ما بين تجريم التطبيع والترحيب به مقياس

‏موقع أنصار الله ||مقالات ||أمة الملك الخاشب

من يريد أن يقيس مستوى وعي الشعوب ومدى رفضها للتطبيع مع كيان العدو فليتأكد أن كل رافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني ,هو في نفسه رافض للعدوان على اليمن وعلى سوريا وأنه يقف في صف المقاومة حتى وإن أخفى قناعاته خوفا من القمع والظلم الذي سيطاله إن هو عبّر عن رأيه .

وفي نفس الوقت كل مؤيد للعدوان على اليمن وعلى سوريا ولو كان التأييد في  نفسه  تجده من مؤيدي التطبيع مع  كيان العدو  ، وهذه حقيقة ملموسة  والأحداث أثبتت هذا ، وتابعوا تغريدات الإخوان وكل من باعوا أوطانهم  وقارنوها  بآراء  وتغريدات الأحرار  من كل مكان أو اعملوا استطلاع أو ما شئتم  ستلمسوا هذه الحقيقة واضحة مثل الشمس , فهي طريقان لا ثالث لهما إما طريق التطبيع أو طريق المقاومة  ، وهذا المقياس أيضا حتى لليمنيين الخونة والمرتزقة فكل هؤلاء لم يستنكروا حتى تدنيس اليهودي لمكة وهذا دليل أنهم مناصرين للتطبيع ويتولونهم ومواقفهم من العدوان على بلدهم واضحة , نقيضان لا يجتمعان أبدا  وهما الطموح لدولة مستقلة ذات سيادة قوية والتولي لليهود والنصارى فالتولي لليهود معناه الذل والتفريط في السيادة والكرامة ,

ولنلاحظ الأحداث الأخيرة التي تزامنت فيها إعلان ولاية بايدن مع إعلان ولاية الإمام علي عليه السلام وهذا ما يؤكد أن توقيت الزيارة لم يكن عبثيا أبدا بل كان مدروس بعمق وخباثة فاليهود يحفظون تاريخنا ومناسباتنا أكثر من بعض المسلمين المغفلين.

يعرفون جدا ما هو عيد الولاية وما معنى تولي الإمام علي ؟ ويخافون حتى من سيرة علي ومن إحياء منهجه ومن شيعته فهو من دك حصون خيبر وهو ضارب رقاب الكفاروالمنافقين، فشاءت الأحداث أيضا أن تؤكد لكل الساخطين من إحياء ولاية الإمام علي بأنه لا بديل عن ولاية علي سوى بولاية بايدن ولهما الخيار وكلا يضع نفسه حيث يشاء.

فجاءت ردة فعل المنافقين المبالغ فيها والتي تكشف مدى ارتباطهم باليهود لدرجة أن غضبهم وحملاتهم الإعلامية ضد الولاية كانت أشد حقدا من حملات اليهود أنفسهم وهذا دليل أخر أنهم مجندين منذ إنشاء مذهبهم الوهابي البغيض لخدمة أعداء الدين أعداء الإسلام أعداء الله ورسوله والإمام علي عليه السلام.

أحداث العالم تتسارع وتتكشف وتثبت أن اليهود كما وصفهم القرآن يسعون في الأرض الفساد ويهلكون الحرث والنسل وبأنهم لن ينتهوا عند التطبيع فقط ولكنهم سيتحكمون في كل أمور الدول المطبعة ويديرون شئونها ويحددون لها حتى من هم أعداءها ومن هم أصدقاءها ويكون مقياس العداء مثلما تكلم السيد القائد في أحد محاضراته هو مدى عدواتك لإسرائيل فالدول المعادية لأمريكا وإسرائيل كما هو حال الجمهورية الإسلامية في ايران سيصورنها أنها هي العدو ويصنعون هالة من الإعلام المضلل لترسيخ مثل هذه الأفكار والمفاهيم التي تهدف إلى حرف بوصلة العداء عن هذا الكيان الغاصب وتقديمه للشعوب بأنه الصديق والذي تهمه مصلحتنا ويدفعون مليارات الدولارات للإعلام لإنتاج أفلام ومسلسلات ويمّولون كتابا ومؤلفين  لتعزيز نفس الفكرة عن الشعوب ويروجون لما يسموه الاتفاق الإبراهيمي الذي هو أحد أهم مشاريع هذا العدو الخبيث , الذي وصفهم الله بانهم أشد الناس عداوة للمؤمنين وبأنهم يعضون أناملهم من الغيظ على المؤمنين , ولا نجاة منهم ومن مكرهم وخداعهم ومؤامراتهم سوى بالتمسك بأعلام الهدى من ذرية الإمام علي الذي حدد لنا منهج العزة والكرامة، فلن يخدعوا الشعب اليمني بمسألة تمسكهم بالهدنة ومماطلتهم في تنفيذ بنودها , فطالما قائد الثورة هو من يراقب ويتابع ويوجه في موضوع الهدنة فلا قلق أبدا لأنه مؤيد ومسدد من ربه فربما بعد الهدنة تأتي البشائر والوعود من حيث لا نحتسب فالله يقول وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم , وما علينا سوى الاستمرار في التحشيد والتعبئة العامة والتحذير من حالة الركون والتخاذل وهذا ما يوجه به قائد الثورة عدة مرات , وعلينا أن نحاول إصلاح واقعنا ما استطعنا وإصلاح الخلل في مؤسسات الدولة ومحاولة تنفيذ محاضرات العهد في أسس بناء الدولة الإسلامية بالبدء بخطوات جادة كمرحلة أولية والاستفادة من ذلك الكم من الموجهات والخطط والمقترحات التي تعتبر كنز ثمين يجب أن لا نفرط به فالتمسك بالهدى الذي يصلنا عبر الأعلام هو الطريق الوحيد المنجي في ظل عتمة الواقع المظلم والواقع المؤسف حتى نستطيع تحرير أرضنا اليمنية كاملة ثم النهوض بأمتنا من واقع الارتهان والذل والتبعية لأعداء الله ورسوله وأعداء الإمام علي.

 

قد يعجبك ايضا