوات الأميركية الملاجئ عند استهداف القاعدة في أبو ظبي.

وأخر عقب تلقيه الكثير من الأموال المدنسة سارع بالإعراب عن خالص مواساته وتعازيه وهذا حال مجلس الأمن، الذي أصدر بياناً أكد فيه أن مثل هذه الهجمات بجميع أشكالها ومظاهرها تشكل أحد أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين. فيما أظهرت جامعة الدول العربية دورها المخزي في الإدانة كما هو معروف عنها دائماً.

 

مجلس الأمن تحكمه مصالح أمريكية:

في هذا السياق، أكد رئيس الوفد الوطني اليمني المفاوض محمد عبد السلام بأن مجلس الأمن تحكمه مصالح أمريكية، وأن البيان الأخير لم يأت بجديد، وجامعة الدول العربية باتت مكتبًا يتبع للسفارة السعودية في مصر، ولفت عبد السلام الى “أن الشعوب العربية تساند اليمن وهناك بعض المجاملات والمنافع المتبادلة في إطار المواقف الهامشية التي لن تؤثر علينا”.

ويمكن القول ان كل أولئك الحمقى متناسين أن صواريخ الاجرام لتحالف العدوان خلال السنوات السبع الماضية، قد حصدت كل مدينة وقرية وحي ومنزل في اليمن، ولم يفرق تحالف العدوان بين طفل وشاب ورجل وامرأة، واستمر في ارتكاب المجازر والجرائم الوحشية بحقهم طيلة سبع سنوات مضت، والتي ترقى بدون أدنى شكك إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية سيتم محاسبة مرتكبيها حتماً وإن طال الزمن.

 

استمرار ارتكاب الجرائم الوحشية:

قبل أن يجف حبر الادانات الواسعة والبيان الصادر من مجلس الأمن الدولي الذي طالب حكومة الوفاق الوطني وقوات الجيش واللجان الشعبية وقف الهجمات على قوى تحالف العدوان “دويلة الإمارات والسعودية”، جاء الرد الإماراتي السعودي بارتكاب بالمزيد من المجازر الوحشية في العديد من المحافظات اليمنية والتي خلّفت المئات من الشهداء والجرحى، وذلك بعدة غارات جوية استهدفت سجن الاحتياط بمدينة صعدة ومبنى الاتصالات وبعض الاحياء السكنية بمدينة الحديدة.

وعلى مرأى العالم، وفي ظل صمت الدول والأمم المتحدة، وبعد ساعات من ارتكاب مجزرة جديدة استهدف فيها طيران العدوان مبنى الاتصالات بمدينة الحديدة التي استشهد على إثرها العشرات من المدنيين جلّهم من الأطفال، ارتكب طيران تحالف العدوان مجدداً مجزرة اخرى استهدفت السجن الاحتياطي بمدينة صعدة، حيث أعداد النزلاء فيه مهولة، حيث ظل عدد كبير من الضحايا تحت أنقاض السجن إلى أن تم انتشالهم ليكون الحصيلة النهائية لمجزرة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في السجن الاحتياطي بمحافظة صعدة بعد انتهاء عمليات الإنقاذ وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض 91 شهيداً و236 جريحاً، كما أعلن بذلك وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل.

 

تقديم الضحية كالجلاد!!:

على نفس هذا المنوال، وعلى غرار الآلاف من المجازر والجرائم الوحشية، وسقوط الآلاف من الشهداء والجرحى نتيجة غارات تحالف العدوان على امتداد أكثر من سبع سنوات من العدوان على اليمن، مرت هذه المجازر الوحشية كأخواتها من الجرائم السابقة بصمتٍ مطبق ومخزي للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، فلم يحركوا ساكناً، بل كان الأسوأ من ذلك إن باتت مهمتهم تتجه صوب تقديم الضحية كجلاد، والجلاد والمعتدي كمدافع عن نفسه!، ولا غرابة في ذلك فتلك هي استراتيجية مجلس الامن تجاه العدوان على اليمن: “تقديم الضحية كالجلاد”.

