الشهيد القائد.. سيرة الصادقين ومنهجيتهم
موقع أنصار الله || مقالات ||زيد الشُريف
استل سيف الصدق من غمد القرآن الكريم وأشهره في وجه الكذب والدجل والزيف والضلال والثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة، وبثقافة القرآن الكريم استطاع – بعون الله – أن يتغلب على الكثير من الباطل الفكري والثقافي الذي كان قد عشعش في أوساط المجتمع وأن يصنع حالة كبيرة من الوعي في نفوس الناس في مختلف المجالات الدينية والدنيوية بما يبني ويؤسس أمة قرآنية قوية تتحرك بحركة القرآن وتستمد عزيمتها وعنفوانها ممن نزل القرآن، إنه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي – رحمة الله وسلامه ورضوانه عليه – الذي كانت مسيرته إيمانية جهادية عملية قائمة على الصدق مع الله في كل المجالات وترجم صدقه إلى مواقف عملية إيجابية فعالة ومؤثرة خلقت جيلاً قرآنياً جهادياً لا تهزه رياح التضليل ولا تعصف به عواصف الاستكبار بل هو الذي يتحداها ويتغلب عليها ويصنع المستحيلات بقوة في مختلف ميادين الصراع في مواجهة الطاغوت بمنظومته الشاملة التي تضم كل أصناف أعداء الإسلام والمسلمين.
صدق مع الحق وصدّق به، صدق في إيمانه بالله وصدق مع الله، كان صادقاً مع نفسه ومع الله ومع الناس كان يتحرك بالصدق في كل مواقفه وأعماله وترجم صدقه بأفعال جسدها في الواقع أقصاها – وليس لها أدنى – الشهادة في سبيل الله تعالى في مواجهة الباطل ومقارعة الطواغيت ونشر ثقافة القرآن وصناعة الوعي الإيماني العملي في نفوس الناس، تحرك الشهيد القائد في ظرف زمني استثنائي، وعلى الرغم من حجم التحديات كان الصدق المنبثق عن الثقة المطلقة بالله تعالى سلاحه الوحيد لهذا لم يبال بحجم الصعوبات ولم يكترث لما قد يواجهه من مشاق بل شق طريقه بقوة وعزيمة وثبات وفق سيرة الأنبياء والمرسلين ومن خلال ثقافة القرآن الكريم كمنهجية إيمانية عملية ترجمها في واقعه قولاً وعملاً وبذرها في نفوس المستضعفين وسقاها بهدى الله فأثمرت وعياً إيمانياً ومواقف جهادية فعالة ومؤثرة بجهود ذاتية وإرادة فولاذية استجابة لله تعالى ومسؤولية إيمانية فرضتها الأحداث والمتغيرات والهجمة العدائية التي تستهدف الأمة.
كان خالياً من الطائفية والحزبية والمناطقية، ويشهد بصدق ذلك محاضرة (الوحدة الإيمانية) ومحاضرة (الهوية الإيمانية)، صدع بالحق وتحدث بلسان القرآن الكريم ولم يخش في الله لومة لائم لهذا كان يتجسد فيه قول الله تعالى ﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾، كان خطابه لجميع المسلمين بمختلف أطيافهم ومكوناتهم وأحزابهم خطاباً واحداً جامعاً وفق ما نصت عليه الآيات القرآنية التي تدعو إلى الوحدة والاعتصام بحبل الله وترك الفرقة والاختلاف، كان يؤكد دائماً على ضرورة التحلي بالصدق لله تعالى من خلال الاستجابة لما أمر به ودعا إليه في القرآن الكريم لمواجهة الهجمة الشاملة التي تستهدف الإسلام والمسلمين بقيادة الأمريكان والصهاينة وحلفائهم ومن يدور في فلكهم من العملاء والمنافقين، وكان يحذر دائماً من الصمت والتخاذل والتقصير والجمود والتفرق ويدعو إلى التحرك العملي الجهادي في مواجهة الأعداء، لأن السكوت والتفريط يمثل عاملاً مساعداً للأعداء ويمثل خطورة على الإسلام والمسلمين.
كان الشهيد القائد -رضوان الله وسلامه عليه- يقول إن المؤمن الصادق في إيمانه يصل به الحال إلى هذه الدرجة: أن يبذل نفسه، ويبذل ماله مهما كان عزيزًا لديه، مهما كان محبوبًا لديه، يبذله في سبيل الله من منطلق قول الله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} وجسد ذلك في واقعه النفسي والعملي وبذل ماله وروحه ودمه في سبيل الله تعالى في مواجهة الباطل والضلال والمنكر فحاز بجدارة لقب (الصادقون) إضافة إلى أنه كان يقول إن الصدق هو “أن يكون الواقع وفقاً لما أخبر به الله وما جاء من عنده وما أنزله في كتابه وما تحرك على أساسه أنبياؤه ورسله”، وعمل على أساس ذلك بكل ما يستطيع مجسداً أقوى وأروع وأسمى وأرفع حيثيات الصدق والمصداقية مع الله تعالى بإيمان عملي يحفه الصدق من جميع الجهات، فكان من الصادقين في أقوالهم وفي أعمالهم وفي وعودهم وفي حركتهم وفي دعوتهم وفي بذلهم وجهادهم ومسيرتهم ومنهجيتهم وفي كل ما تشتمل عليه كلمة الصدق.