كيف يمكن لتقلبات الطقس أن تضر بصحتنا!
موقع أنصار الله – صحي– 6 رجب ١٤٤٣هـ
يعرف على نطاق واسع أن تقلبات الطقس يمكن أن تؤثر على المزاج، وأبرز مثال على ذلك الاصابة بالاضطراب العاطفي الفصلي.
وعلى الرغم من ثبوت تأثير الطقس على الصحة النفسية، إلى أن إلا أن الأمر لا يتوقف للأسف عند هذا الحد، بل إن التأثر يمكن أن يطال الصحة الجسدية، من الصداع النصفي والربو إلى الإصابة بالنوبة القلبية.
وهنا نسرد لكم تقلبات الطقس وتأثير كل منها على الصحة:
رياح شديدة: الإجهاد والصداع النصفي
عندما تهب عاصفة في الخارج، يمكن أن يتفاعل الجسم كما لو كان يتعرض للهجوم وينتج ما يسمى بردود فعل الكر والفر (الاستعداد للقتال أو الهروب)، مثل ارتفاع معدل ضربات القلب والعواطف المتزايدة.
وفي الوقت نفسه، يمكن أن تؤدي ظروف الرياح إلى حدوث الصداع النصفي.
وأحد الأسباب هو التأثير على منطقة ما تحت المهاد، وهي منطقة الدماغ التي تراقب وظائف الجسم، وما يمكن أن يؤدي إلى انقباض أو تورم الأوعية الدموية في الرأس ما قد يسبب الألم المصاحب للصداع النصفي.
أمطار غزيرة: زيادة الوزن والإشريكية القولونية والتهاب المفاصل
وجد فريق من جامعة أبردين أن الطقس البائس الرطب يجعل من الصعب على أخصائيي الحميات التخلص من الوزن.
وتوصلوا إلى أن أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن لديهم مستويات أقل من فيتامين D، الذي ينتجه الجسم عند التعرض لأشعة الشمس.
وتؤثر كمية فيتامين D في الدم على عمل هرمون يسمى اللبتين، والذي يخبر الدماغ عندما تكون المعدة ممتلئة.
وأنتجت السمنة فيتامين D أقل بعشر مرات من أولئك ذوي الوزن المتوسط.
وربما ترحب المحاصيل بالمطر، لكن أولئك الذين يعيشون في المناطق الريفية لن يفعلوا ذلك لأنه يزيد من خطر الإصابة بالإشريكية القولونية، حيث يحتوي ملاط المزارعين على بكتيريا الإشريكية القولونية O157 من روث الماشية، ويمكن للأمطار الغزيرة أن تغسل الطين إلى تيارات وتشكل بركا، ويمكن بعد ذلك العثور على البكتيريا في الوحل الملتصق بالأحذية، أو تنتشر عن طريق الحيوانات الأليفة.
كما أن أولئك الذين يحملون ندوبا كبيرة في أجسامهم لن يستمتعوا بالمطر أيضا، حيث أنه عندما ينخفض الضغط الخارجي، فقد يتسبب ذلك في تمدد الأنسجة الطبيعية وانقباضها.
ولكن نظرا لأن النسيج الندبي ليس مرنا، ولكنه كثيف وصلب، فهو غير قادر على التكيف مع التغير في الضغط، ما يؤدي إلى إحساس بالشد قد يؤدي إلى الشعور بألم شديد.
وتدعي النساء المسنات أيضا، بأن الطقس الرطب يجعل آلام المفاصل والتهابها أسوأ.
وعلى الرغم من عدم وجود دليل قاطع لتفسير ذلك، فقد يكون ذلك بسبب مستقبلات الضغط في المفصل التي تستشعر انخفاض الضغط الجوي عندما يتغير الطقس من جاف إلى ممطر.
ثم يتقلب مستوى السائل في المفصل استجابة لهذه التغييرات، ما قد يؤدي إلى حدوث ألم في الأعصاب.
عواصف رعدية: الصداع والربو
غالبا ما يؤدي التغيير في الضغط الجوي قبل حدوث عاصفة رعدية إلى حدوث الصداع.
وعندما ينخفض الضغط، يبدأ الدماغ والخلايا العصبية في التفاعل بشكل مختلف، ما يتسبب في ألم الرأس.
ويجد العديد من المصابين بالربو أيضا أن حالتهم تزداد سوءا إذا كانت هناك عاصفة رعدية عندما يكون عدد حبوب اللقاح مرتفعا.