وبعد كل مجزرة، يثبت العدوان الأمريكي السعودي الاماراتي وحشيته وانسلاخه من كافة القيم الانسانية، حيث ستضل دماء الشهداء من النساء والأطفال ملطخة بحيطان الأمم المتحدة ومنظماتها التي تتشدق بحقوق الانسان، وستكون وصمة عار تلاحقهم مدى التاريخ، فتلك جرائم ومجازر وحشية تخالف كل قوانين الإنسانية إلا أنه يُضرب بها حرض الحائط.

 

الوجه الحقيقي لمجلس الأمن:

تلك المجزرة والجريمة الوحشية كما صرح بذلك رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام، ليست سوى تعبير عن الوجه الحقيقي لمجلس الأمن الذي يمنح دول العدوان الغطاء السياسي والعسكري للاستمرار في قتل الشعب اليمني والعدوان عليه، واستمرار الحصار، لاسيَّما وأن القرارات والادانات الصادرة عن مجلس الأمن يتم تفصّيلها وفق النظرة الأمريكية وعلى مقاس الرغبة السعودية والاماراتية والتي تشجع تحالف العدوان على مواصلة شن الغارات العدوانية، وارتكاب المزيد والمزيد من الجرائم والمجازر الوحشية بحق الشعب اليمني المظلوم وفرض الحصار الخانق عليه.

وعلى صعيد الشواهد اعلاه، فإن مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة شريكان أساسيان في المجازر الوحشية وجرائم الابادة الجماعية التي ترتكب بحق الشعب اليمني من خلال صمتهما ومواقفهما المخزية والمنحازة تجاخ قوى العدوان على اليمن.

 

الصمت الأممي يساند قاتل الشعب اليمني:

إن الصمت المريب الذي تنتهجه الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمنظمات الإنسانية عند كل مجزرة يتعرض لها الشعب اليمني، ومع كل جريمة حرب ترتكب بحق المدنيين من النساء والأطفال يعزز اليقين لدى الجميع بأن الصمت الأممي هو القاتل الحقيقي للشعب اليمني، إذ لا يمكن لتحالف العدوان من التمادي في ارتكاب المزيد من المجازر والجرائم الوحشية والمذابح الجماعية بحق المدنيين إلا نتيجة ثقته بتواطؤ المنظمات الأممية وتغاضيها مدفوع الثمن عن كل جرائم الحرب اليومية التي يتباهى العدوان باقترافها على مرأى ومسمع العالم.

 

لولا الدعم الأمريكي لما اُرتكبت هذه الجرائم:

نجزم بالقول انه مهما تعددت الجرائم والمجازر الوحشية فإن أمريكا هي تلك التي تمعن ‏في ارتكاب الجرائم والمجازر الجماعية بحق الأطفال والنساء في اليمن منذ سبعة أعوام خلت، فالنظام السعودي والاماراتي لن يجروا على ارتكاب هكذا مجازر وحشية لولا الدعم الأمريكي الكامل، لاسيما في ظل الإصرار الصريح على ارتكاب جرائم بشعة ومجازر وحشية بحق الإنسانية في اليمن، وتوفير غطاء أممي للمجرمين القتلة.

وطالما أن النظام السعودي والإماراتي يخدمان المخططات والمصالح الأمريكية فإن كل شيء في اليمن من منشئات مدنية ومدارس ومستشفيات وأسواق تعد أهدافاً عسكرية مشروعة في نظر أولئك المجرمين، أضف إلى ذلك فإن قتل وتشويه الأطفال والنساء في اليمن يتناسب كلياً مع القانون الدولي والإنساني الذي تهيمن عليه أمريكا، فتلك المجازر الوحشية نتيجة للمواقف الأمريكية الداعمة لاستمرار هذا العدوان، والتي شجعت النظام السعودي والإماراتي على الايغال أكثر في سفك دماء الشعب اليمني المظلوم، فلولا الدعم الأمريكي لما كانت هذه المجازر والجرائم؛ لتكون أمريكا بدون أدنى شك هي المسؤول الأول عن كل قطرة دم يمنية يسفك، والموت لأمريكا ولازم ما تموت.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com