موسكو: دور باريس المستقل في العالم غير واضح وآخذٌ بالتأكل

موقع أنصار الله – روسيا – 14 ذو القعدة 1443هـ

قال مدير قسم أوروبا الأول في الخارجية الروسية أليكسي بارامونوف، اليوم الإثنين، إنّ “الدور المستقل لباريس في العالم غير واضح، ويضيع في جوقة أصوات الآخرين”، مشيراً إلى أنّ “فرنسا لا تريد الإنصات لمخاوف روسيا”.

وأضاف بارامونوف: “إننا نشهد بشكل أكثر وضوحاً كيف أنّ دور فرنسا المستقل في العالم، وصوتها الفريد من نوعه والسابق في حل المشكلات العالمية ومواجهة التحديات العالمية الحقيقية، آخذٌ بالتأكل، وغالباً ما يضيع تماماً في جوقة أصوات الآخرين”.

وأوضح أنّ “باريس ليست مستعدة للاستماع إلى مخاوف موسكو الأمنية”، متابعاً: “خصومنا الفرنسيون ليسوا مستعدين بعد للإنصات إلى تحذيراتنا والتي نادينا بها منذ سنوات عديدة، بشأن عدم جواز تجاهل المصالح الوطنية الروسية الأساسية، بما في ذلك في مجال الدفاع والأمن في أوروبا”.

وشدد بارامونوف على أنّ “موسكو لا تعارض إجراء محادثات جوهرية مع باريس على مستوى وزراء الخارجية بشأن القضايا الأمنية”، مضيفاً أنّ “باريس تدرك بالفعل أنّ التكيّف الحتمي لهيكل الأمن الأوروبي مع الحقائق الجديدة للعصر بدون روسيا أمرٌ مستحيل ولا معنى له”.

وتابع أنّ “ذلك أيضاً ما اعترف به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أعلن مؤخراً الحاجة إلى الحفاظ على الحوار مع روسيا من أجل إيجاد حل دبلوماسي للصراع، وبناء توازن جديد من خلال الجهود المشتركة في مجال الأمن في أوروبا، دون الانصياع لإغراءات الذل والانتقام”.

وكان ماكرون أكّد أنّ “السلام لا يمكن أن يتحقق في أوكرانيا من خلال إذلال روسيا”، مشيراً إلى أنّ “الهدف في مواجهة قرار روسيا الأحادي الجانب بمهاجمة الشعب الأوكراني، هو إنهاء هذه الحرب في أسرع وقت ممكن، وفعل كل شيء حتى تتمكن أوكرانيا من إعادة السيطرة عليها”.

وفي السياق ذاته، أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في وقتٍ سابق، أنّ “فرنسا تلعب دوراً في تأجيج وتعزيز النازية الجديدة القائمة في أوكرانيا عبر تسليح كييف بشكل مستمر”.

وقال لافروف في تصريح لقناة “TF1” الفرنسية: “لسوء الحظ، في ما يتعلق بتأجيج القومية الأوكرانية والنازية الجديدة، فإنّ فرنسا تلعب دوراً بارزاً في هذا الأمر وهو ما يشعرنا بالحزن”، مضيفاً أنّ باريس “تطالب باستمرار الحرب لتحقيق نصر” وهزيمة روسيا.

وتابع: “هذا يعني أنّ جميع مناشداتنا على المدى الطويل للغرب بدعوتنا للتفاوض على قدم المساواة تم تجاهلها عمداً”، مشيراً إلى “تقاعس باريس وبرلين في تشجيع أوكرانيا على تنفيذ اتفاقيات مينسك”.

وتشارك فرنسا مع دول الاتحاد الأوروبي في فرض عقوبات على موسكو على خلفية عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرنيا، وهي تدعم كييف عسكرياً.

وكان ماكرون أكّد لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “عزمه على الاستجابة لجميع طلبات الدعم التي أعربت عنها أوكرانيا، ولا سيما فيما يتعلق بالمعدات الدفاعية والوقود والمساعدات الإنسانية والدعم الاقتصادي والمالي”، مشدداً أيضاً على أنّ “شحنات الأسلحة من قبل فرنسا ستستمر وستزداد كثافتها”.

 

المصدر: وكالات + الميادين نت

قد يعجبك ايضا