والطقس العاصف الذي يسبق العاصفة يمكن أن يخفق حبوب اللقاح. وفي الوقت نفسه، يمكن أن تؤثر الشحنة الكهربائية الناتجة عن العاصفة على المدة التي يتم خلالها الاحتفاظ بحبوب اللقاح في الرئتين، ما قد يؤدي إلى حدوث نوبة.
الطقس الحار: الكآبة/ الحزن الشديد
يزيد الطقس الحار من مخاطر الانتحار، وفقا للمعهد البريطاني للطب النفسي.
وغالبا ما تحدث حالات الانتحار عندما يكون الناس في حالة سُكر طفيف ومن المرجح أن يحدث هذا عندما يكون الطقس حارا، كما يقترح الطبيب النفسي الاستشاري الدكتور جان وايز.
الجو البارد للغاية: النوبات القلبية والسكتات الدماغية ونزلات البرد والإنفلونزا
يُعتقد أن درجات الحرارة الباردة تتسبب في تضيق الشرايين، ما يحد من تدفق الدم ويقلل من إمداد القلب بالأكسجين، وبالتالي يمكن أن يتسبب هذا في السكتة الدماغية.
كما أن الطقس البارد يجعل القلب يعمل بجهد أكبر لأن هناك حاجة إلى مزيد من الأكسجين للحفاظ على حرارة الجسم. وهذا يمكن أن يؤدي إلى نوبة قلبية لدى الأشخاص المعرضين للخطر مثل كبار السن.
واكتشف باحثون ألمان أيضا أن خمسة أيام متتالية فقط من الطقس الأكثر برودة من المتوسط أدت إلى زيادة مستويات مادتين كيميائيتين في الدم يمكن أن تسبب التهابا في الأوعية الدموية.
ومن المرجح أيضا أن تحدث السكتة الدماغية لأن الدم يزداد كثافة في الطقس البارد، ما يزيد من خطر الإصابة بتجلط الشرايين التاجية والدماغ.
ونصاب بنزلات البرد أكثر في الشتاء لأن تبريد الأنف يتسبب في تباطؤ الخلايا المكافحة للعدوى فيه، وفقا لبحث من مركز البرد المشترك بجامعة كارديف.
كما أن البرد يبطئ الشعيرات الصغيرة التي عادة ما تزيل الفيروسات في المخاط ، كما تقول.
ويعتقد العلماء أن فيروسات الإنفلونزا تميل إلى الضرب في الطقس البارد، لأنه خلال درجات الحرارة المنخفضة يتشكل غلاف مطاطي صلب حول الفيروس، ما يمنحه الحماية التي يحتاجها للانتقال من شخص لآخر.
ويذوب هذا الغلاف في درجات الحرارة المرتفعة في الجهاز التنفسي، ما يسمح للفيروس بإصابة الخلايا.
رطوبة عالية: التهابات الأذن والنقرس
تصبح عدوى الأذن الخارجية – أو التهاب الأذن، أكثر شيوعا عندما تكون الرطوبة عالية، حيث تزداد احتمالية إصابة قناة الأذن بالرطوبة. وهذا يخلق بيئة دافئة ورطبة مثالية للبكتيريا لتزدهر.
والتهاب الأذن هو التهاب يصيب الجلد المبطن لقناة الأذن ويمكن أن يسبب الحكة والإفرازات. ووجدت الأبحاث في مستشفى النهضة في عمان أن الأشخاص الذين يعيشون في المناطق ذات الرطوبة العالية كانوا أكثر عرضة للإصابة بمشاكل شمع الأذن بسبب هذه البكتيريا.
وتوصلت دراسة أجرتها جامعة بوسطن إلى أن نوبات النقرس تكون أكثر تكرارا في الأيام التي ترتفع فيها نسبة الرطوبة، ربما بسبب آثار الجفاف.
لا سحب في السماء: شيخوخة الجلد والسرطان
بينما يجب أن نعرف جميعا الآن مخاطر الجلوس في الشمس دون أي حماية من الأشعة فوق البنفسجية، يمكن أن تساعد الأشعة في الواقع في الحماية من السرطانات الأخرى.
وفحصت دراسة أجراها معهد أبحاث السرطان في أوسلو ما حدث للأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان، ووجدت أن خطر الوفاة في غضون ثلاث سنوات من تشخيص سرطان البروستات أو الثدي أو القولون أو الرئة، أو سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين، يصل إلى 50% بالنسبة لأولئك الذين تم تشخيصهم خلال الصيف والخريف مقارنة بالشتاء.
وقد يكون أحد التفسيرات هو أن فيتامين D يمكن أن يساعد في وقف نمو الأورام.