إعصارُ الحسم
موقع أنصار الله || مقالات ||سند الصيادي
دشّـنت القيادةُ السياسيةُ حملة إعصار اليمن للتحشيد والاستنفار، وَهي حملةٌ قد تُحدِثُ ثورةً شاملةً في مواجهة العدوان على كافة المستويات وتُؤْذِنُ باقترابِ النصر، إذَا ما تم التحَرُّكُ الجماعي لتنفيذ كافة متطلباتها وَأهدافها.
نتوقَّعُ أن تكونَ هذه الحملةُ بمثابة التتويج وَالاختبار الحقيقي لمواقف كُـلّ قيادات الدولة وَأطياف المجتمع اليمني، واستنهاضاً شاملاً وكاملاً لجهودهم وَقدراتهم والدفع بها إلى رفد الجبهات وَتفعيل كُـلّ الجوانب المتعلقة بالمواجهة المباشرة وغير المباشرة مع العدوان.
وفي المقدمة الجبهةُ الأبرزُ والأكثرُ تعجيلاً بالنصر وهي الجبهةُ العسكرية التي كان لها اليدُ الطولى في تنكيسِ أحلامِ ومشاريع الأعداء وتمريغِ أنوفِ أدواتِها على امتدادِ الأرض اليمنية، وَما تفرِضُه تلك البطولاتُ والانتصاراتُ النوعيةُ هو الاصطفافُ الشعبي الواسع خلفَها وتعزيزُ فُرَصِها بالمزيد من الطاقات الشبابية والدعم الشعبي المادي والمعنوي المساند.
وخلف هذه الجبهة جبهاتٌ، كالجبهة الإعلامية والتعبوية والتثقيفية والذي تمثِّلُ خطاً خلفياً للمجاهدين وَحِصناً فكرياً رافداً وَمانعاً لنفاذِ حيل العدوان ومؤامراته الناعمة، كما أن المِلَفَّ الاقتصادي بقطاعاته الزراعية والصناعية والمقاطعة الفاعلة لبضائع الأعداء من مستلزمات النصر وَأركان المواجهة، وعلى هذا السياق يأتي دورُ كُـلِّ الجبهات الأُخرى التي لا يُستثنى ولا يُهمَلُ فيها دورٌ لأي جهد.
إن أهميّةَ هذه الحملة تأتي مع دخول العدوان على البلد منعطفًا جديدًا، تتضاءلُ فيه فرصُ التركيع للإرادَةِ اليمنية وَتتعاظمُ فيه حالةُ اليأس التي يعيشُها حِلْفُ العدوان، وَفي ظل ما يفرزُه هذا الحالُ من تصاعُدٍ في أعماله الانتقامية والعدائية ضد اليمن على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والإنسانية، كما أنها تأتي في ظل تصاعد القدرات والخبرات اليمنية وَتعاظُمِ قوة الردع العسكري وَارتفاع مستوى القراءات السياسية وَالتفاؤلات الشعبيّة بالنصر، بالتزامن مع الوضعِ الميداني المبشِّر وَارتفاع معدل الوعي الجماعي بالأجندة والأهداف الخبيثة التي يسعى إليها العدوُّ، وَإمعانه المُستمرّ في تعميق المعاناة وتضييق فرص الحياة على كافة أبناء الشعب، بمختلفِ مناطقهم ومواقفهم وعلى كافة الجغرافيا الحرة والمحتلّة.
مخطئٌ مَن يعتقدُ أن هذه الحملةَ تأتي من منطلق الضعف، بل إن منطلقاتِها يجبُ أن تُفهَمَ على أنها تعزيزُ مكامن القوة نحو توجيه رصاصةِ الرحمة في خاصِرة هذا العدوان الذي بات يترنَّحُ في كافة الجبهات.
والدعوةُ شاملةٌ لجميع أبناء شعبنا العظيم وقواه الاجتماعية والنخبوية والتخصصية نحو الاحتشادِ العملي في هذه الميادين، كُلٌّ حَيثُ يرى نفسَه وقدراتِه، والعمل الحثيث على إنجاح هذا التوجّـه التاريخي والمصيري الذي ستنعكسُ فضائلُه على الشعبِ كله حاضراً ومستقبلاً، نصراً وعزة وكرامة.