خفايا زيارة رئيس كيان العدو الإسرائيلي لدويلة الامارات
حضر اليمن على طاولة النقاش في زيارة رئيس كيان العدو الإسرائيلي «إسحاق هرتسوغ» إلى دويلة الإمارات، وهذا الحضور يعكس مدى الانخراط الإسرائيلي في العدوان على اليمن، إلا أننا لا نعرف بالضبط ما الذي يمكن أن يقدمه كيان العدو الإسرائيلي لحماية دويلة الامارات وأمنها واستقرارها؟، وفي ضوء هذه المعطيات، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل يمكن أن تكون زيارة رئيس الكيان الصهيوني خلاصاً لدويلة لإمارات أم لا؟
خفايا الزيارة في هذا التوقيت بالذات:
إن أحد أهم جوانب الزيارة يتعلق بدافع دويلة الإمارات لجذب دعم الكيان الصهيوني في مواجهة الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة من قبل قوات القوات المسلحة اليمنية، حيث تشير تقارير صحفية إلى أن زيارة رئيس كيان العدو الإسرائيلي إلى الإمارات ركزت بشكلٍ خاص على قضية الهجمات اليمنية على الإمارات.
وتوضح استضافة دويلة الإمارات للرئيس الصهيوني «إسحاق هرتسوغ» في هذا التوقيت بالذات حقيقة خفايا الحرب العدوانية على اليمن، بوصفها باتت بالفعل حرباً بالوكالة عن كيان العدو الصهيوني، والتي – بحسب مراقبين- يمكن للمتابع أن يقرأها في كلمة الرئيس الصهيوني لابن زايد، والتي أكد فيها: “نؤيد متطلباتكم الأمنية ونندّد بأي اعتداء على سيادة بلدكم”، مُضيفاً بالقول: “نحن هنا للتوصل لتحقيق الأمن لمن يسعون للسلام بالمنطقة”.
ومن خلال زيارة رئيس كيان العدو الإسرائيلي لدويلة الامارات في هذا التوقيت بالتحديد، يمكن الإشارة إلى النقاط الاتية:
- أن الإسرائيلي أصيب فعلاً في عملية إعصار اليمن، الذي هو أساساً رأس الحربة في العدوان على اليمن، الذي انطلق منذ سبع سنوات، وما زال يتواصل اليوم برعايته وعنايته، وهو فعلياً مستاء طبعاً، لأن أداته المطيعة دويلة الإمارات التي جهّزها ودعمها ووجَّهها لتكون بيدقاً نشطاً وفاعلاً لتنفيذ أجندته في المنطقة، وفي خدمةً استراتيجيته في أراضي اليمن وخصوصاً باب المندب وجزر اليمن كافة، وصولاً إلى سواحل الدول الأفريقية على البحر الأحمر، لم تكن على قدر المسؤولية، وفشلت أولاً في حماية نفسها وعمقها، ولم تستطع أن تبرهن على أنها قادرة على أداء الدور المنفوخ الذي أناطها به الإسرائيلي والأميركي.
- أن زيارة رئيس كيان العدو الإسرائيلي «هرتسوج» لدويلة الامارات في هذا التوقيت بالتحديد جاءت من باب رفع المعنويات المنهارة لقادة دويلة الامارات، لاسيما وأن وسائل إعلامية قد كشفت عن خلافات بين قيادات دويلة الامارات في استمرارها في العدوان على اليمن، فيما ذكر ديوان رئيس كيان العدو الإسرائيلي، أن الرئيس «هرتسوج» اجتمع خلال زيارته بعدد من المسؤولين الإماراتيين، من بينهم الحاكم الفعلي للإمارات وولي عهد أبو ظبي، بن زايد، ووزير الخارجية الإماراتي، وكان الغرض من ذلك هو حث ودفع النظام الاماراتي للمزيد من التورط في المعركة بالوكالة عن “اسرائيل” ضد اليمن.
وفي هذا السياق، يشير الكاتب والمحلل الصحفي «عبد الباري عطوان» إلى أن قيادة العدو الإسرائيلي لا تريد التورط في حرب اليمن، بشكلٍ مباشر وعلني، لأنها تدرك جيداً أن تقديمها أي مساعدة، عسكرية او أمنية للإمارات يعني أن عليها أن تتوقع رداً انتقاميا صاروخياً فورياً في العمق الاسرائيلي، أو على سفنها في البحر الأحمر.
