أمريكا … أساليب قذرة وسياسات شريرة
ما تتبناه أمريكيا من سياسات وما توظفه من وسائل وتتبعه من أساليب قذرة لتنفيذ تلك السياسات الخاطئة والظالمة بحق شعوب العالم وفي مقدمتها شعبنا اليمني ينبئ عن خبث ولؤم كبيرين وعن حقد دفين ونوايا شريرة ومطامع كبيرة في السيطرة على بلدنا والتبجح أمام العالم بقدراتها وإمكاناتها في تعديها المستمر والباغي والظالم على شعوب أمتنا المستضعفة التي قد أوصلتها سياسة البغي الأمريكي إلى مستويات بعيدة من الوهن والضعف والإذلال إذ لم تترك من القذارة أسلوبا ولا وسيلة إلا واستخدمتها بحق شعوبنا وأمتنا فعملت على نخرها من الداخل حتى صارت أشبه بجذع خاوي يترنح باستمرار ليسقط ما تبقى من هيكله المتهالك في نار الفتن التي أوقدها المارد الأمريكي وينفخ فيها باستمرار البوق الصهيوني ومن تلك السياسات الشيطانية ما نراه ماثلا في بلدنا ومستخدما في العدوان علينا.
فلم يكتفي الهامور الاستعماري الأمريكي بالسيطرة المباشرة على أنظمة الشعوب العربية والاستحواذ على خيراتها ومقدراتها وثرواتها بل عمد إلى أساليب قذرة وخبيثة في نخر الأمة من الداخل والقضاء على كل الروابط والأواصر التي تلتقي حولها الأمة كالدين والقرابة والهوية والتاريخ وغير ذلك من مقومات الوحدة العربية فبعد أن تمت تجزئة الأمة إلى دويلات هدف إلى تجزئتها إلى جماعات وفئات وبعثرتها تحت عناوين ومسميات حتى يسهل السيطرة عليها فكريا وثقافيا فصنع لكل خلية أو جماعة ثقافة وفكر يستهدف أبناء الأمة ككل ومن تلك النماذج الجماعات التكفيرية المتوحشة التي لا تعرف سوى لغة الإبادة لأبناء جلدتها ودينها بينما هي مروضة على تقبل المجرمين من اليهود والنصارى والتسامح معهم ومد يد السلام لهم، ووجه أنظمة الفساد العربي وفي مقدمتها الأنظمة الخليجية وعلى رأسها النظامين السعودي والإماراتي بتمويلها لأنه لا يريد أن يخسر شيئا بل يريد منها أن تكون وسيلة أخرى للكسب ومستهلك كبير للسلاح الأمريكي الذي بات أبرز مصادر الدخل القومي الأمريكي هذه الأيام لكنه في الحقيقة هو الذي يهندس ويشرف ويتابع ويوجّه ويأمر ويرتب تلك الجماعات ويهندس المسألة بكل تفاصيلها، فقط الآخرون هم من يمولون وينفذون.
وإلى جانب مسار الممولين والمنفذين للسياسات الأمريكية من أبناء الأمة هناك مساران آخران لا يقلان خطورة على الأمة من المسار الأول وهذان المساران يشتغل فيهما جزء كبير من أبناء الأمة ترافقا أيضا مع الهجمة الأمريكية الإسرائيلية على أمتنا وشعبنا وهما:
– المسار الأول: هو التبرير والتأييد لما تفعله أمريكا
ويقع في طليعة هذا المسار إعلام كلا النظامين السعودي والإماراتي الذي يبرر باستمرار ما يقوم به أنظمة بلديهما من تمويل العدوان وعقد الصفقات لشراء الأسلحة والتقاربات السياسية الخطيرة مع الكيان الصهيوني على حساب قضايا الأمة ومستقبلها خاصة موقفهم من التطبيع مع العدو الإسرائيلي ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية لصالح إسرائيل وكذلك مواقفهم العسكرية والأمنية، وقس عليهم الكثير ممن يدور في فلك السياسة الأمريكية من أنظمة أو جماعات أو أحزاب أو تيارات ممن يواكبون السياسات الأمريكية بالتبريرات والتأييدات للتغرير على أذهان البسطاء وخداعهم.
