الهُدنةُ بشكلها الحالي غيرُ قابلة للبقاء
موقع أنصار الله || مقالات ||د/ مهيوب الحسام
إن هذه الهُدنةَ التي طلبها وأصر عليها العدوانُ أصيلُه وأدواتُه التنفيذية؛ هروباً من مراحل كسر الحصار التي الثالثة وانشغال الإنجلوصهيوأمريكي بمواجهة روسيا في أوكرانيا وخوفه على منابع وخطوط الطاقة لدى أدواته، وهو من تبناها وأعلنها مبعوثُ أممه المتحدة ثم نكثها وتنصل عنها وتنكر لها ولم يفِ بالتزاماته بتنفيذ بنودها هي هُدنة ميتة موتاً سريرياً منذ الولادة، ويعمل العدوان على إماتتها كُـلّ يوم بخروقاته الميدانية؛ لذا فهي هُدنة غير قابلة للبقاء، ناهيك عن التمديد الذي يسعى له العدوانُ رغم إطلاقه رصاصَ الرحمة عليها ويبدو أنه مُصِرُّ على استمرارها كنوع من العدوان المقونن وهي ميتهة؛ لذلك فَـإنَّ كرامة الميت دفنه.
إن الإبقاءَ على هذه الهُدنة بشكلها الحالي هو مشكلة بحد ذاته تحتاج إلى حَـلٍّ، وَإذَا كان العدوان يستغل اعتماد الطرف اليمني على حُسن النوايا في تنفيذ بنودها وعدم مطالبته بضمانات للتنفيذ ليعمل جاهِدًا على المراوغة والالتفاف عليها وإجهاضها والإجهاز عليها فَـإنَّه يلعب بالنار، وإن اعتبرها استراحة وفرصة لحشد قواته ولملمة مرتزِقته، مُظهِراً سوء نواياه ومستغلًّا حُسْنَ نوايا الجانب اليمني والتزامه التام بها فَـإنَّه بهذا يتجهُ نحوَ خيبة آماله ووجعه الكبير وندمه الشديد وعدم حصوله على أدنى درجات ماء وجهه المهدَر والمسال في خروجه من اليمن.
ورغم أننا مع السلام ودُعاة السلام وقيادتنا تؤكّـد ذلك في كُـلّ مناسبة، سلام الكرام، لكن الحديث عن أيِّ تمديد للهُدنة بشكلها الحالي لا محل ولا مكان له ولا قيمة دون شروط وضمانات للتنفيذ على أسس ثلاث هي إعلان العدوان لوقف عدوانه على الشعب اليمني ورفع حصاره له وقيامه بسحب قواته ومرتزِقته من كافة الأراضي اليمنية المحتلّة ثم الدخول في مفاوضات حول تحمُّلِ العدوان لمسؤولياته وتبعات عدوانه وبين طرفين لا ثالثَ لهما طرف المعتدي الخارجي الأجنبي بالإنجلو صهيوأمريكي الأصيل وأدواته التنفيذية الأعرابية السعوإماراتية وطرف الشعب اليمني المعتدى عليه والمواجِه للعدوان ممثلاً بقيادته الثورية والسياسية في عاصمته صنعاء وأن يكون الاتّفاقُ على هُدنة مزمَّنة وبضمانات للتنفيذ وبات وهذا حقنا بعدَ ما رفض العدوان الالتزام بهذه الهُدنة.
ونحن على مسافةِ عشرة أَيَّـام من انتهاء هذه الهُدنة والتي بدأ سريانُها في 2 أبريل 2022م ولمدة شهرَين نذكر بنودها وما تم تنفيذه منها، فالهُدنة التي تنُصُّ على فتح مطار صنعاء وتسيير رحلتين تجارية إنسانية أسبوعياً للقاهرة والأردن بما مقداره 18 رحلة طول الهُدنة لم يسيّر منها سوى رحلتين إلى الأردن، أيضاً تنُصُّ على وصول ودخول 18 سفينة وقود إلى ميناء الحديدة منع العدوان دخولها ولم يسمح سوى بدخول سفن الوقود التي كانت محتجزَة من قبل الهُدنة، مع رفض العدوان لتبادل الأسرى الذين نصت مبادرةُ الهُدنة على تبادلهم مع الاستمرار برفضِه لفتح معابر الطرق في تعز وفي غيرها من المحافظات؛ لتحسين حرية وحركة المواطنين داخل اليمن.
والسؤال برسم الجميع: ماذا بقي من الهُدنة?