أكاديميون وسياسيون وإعلاميون: بريطانيا الطاعون الأكبر في تدمير اليمن

أكّـدوا أن لندن هي العدوّ التاريخي للمنطقة وصاحبةُ التاريخ الاستعماري البغيض في الدول العربية والإسلامية

|| صحافة ||

كرّر قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه الأخير بمناسبة جمعة رجب الإشارةَ إلى الدَّورِ البريطاني وتدخُّلِه السافر في العدوان على اليمن، معتبرًا أن العدوان مهما حشد وجمع فَـإنَّ مصيره إلى زوال وأنه آيل إلى الفشل.

وجاء خطاب السيد بهدوء واتِّزان، موجِّهاً للشعب اليمني الكثير من الرسائل الهامة، محاولاً شَدَّهم إلى الله عز وجل، والتمسك بالهُــوِيَّة الإيمانية؛ لأَنَّها السبيل الوحيد لتحقيق الانتصار على الغزاة، والمحتلّين، لافتاً إلى أن النظامين السعوديّ والإماراتي يتوددان إلى الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، لكنهما في الوقت ذاته وعن طريق أعمالهم المتوحشة والإجرامية يحظون بالسخط من الله العلي العظيم، وهذا كفيل بهزيمتهم وفشلهم.

وخلال العدوان الأمريكي السعوديّ على بلادنا، كان واضحًا الدور البريطاني في هذه المعركة، فهي التي تدير المِلَفَّ اليمني في مجلس الأمن، كما أنها تزوّد النظامين السعوديّ والإماراتي بالأسلحة، وتشارك في غرف العمليات، ولها تواجد على الأرض من خلال احتلال مطار الغيظة بمحافظة المهرة، كما أنها المحرك للنظام الإماراتي في جميع التحَرّكات باليمن.

 

بريطانيا العدوّ التاريخي للإسلام

ويقول الناشط السياسي عبد العزيز أبو طالب: إن قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ركز في حديثه عن الدور البريطاني في عدوانه على اليمن؛ باعتبَار أن ما يجري في بلادنا لا يعدو عن كونه حلقة من سلسلة المشروع الأمريكي الغربي الصهيوني في المنطقة العربية والإسلامية”.

ويضيف أبو طالب في حديثه لصحيفة “المسيرة” أن بريطانيا تمثل العدوّ التاريخي للمنطقة وصاحبة التاريخ الاستعاري البغيض في كثير من الدول العربية والإسلامية، موضحًا دورها الأَسَاسي في تأسيس الكيان الصهيوني وغرسه في جسد الأُمَّــة الإسلامية، وأنها شنت الحروب؛ مِن أجلِ البقاء على الكيان الصهيوني والحفاظ عليه.

ويشير إلى أنه وبعد بزوغ نجم الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية وانحسار بريطانيا كقوة استعمارية -بعد فترة التحرّر- توارت بريطانيا خلف الأمريكي واصطفت معه في تحالف إنجلوساكسوني بغيض، نفّذا فيه الكثيرَ من المؤامرات على الأُمَّــة”، متابعاً بالقول: وفي اليمن لا يغيب دور بريطانيا الإجرامي سواء السياسي أَو العسكري ببيع السلاح للنظامين السعوديّ والإماراتي أَو بقوات خَاصَّة مشاركة في غرف الحرب العدوانية على اليمن أَو خلايا العمالة أَو قوات تجسس، كما أعلنت هي بنفسها.

ويوضح أبو طالب أن السيد القائد -يحفظه الله- أوصل رسالة مفادها أننا في اليمن ندرك طبيعة الدور البريطاني الإجرامي وما تقوم به من توريط لأدواتها سواء السعوديّ والإماراتي، وَأن من يصطف معها من أبناء الأُمَّــة وأن عاقبتهم الخسارة كما هي سنة الصراع بين الحق وَالباطل.

ويختم أبو طالب حديثه بالقول: في تكراره لذكر بريطانيا في خطابه إلى جانب الأمريكي والصهيوني يشير السيد القائد -يحفظه الله- إلى خطورة ما تقوم به بريطانيا من تدخل ودعم وعدوان وأن ذلك سينعكس عليها وعلى مصالحها في المنطقة.

