في ظِلالِ خطاب السيد القائد في ذكرى الصرخة
موقع أنصار الله || مقالات ||بلقيس علي السلطان
في ذكرى الشعار الخالد، الشعار الذي أطلقه الشهيد القائد كموقف حق تجاه الأحداث الهامة التي عايشتها الأُمَّــة من انجرار وراء المكر الصهيوني العالمي والخطط التي حيكت ضد الأُمَّــة بعناوين كاذبة هدفها اختراق الأُمَّــة من الداخل على جميع الأصعدة، فكان لا بد للأحرار من أخذ موقف حاسم تجاه هذه التطورات الخطيرة وجاء شعار الصرخة كسلام وموقف ينتهجه أحرار الأُمَّــة ضد الطغاة والمستكبرين، وفي ذكرى هذا الشعار أطل علينا قائد الثورة بخطابه الهام الذي وضح فيه أهميّة الشعار والعقبات التي واجهها المكبرون في مسيرة ترديدهم للشعار وموضحًا الدروس والعبر التي تستفاد من مراحل العداء لهذا الشعار ومن ظلال خطابه ما يلي:
* الشعار تعبير عن موقف الشهيد القائد.
ففي الوقت الذي انغمست فيه الأُمَّــة في مستنقع الخنوع والذل والاستسلام للأعداء والرضا بمسمى الإرهاب وقبول العمليات العسكرية التي تقوم بها أمريكا ضد الشعوب والقيادات تحت مسمى مكافحة الإرهاب أطلق الشهيد القائد شعار الصرخة كسلاح وموقف وعنوان هادف ومهم يمثل سخط الأُمَّــة واحتجاجها تجاه ما يعمله الأعداء ضدها.
* الشعار يهدف إلى تحصين الساحة الداخلية للأُمَّـة تجاه الاستهداف الخارجي الذي يستهدف الأُمَّــة ثقافيًّا وفكرياً واقتصاديًّا وسياسيًّا.
* الشعار يكسر حالة الصمت والسكوت التي أراد الأعداء أن يفرضوها.
فسيطرتهم على حكام العرب كانت كفيلة بتحقيق أهدافهم بإسكات الشعوب وقبول الحالة التسلط من قبل حكامهم وإخضاعهم لتقبل التدخل الأجنبي والوَصاية الخارجية ومن رفض منهم وكان له موقف حر كان مصيره السجن أَو الموت.
* الشعار براءة من الأعداء تجاه الجرائم التي يقومون بها ومباينة لهم ولتوجّـههم الذي يريدون فرضة على الأُمَّــة.
فتحت مظلة مكافحة الإرهاب، ارتكبت أمريكا وحلفائها الكثير من الجرائم تجاه الشعوب العربية والإسلامية فاجتاحت العراق ودمّـرتها وأبادت الكثير من أهلها وكذلك أفغانستان واستباحت أجواء اليمن بدخول طائراتها الحربية لتنفيذ غارات جوية في المحافظات اليمنية.
* الشعار له أهميّة في التصدي للثقافات الخارجية والمفاهيم الخاطئة التي يسعى الأعداء لنشرها.
لقد عمل أعداء الأُمَّــة جاهدين في طمس الهُــوِيَّة الإيمَانية لليمن والشعوب العربية والإسلامية، كافة بفرض ثقافات دخيلة على الدين الإسلامي هدفت إلى إشاعة الانحلال والتفسخ الأخلاقي والابتعاد عن القيم والمبادئ الدينة المستمدة من روح القرآن الكريم.
* الشعار يرتقي بالأمة إلى المواقف الأُخرى وهو موقف جماعي.
ففي الوقت الذي بلغت فيه الهيمنة الأمريكية أوج تسلطها وخبثها مع ربيبتها إسرائيل خرج الشعار كموقف جماعي موحد بجعلهم العدوّ الأول للمسلمين ومصدر الشر والمؤامرات ضد الأُمَّــة بمنهجية قرآنية بحتة كشفت أساليبهم ونفسياتهم وطرق مواجهتهم.
* الصرخة تعبئة وموقف للمسلمين ضد الأعداء في مواجهة التضليل والوعي تجاه ما يحيكه الأعداء ضدها.
قدمت أمريكا كصديقة للشعوب العربية وعنوان للحرية والسلام، وبدأ التمهيد للشعوب بتقبل التطبيع مع إسرائيل وتغيير المناهج التعبوية بالجهاد والعداء لإسرائيل بمناهج تجعل من اليهود جيران وأصحاب حق في أرضهم الموعودة فكان الشعار بمثابة التعبئة الصحيحة للجيل والمخرج لهم من حالة التيه والضلال الذي بدء يساق للجيل.
* الشعار كشف زيف الأعداء الذي يتشدقون بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
ما قامت به السلطة الظالمة من ملاحقة وتقييد لحرية المكبرين بالشعار وفصلهم عن وظائفهم وقطع مرتباتهم، وما تلاه من حروب بتوجيه مباشر من السفارة الأمريكية كشف زيف ادعائهم بالحريات وحقوق الإنسان في ظل عدم وجود مسوِّغ قانوني أَو دستوري يبيح لهم ذلك.
* كان للأحداث التي تلت إطلاق الشعار دروس وعبر منها:
– فشل الجهة الني دعمت التوجّـه الأمريكي في إسكات صوت الحق بالرغم من الدعم على جميع المستويات لإسكات هذا الشعار.
– سياسة الاسترضاء سياسة فاشلة ونتيجة الاتباع هو الخسران والندم.
– تجلى الأثر الإيجابي للشعار فيمن يحملونه على مستوى الثبات والتأييد الإلهي.
* ومن تجليات أهميّة الاستمرار برفع شعار الصرخة والمقاطعة ما يحدث الآن من تطبيع وموالاة لليهود والدعم الاقتصادي للكيان الصهيوني.
كذلك التطاول على أعظم رمز للأُمَّـة الإسلامية والمتمثل بشخص الرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله.
وما حدث كذلك من استباحة اليهود للمسجد الأقصى وما قاموا به من طقوس تنتهك قداسة المسجد.
لقد استمر شعار الصرخة وبقي على الرغم من محاربته والمحاولات المستميتة لطمسه وإنهائه لمعرفتهم بأهميّة أن يعرف المسلمون أعداءهم الحقيقيون ومعرفة نقاط ضعفهم بإطلاق العداء والغضب ضدهم، فكادوا كيدهم ومكروا مكرهم فكان الله خير الماكرين ونصر جنده المخلصين وانتشر شعار الصرخة في العالمين والعاقبة للمتقين.