إحياء يوم القدس العالمي إحياء للأُمَّـة
موقع أنصار الله || مقالات ||د/ مهيوب الحسام
إن الاحتفاء بيوم القدس العالمي ليس مُجَـرّد احتفاء عابر بذكرى عابرة نلتقي فيها ونتفرق بعدها أَو بذكرى مناسبة محلية أَو وطنية يمكن الانقلاب عليها غداً أَو احتفاء بشأن دنيوي أَو مادي صغير فعله وعدم فعله سواء أَو أن القيام به لا ينفع وتركه لا يضر لا ليس كذلك أبداً وإنما الاحتفاء والاحتفال بهذا اليوم هو إحياء لذ كرى احتلال مقدساتنا في نفوسنا ونفوس أبناء أمتنا وإحياء للإيمَـان في قلوبنا يقول الله “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ” وهو تهيئة لنفوسنا ومحطة إعداد مُستمرّ واستعداد دائم للتحَرّك الجاد والعمل الدؤوب والفعال لإعداد نفوسنا ليوم ندعى فيه للتحَرّك لتحرير أرضنا فلسطين وتطهير القدس من رجس احتلال كيان العدوّ الإسرائيلي والذي بات اليوم أقرب من أي وقت مضى.
إن إحياء هذا اليوم هو إحياء لمظلومية شعب شقيق تعرض لجرائم القتل والإبادة والاجتثاث والتهجير وهذا هو عمل من منطلق أخوي وواجب ديني وقيمي وأخلاقي وله بُعد إنساني، فأرضنا العربية الفلسطينية محتلّة ومقدساتنا ومسرى نبينا محتلّة من قبل عدو صهيوني يحتل الأرض وينتهك العرض ولم يكتف بذلك بل يسعى لتحويل ذلك إلى قضية سياسية يمكن تجاوزها بالتنازل عن الأرض والعرض والكرامة وفوق ذلك لم يكتف بفلسطين بل يقوم بالعدوان على كافة أقطار الأُمَّــة والسعي لتفتيتها مرة أُخرى بعد التقسيم الأول للأُمَّـة باتّفاقية سايكس بيكو التي لم تكن الأُمَّــة طرفاً فيه، واحتفاؤنا بهذا اليوم هو إحياء للإسلام في نفوسنا كأمة مسلمة.
ومشاركتنا في هذا الاحتفاء وهذا الاحتفال هو تعبير منا عن الرفض للاحتلال والهيمنة ورفض الاستعمار وعدم مشاركتنا في هذا الاحتفال يعني موافقتنا على قيام الكيان الصهيوني على أرضنا الفلسطينية وموافقة منا على احتلال بقية أراضي الأُمَّــة وموافقة منا على استعمارنا واستعبادنا من قبل أعدائنا وكأننا نختار ونفضل العبودية والذلة والهوان على الحرية والعزة والكرامة وفي هذا مخالفة لإنسانيتنا وأخلاقنا وقيمنا الدينية والإنسانية ومخالف للإسلام وللدين كله وللفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها.
الحمد لله أن خصنا بقيادة منا واعية مدركة مؤمنة مجاهدة وعلى وعي وبصيرة أعادتنا إلى الله ورسوله وإلى كتابه وأحيت في نفوسنا هديه وقرآنه، أعادتنا إلى هُــوِيَّتنا الإيمَـانية وتقودنا بمسيرة قرآنية حقّق الله لنا بها وعلى يدها العزة والكرامة والنصر ونصرة إخواننا المستضعفين من أبناء أمتنا بعد غياب وتغييب ممنهج ودهر من ضلال وعمى، بها عدنا لهُــوِيَّتنا الإيمَـانية لنتحَرّك نحو تحمل مسؤوليتنا الدينية والقيمية والأخلاقية صفاً واحداً مع أبناء أمتنا ضد أعداء الله ورسوله والمؤمنين وضد أعدائنا وأعداء أمتنا من الطواغيت المعتدين على شعبنا وشعوب أمتنا بالقتل والمحتلّين لأراضينا المنتهكين حرماتنا جهاداً في سبيل الله وعلى وعي وبصيرة.
الحمد لله الذي بهذه القيادة المباركة وبهذا الإيمَـان وبهذا الإدراك وبهذا الوعي والبصيرة ورغم العدوان علينا بالقتل والتدمير والحصار والتجويع غير المسبوق في التاريخ للعام الثامن أحيا في نفوسنا دينه وهداه وجعلنا في طليعة شعوب الأُمَّــة تحَرّكاً للجهاد في سبيله ونصرة لله ورسوله ودينه وخروجاً وحشداً استجابة لله واعتصاماً بحبله، حفظ الله قيادتنا ونصرنا بنصره والعاقبة للمتقين.