 

بريطانيا تمارسُ سياسةَ فرّق تسُدْ

من جانبه، يؤكّـد أُستاذ القانون الدولي الدكتور حبيب الرميمة أن خطاب قائد الثورة في جمعة رجب وتركيزه على الدور البريطاني في العدوان على البلد له دلائل عميقة تكمن في أنه هذا اليوم هو يوم دخول أهل اليمن الإسلام بما كرسه من مبادئ الرحمة، وقناعة أهل اليمن بانتهاج هذه المبادئ دوناً عن بقية المعتقدات الأُخرى، بمعنى آخر أن أهل اليمن حسموا خيارهم بأن يظلوا على ذلك النهج، وبهُــوِيَّتهم الإيمانية والإيمانية، رافضين كُـلّ الثقافات المغلوطة التي تحاول الدول الغربية تقديمها كبديلٍ عن ثقافة القرآن الكريم، وعلى رأس تلك الدول بريطانيا ومن بعدها أمريكا.

ويذكر الرميمة أن الاستعمار البريطاني كان له دور كبير منذ القرن الثامن عشر الميلادي في بسط هيمنته على العالم كإمبراطورية تسعى إلى احتلال الدول بواسطة تغيير الفكرة، فالإنسانُ عبارةٌ عن فكرة، فإذا استطعت تغييرَ الفكرة استطعت السيطرة عليه.

ويضيف الرميمة: “هكذا كانت فلسفة زعمائها في إخضاع الشعوب لها، وكذلك مبدأ فرق تسد.

ويعتقدُ الرميمة أن دول الاستكبار العالمي تعمل بمبدأ فرّقْ تسُدْ وأن على هذا الأَسَاس قامت تلك الدول بغرس أفكار دخيلة على الإسلام، وشجّعت ودعمت المذهبَ الوهَّـابي المنحرف انطلاقاً من نجد في الجزيرة العربية والذي على أَسَاسه تم تغيير فكرة الدين من رحمة واعتصام بحبل الله، إلى عذاب وذبح وتفرق وتكفير للأُمَّـة.

ويؤكّـد أن المذهب الوهَّـابي حقّق ما تطمحُ إليه بريطانيا، حَيثُ أنه سبّب فجوةً داخل الأُمَّــة الإسلامية وجعل أبناءها ضعفاء، ناهيك عن الوهن والتذمر الذي وجد داخل الأُمَّــة، الأمر الذي أَدَّى إلى اقتناع كثير من أبنائها بالثقافة الغربية المادية العلمانية، ووصل الحال بما وصل إليه من قبول بعض الشعوب التطبيع، وتغيير المناهج، وتسخير ثروات بلدانهم تحت قهر أسر زرعتها بريطانيا كما هو حاصل في الخليج.

ويلفت الرميمة إلى أن قائد الثورة -يحفظه الله- ركز في خطاب جمعة رجب ذاك اليوم المشهود للهُــوِيَّة الايمانية على عظمة التمسك بالهُــوِيَّة الايمانية واليمانية في مواجهة كُـلّ مشاريع الوهن والتمزيق والخنوع للثقافة الاستعمارية الغربية، منوِّهًا إلى أن الثقافة القرآنية التي يدعو إليها قائد الثورة كفيلة بصنع مجتمع قوي ومتماسك واثق بالله متحدياً لكل التهديدات والمخاطر التي تحاول دول الاستكبار من خلال أدواتها أن توصله إلى وضعية الضعف والاستسلام والتسليم لغير الله.

 

دورٌ خبيثٌ في العدوان على اليمن

بدوره، يقول رئيس تحرير صحيفة الثورة، عبد الرحمن الأَهنومي: إن الدورَ البريطاني في العدوان على اليمن رئيسي وبدأ أولاً بالتخطيط للعدوان ثم المشاركة فيه عبر دارة غرف عمليات ثم الدعم بالسلاح والتواجد على الأرض.

ويلفت الأَهنومي إلى أنه في محافظة المهرة المحتلّة يتواجد العديد من القادة العسكريين البريطانيين والذين يؤدون مهمة التجسس وإدارة عمليات العدوان على اليمن، مبينًا دور بريطانيا الخبيث في قيادة دول العدوان سياسيًّا.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا