ما يجبُ أن نتأملَه وثمار الصمود للعام الثامن

‏موقع أنصار الله || مقالات ||عبدالمجيد البهال

في الوقت الذي راهن فيه أعداءُ الله أنهم سيحقّقون أهدافَهم خلال أسبوعين من الهجوم بأحدث الأسلحة الفتاكة، وفي الوقت الذي اعتبر المنافقون وضعافُ النفوس أن الصمود أمام عدوان كهذا بعدته وعتاده من المستحيلات، إلا أن شعبنا ومن منطلق توكله على الله قد استطاع أن يصمُدَ سبعَ سنوات وها هو ذا العام الثامن قد صار قابَ قوسين أَو أدنى، حَيثُ لم يبقَ إلا أَيَّـامٌ قلائلُ ويدخلُ العام الثامن، وشعبُنا لا يزال صامدًا ومواجِهًا ومجاهدًا وصابرًا، والتأييد الإلهي حليفه بفضل الله وبفضل قيادته الحكيمة: ﴿قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُواْ اللَّهِ كَم مِّن فِئَة قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَة كَثِيرَةَ، بِإِذْنِ اللَّهِ، وَاللَّهُ ‌مَعَ ‌الصَّابِرِينَ﴾.

إن من يتأمل ويتدبر في كتاب الله سيجد أنه لا مخرجَ للأُمَّـة من أزماتها إلا باتِّباعه، والاهتداءِ بهديه، وَإذَا تأملنا في آيات التوكل فسنجد أن اللهَ أعطى المتوكلين أمانا من جميع الأزمات وحمايةً من جميع الآفات، وإعانة عند الصعوبات، ولذلك أمرنا بالتوكل، حَيثُ يقول الحق جل وعلا: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) ويؤكّـد على ضرورة التوكل فيقول سبحانه: ﴿فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، عَلَيْهِ ‌تَوَكَّلْتُ، وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ وشعبنا اليمني في مواجهته لقوى العدوان هو تحَرّك متوكلا على الله، ومستشعرا لأهميّة التوكل على الله، وواعيا بمعنى التوجيه الإلهي (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) وواثقا بصدق الوعد الرباني حين قال جل في علاه: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ‌فَهُوَ ‌حَسْبُهُ، إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ، قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْء قَدْرا) ومن كان الله حسبه فقد كفاه وأعانه ونصره وأيده، وفوق ذلك كله فقد أحبه الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ وإن من مصاديق ذلك التأييد الإلهي: الصبر والصمود لسبع سنوات أمام أشد وأقسى وأعتى عدوان في العصر الحديث، وهذا من نتائج التوكل على الله، فالمتوكلون على الله هم أحباب الله، وما كان الله ليدع أحبابه لأعدائه، والتوكل لا يعني الجمود وعدم التحَرّك، بل لا بُـدَّ من التحَرّك والجهاد والتضحية اقتدَاء بسيد الخلق وحبيب الحق محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، فهو أحب خلق الله إلى الله، وأكرمهم على الله، وكان صلى الله عليه وآله وسلم أول المجاهدين وأعظمهم تضحيةً.

في المقابل يجب أن نلاحظ على من يعتمد العدوّ وبمن يستعين، إنه يعتمد على اليهود والنصارى (أمريكا وإسرائيل) ويستعين بهم، وهنا ينبغي أن نعلم أن الله معنا؛ لأَنَّنا نواجه أعداء الله ممثلين باليهود والنصارى أمريكا وإسرائيل، كما يجب أن نطبق القاعدة المهمة (عينٌ على القرآن وعينٌ على الواقع)، وسنلاحظ أن من يعتمد عليه العدوان السعو إماراتي والمرتزِقة هو الشيطان الأكبر (أمريكا)، وكيد الشيطان ضعيف (الَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ، إِنَّ ‌كَيْدَ ‌الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا).

 

 

قد يعجبك ايضا