– المسار الآخر: هو مسار تثبيط وتخذيل ولوم وانتقاد
لقد استطاع العدو الأمريكي بخبثه ودهائه أن يزرع له فيروسات معدية داخل جسد هذه الأمة المريض أصلا فأوجد له من أوساط الأمة ومن كل أطيافها ومكوناتها وفئاتها من يقوم بشل حركتها وتخديرها عن القيام بأي عمل يشكل لها حماية من سمومه فكلما غرس خنجره في جسد هذه الأمة ليقوم بتمزيق عضوا منه تحركت تلك الفيروسات لتثبيط وتخذيل بقية الأمة عن إبداء أي مقاومة أو تحرك يعمل على إفشال ما يريد أو يعيق عمله فلا تتحقق منه الأهداف المرجوة وحينما يكون هناك من يتحرك ضد هذه السياسة يشنون عليه وابلاً من اللوم والسخرية والتهميش لعمله وتهوينه والتقليل من شأنه وكل ذلك بهدف تكبيل الأمة وحرمانها من الدفاع عن نفسها واستقلالها وكرامتها،وكل هذا التوجّه وهذا اللوم والنقد والتجريح والتثبيط والإساءة والاتهامات المترافق مع الهجمات والتحركات الأمريكية إنما يصب في صالح العدو لأن أولئك بعملهم هذا يريدون للأمة أن تبقى مدجنة خانعة ساكنة خاضعة بالكامل للأمريكي والإسرائيلي.
وهذه تعتبر خيانة كبيرة للأمة، وقد سمى الله هذه النوعية من الناس بالمنافقين لأن من ينتمي للإسلام ويؤيد أعداءه، وأعداء أمته في مراميهم الواضحة للسيطرة على هذه الأمة، يسمى في القرآن بالمنافق قال تعالى: (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ)[النساء 139 ]
ومن المؤسف أن كل هذه المسارات التي يوظف فيها أبناء الأمة يتزامن ظهورها بشكل أوضح من حضور العدو نفسه مع كل عملية يريد تنفيذها فتنشط أكثر وتتحرك أكثر، مع كل ما في المسألة من وضوح بين فمثلا الوجود العسكريالأمريكي في هذه الأمة هو وجود يخدم مؤامراتها الاستعمارية ويثبتها كما أنه وسيلة قمع بحق هذه الأمة، وتشهد بذلك عمليات الاغتيال المتتالية والمستمرة بحق أبناء الأمة وكوادرها العلمية، وأحرارها، وقادتها، كما هو حاصل في اليمن وسوريا والعراق وإيران ولبنان وغيرها من البلدان والتي كان آخرها اغتيال العالم الإيراني فخري زادة وهي بذلك تريد أن ترسخ في الذهنية العالمية أن لها حق في أن تعمل ما تشاء متى تشاء وحيثما تشاء وأن لها الحق في التحكم في قرارات ومصير الشعوب وخاصة شعوب أمتنا الإسلامية وأن لها الحق في نظرها أن تأتي بالجميع، وأن يتحرك معها الجميع لاستهداف هذا الشعب أو ذاك أو هذا المجتمع أو هذه الشخصية أو تلك.
وهذه المعادلة ليست صحيحة أن نترك أمريكا تستهدفنا كأمة مسلمة ونقعد، وأن تقتلنا ونسكت، و تحتل بلداننا وتتدخل في شؤوننا صغيرها وكبيرها ونذعن ونسلم ونطيع، وتجزؤنا كيفما تريد هذه معادلة لا يمكن أن تكون مقبولة لدى الأحرار المؤمنين من أبناء هذه الأمة، لأن لله يرد لها العزة ما إن تمسكت بهداه وسارت على مهجه القويم فالعزة هي لله ولرسوله وللمؤمنين .