- أن العدو الإسـرائيلي يخشى على مصالحه الاستراتيجية مع الإمارات، ويخشى فقدان الفرصة لتعميق نفوذه في تعزيز التطبيع في دول الخليج العربية، في ظل دور الامارات وموقعها كراعية استراتيجية لمنظومة التطبيع الخليجي، حيث تأتي هذه الزيارة المهمة في وقت يعمل فيه الكيان والإمارات بجدٍ لوضع الأسس لمزيد من التطبيع في المنطقة، فقد صرّح رئيس كيان العدو «هرتسوج» بأنه: “يتشرف أن يصنع التاريخ من خلال عقد أول زيارة لرئيس كيان العدو للإمارات، تأتي هذه الزيارة المهمة في وقت يعمل فيه الكيان والإمارات بجد لوضع الأسس لمستقبل جديد مشترك”، وأضاف بالقول: “أعتقد أن هذه الشراكة الجديدة والشجاعة ستحدث تغييرًا إيجابيًا في الشرق الأوسط وتلهم المنطقة بأكملها، وسنعمل معًا على توسيع الدائرة التاريخية للسلام في ضمن دائرة اتفاقيات أبراهام”.
- أنه يمكن اعتبار كيان العدو الإسرائيلي أحد أكبر المتضررين من توالي ضربات القوات المسلحة اليمنية على دويلة الإمارات؛ لأن عجز هذه الدويلة عن أداء المهام الموكلة إليها من قبل أسيادها في تل أبيب وواشنطن في اليمن، سيؤثر ميدانياً واستراتيجياً في خططها الاستعمارية التوسعية في المنطقة، لاسيما وأن المعركة التي يخوضها الشعب اليمني تتمثل في حقيقتها وتمد في أبعادها الى الصراع مع كيان العدو الإسرائيلي الذي يحث ويدفع النظام الاماراتي لمزيد من التورط في المعركة ضد اليمن بالوكالة عن “اسرائيل”.
حماقة استمرار دويلة الامارات في العدوان على اليمن:
إن إصرار القيادة اليمنية على اعتبار الإمارات دويلة غير آمنة يفتح باب التساؤلات عن استمرار أمراء دويلة الامارات في العدوان على اليمن، هذه الحماقة والاستمرار فيها بلا شك تضع بلادهم واقتصادها في مهب المغامرات الإسرائيلية الأميركية غير المضمونة، إذ إن خلاصة التصريحات الأمريكية بخصوص دعم الأمارات تعني دفع دويلة الامارات للاستمرار في عدوانها على اليمن لتستمر صفقات الاسلحة، ومع ذلك فلن تستطيع حمايتها وإنما ستغرق الامارات أكثر، ولن يسلم اقتصادها لا من ضربات القوات المسلحة اليمنية، ولا من تكلفة صفقات الأسلحة الأمريكية.
وبذلك، فإن استمرار حالة الوهم التي يعيشها أمراء النظام الإماراتي حين يمضون في المكابرة باستمرارهم في العدوان على اليمن، مراهنين على الدعم الأمريكي والصهيوني في حمايتهم من الضربات اليمنية ستودي بهم إلى الهاوية، في ظل استجابتهم لما يورطهم فيه الأمريكي والاسرائيلي وبيع الوهم لهم لمواصلة عدوانهم رغم الوجع والخوف الذي يشعرون به من المصير القادم لدويلتهم الكرتونية.
ماذا إذا لم ترتدع قوى العدوان؟:
بالمختصر المفيد ودون الخوض في التفاصيل… فإن عمليات “إعصار اليمن” ستستمر بعونٍ من الله القوي العزيز، وإذا لم ترتدع قوى العدوان، فإن عليها أن تتوقع إعصاراً ثالثاً ورابعاً وخامساً، وهذا ما يجب على دويلة الإمارات ادراكه واستيعابه جيداً، وعليهم أن يكونوا على قناعة تامة بأن عمليات القوات المسلحة لن تتوقف مادام عدوانهم وحصارهم مستمراً، وقد أثبتت ذلك القوات المسلحة التي إن قالت فعلت.
وإذا استمروا في رعونتهم وغطرستهم وذهابهم خلف الإملاءات والمخططات الإسرائيلية والأمريكية، فما عليهم إلا أن يدفعوا ثمن ذلك، ويستعدوا للمزيد من الأعاصير اليمانية في قادم الأيام، فلن تنفعهم الإدانات والاستنكارات المدفوعة الثمن، كما لن تعصمهم تصريحات ووعود قادة كيان العدو الإسرائيلي من أعاصير اليمن.
فاليمن قيادة وشعباً يخوضون معركة الدفاع عن السيادة الوطنية بكل إقدامٍ وعلى قاعدة “فإن عدتم عدنا” فهم يتوعدون دول العدوان بتوسيع دائرة الرد والردع في عمقها مجدداً طالما استمرت في عدوانها وحصارها للشعب اليمني فلم تعد آمنةً ولم تبقى آمنة.