هُمُ العدوّ فَاحْذَرْهُمْ
موقع أنصار الله || مقالات ||إيمَان قصيلة
اختلفت بشاعةُ وصفاتُ الإجرامِ في الحياةِ، لكن النفاقَ يلعبُ دورًا كَبيراً في أذيتِه وتخفِّيه، فقد تعددتِ الأسبابُ وتنوعت، لمَن يحمل صِفةَ النفاق في قلبه وتصرفاته، سواءٌ أكان ذلك السببُ لشدة الطمع، وحُبِّ الشر، أم بسَببِ الضعفِ والذِّلةِ والخوفِ والهوانِ، لكنَّه لا يعلمُ بأنه بنهاية طريقه في النفاق سيكونُ خاسرًا، ومهما كان مبتغاه من النفاق سيخسر.
عندما قال الله سبحانه وتعالى عن المنافقين في القرآن الكريم: {هُمُ العدوّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} لماذا تعتقدون كُـلّ هذا التحذير منهم؟
لأنهم أُولئك الذين ينشُرون الشائعاتِ والفوضى في أوساط المجتمع، هم مَن يطعنون الأُمَّــةَ من خلفها، متسترين بثيابِ الإيمَان وحُبِّ الوطن، مَن يحملون الرذيلةَ والسوادَ في نفوسهم، من يتتبعون طريق الشر والانحطاط وكلّ ذلك؛ بسَببِ جشعهم وطمعهم واتّباع أهوائهم.
وهذا ما حذّر منه السيدُ القائدُ في خطاب جمعة رجب، عندما تحدث عن المنافقين، بأنهم من ينقصُُهم المصداقيةُ في انتمائهم الإيمَاني، مَن يخالفون تعليماتِ وتوجيهاتِ الله سبحانَه وتعالى، وأنهم من ينتمون للإسلام ويدّعون الإيمَان، ولكنهم في واقع الحال ليسوا بصادقين تنقُصُهم المصداقية، انتماؤهم الإيمَاني وتوجُّـهاتهم العملية ومواقفُهم مغايرةٌ تماماً للانتماء الإيمَاني، فانتماؤهم في الدعوى شيءٌ ومواقفهم وتوجُّـهاتُهم العملية في مسيرة حياتهم شيءٌ آخرُ يتناقضُ تماماً مع الانتماء الإيمَاني.
فما هو الفرقُ بين المؤمن والمنافق؟
إن المؤمنين هم أُمَّـةٌ واحدةٌ لها موقفٌ واحد، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، يجمعُهم حُبُّ التعاون والسيرُ كالجسد الواحد، ووجودُ التوجُّـه الصادق لتحقيق الولاء والانتماء الإيمَاني من خلال حُب، واحترام، وتعاون مُتبادَل بين بعضهم البعض، ولاءٌ فيه المحبة فيه النصرة فيه التعاون فيه التكافل وفيه التكاتف كالجسد الواحد.
أما المنافقون فهم من ينحرفون بمَن يتأثرون بهم في مسألة الولاء نحو أفراد الأُمَّــة، من يحاولون تفريقَ الأُمَّــة، مَن قدموا مصالحَهم وأهواءَهم الشخصيةَ التي تجعلُهم أنانيين بعيدين عن المواصفات الإيمَانية التي أمرنا اللهُ بها.
المنافقون هم مَن يحاربون المعروفَ، من يسعَون لمنعِه في كُـلّ مجالات الحياة الاقتصادية، السياسية، الثقافية، الاجتماعية، هم من يعملون على إزاحة المعروف ليحلَّ بدلًا عنه المنكر، وإزاحة العدل ليحل محله الظلم، وإزاحة الصلاح ليحل محلها الفسادُ في كُـلّ شيء.
يُفترَضُ بالإنسان المنافِقِ أن يأخُذَ العبرةَ من سابقيه من غابر الزمان وماضيه في الأمم الأولى، وحتى في زمننا هذا على مستوى حاضرنا ويومنا الذي نعيشه، بأن كُـلَّ مَن أعلن الولاءَ لأمريكا و”إسرائيل”، وعمل كأدَاة أَو سلعةٍ يتاجرون بها لنشر النفاق والفوضى وزعزعة الأمن؛ مِن أجلِ مصالحِهم الشخصية وطمعهم في الحياة وارتزاقهم مقابل إيمَانِهم وشعبهم وأمتهم، خسروا كُـلَّ شيء جراء علاقتهم مع اليهود سلطتَهم وأموالَهم، وحتى آخرتهم.