حتميةُ الصراع
موقع أنصار الله || مقالات ||منصور البكالي
أكّـد قائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في محاضرته السابعة عشرة من شهر رمضان لهذا العام أن “حتمية الصراع ” قائمة بين الحق والباطل، ومن أهم الدروس والعبر التي قدمتها غزوة بدر الكبرى.
وفي إشارة واضحة وصريحة لأهميّة الاستمرار في مواجهة قوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها المساعي الأمريكية والإسرائيلية للسيطرة على الأُمَّــة العربية والإسلامية واستغلال ثرواتها البشرية والطبيعية ونهب مقدرات شعوبها واحتلال مقدساتها، يقول في محاضرته: إن إحياء الجهاد في سبيل الله كالتزام ديني وقيمي هو المصدر الحقيقي الذي يجب على الأُمَّــة العودة إليه وتفعيله واستغلاله لاستعادة مقدساتها وحريتها وكرامتها وتحرير شعوبها والحفاظ على مقدراتها واستقلالها.
وأمام حتمية الصراع المتجددة بين قوى الخير والشر في كُـلّ زمان ومكان، يعيد قائد الثورة تذكير الأُمَّــة وشعوبها بأهميّة خوض الصراع بالتوكل على الله والثقة بنصرة، مقدماً معركة الفرقان في بدر الكبرى نموذج غير موازين القوى برغم محدودية الإمْكَانيات المتشابهة بين زمن بداية الدولة الإسلامية في المدينة المنورة آنذاك وبين حال الأُمَّــة الإسلامية اليوم.
وبالنظر إلى الحالة التي تعيشها الأُمَّــة الإسلامية اليوم من الاستضعاف والمؤامرات يربطنا علَم الهدى وسليل النبوة بالمراحل الأولى لقيام الدولة الإسلامية وبالظروف التي مرت بها، معيداً تأكيده بأن إرادَةَ وحتمية الصراع لا تتطلب النظر إلى الإمْكَانيات والقدرات العسكرية والاقتصادية، وإنما تتطلب من أبناء الأُمَّــة في فلسطين والعراق وسوريا ولبنان وليبيا وبقية الأقطار المعانية من السياسات الأمريكية، إعادة النظر إلى إرادَة شعوبها ومراجعة أثر قياداتها المتخوفة من المواجهة، والمسارعة في التطبيع مع كيان العدوّ الصهيوني، والمرتهنة لرمز الشر أمريكا، وأن عليها الاستفادة من هذه المعركة لما يقوي معنوياتها ويشحذ هممها ويدفع بها أكثر للمواجهة بعنفوان وعزيمة مصدرها الثقة بنصر الله، وقوة الإيمان بوعده للمستضعفين.
أما أمام الحالة اليمنية والصمود الشعبي العظيم فتؤكّـد معركة بدر أن شعبنا اليمني يخوض ذات المعركة بصمود وثبات ويقين لا يختلف عن صمود وثبات ويقين من جاهدوا وثبتوا وصمدوا مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، في يوم الفرقان، وأن النتيجة هي ذاتها مهما طال زمن العدوان والحصار على شعبنا اليمني، وأن مخطّطات العدو الأمريكي المستهدفة للسيادة اليمنية لن تدوم كَثيراً وستفشل عما قريب كما فشل المشركون يوم بدر، فطالما وشعبنا مُستمرّاً في رفد الجبهات بقوافل الرجال والمال، ويده على الزناد لخوض الصراع مع قوى الشر والطغيان بأشكالها المتعددة.