ولا يفلحُ العدوُّ حَيثُ أتى
موقع أنصار الله || مقالات ||مرتضى الجرموزي
عبر مكوكٌ فضائي ماركة الارتزاق رحلات شاقة ومتعبة ينفذها قطعان المرتزِقة من الساحل إلى جبهات الجنوب ومن جبهة محاور محافظة شبوة وتخوم مدينة مأرب إلى حرض.
ومن جبهة إلى أُخرى يتنقلون حسب توجيهات القيادة ورغبة البيت الأبيض وتل أبيب.
ومع فشلهم في جبهات سابقة حلَّق المرتزِقة هذه المرة إلى حرض الجبهة الصامدة بأمل تحقيق الانتصار دون النظر إلى الخسائر التي تنتظرهم وقد صاحب هذا التحَرّك تهويل إعلامي كبير وتغطيات واسعة من مختلف وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية وعلى منصات التواصل الاجتماعي التابعة للعدو.
ومع الخطوة الأولى ونشوة التقدم السريع ضن الجمع أن الموقف لصالحهم وأن الأرض فُرشت لهم بالورود خَاصَّة في الوقت الذي نُصبت لهم كمائن الموت واستدراج قاتل من قبل وحدات الجيش واللجان الشعبيّة المرابطين في تلك الجبهة الصامدة منذُ الوهلة الأولى للعدوان 2015م، حَيثُ كانت الجبهة التي كسرت مئات الزحوفات.
وما إن لبث الزاحفين وأرادوا التموضع حصاراً للقوات الموجودة ورسائل الوعد والوعيد والتهويل الإعلامي بسقوط كامل مدينة وضواحي حرض، كان لرجال الجيش واللجان الشعبيّة كلمة أُخرى ومن كُـلّ حدب وصوب توافدوا ونفذوا هجوماً معاكساً كاسحاً تكفل سبحانه وتعالى، بنجاحه ودحر المعتدين والتنكيل بهم في العُدة والعتاد وبفعل التناغم والحق الثابت والمنتصر والقضية العادلة استطاع المجاهدين كسر الزحف والسيطرة واستعادة كامل مدينة حرض والمناطق المتاخمة لها وتحرّرت مواقع كانت تحت رحمة الاحتلال ونجس الارتزاق مذُ العام الأول للعدوان.
أُركس العدوّ وبدأ بسرد مبرّرات الفشل والهزيمة التي مُني بها رغم الحشد الهائل والتجهيز العالي والاستعداد الكامل لخوض غمار المواجهة في حرض لتعويض ما خسره في جبهات مأرب وشبوة وصحراء الجوف.
مثلها اليوم صحراء حرض كان الموت يلاحقه والهزيمة تطارده.. وفي كُـلّ محاولات لا يفلح المعتدي ولا يفلح الساحر، حَيثُ أتى، فقد وقع مئات من مقاتليه المرتزِقة محليين وسودانيين وجنود سعوديّين كانوا ضحايا هذا التهور ما بين قتيل وجريح في حين أُعطبت واغتنم المجاهدين عدداً من الآليات والعربات الحديثة والمتطورة ولم تنفعهم التغطية والقصف الجوي للطيران الحربي الذي عدد من الغارات لكنه وبعون الله فشل ولم يحقّق شيئاً من الأهداف التي سعى لها العدوّ وقد تعرض لهزيمة منكسة جرَّ خلفه أذيال الخزي والعار مدحوراً من حرض ومواقع أُخرى حدودية، فتحت المجال لقوات الجيش واللجان الشعبيّة للتقدم نحو الحدود مع جيزان للتوغل أكثر في العمق السعوديّ.